باحث ليبيري يؤكد أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية تفشي فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا

أوتاوا-سانا

أكد الباحث والبروفسور السابق في جامعة ليبيريا للزراعة والغابات سيريل برودريك أن الولايات المتحدة مسؤولة عن تفشي فيروس الإيبولا القاتل في غرب أفريقيا حيث قامت وزارة الدفاع الأمريكية بتمويل تجارب بشرية شملت حقن أشخاص أصحاء بالفيروس وذلك قبل أسابيع قليلة من انتشاره في غينيا وسيراليون .

ونقل موقع غلوبال ريسيرتش الكندي عن برودريك قوله في مقال نشرته صحيفة ديلي أوبزرفر الليبيرية أن تقارير كثيرة تشير إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية منحت عقداً بقيمة 140 مليون دولار لشركة الأدوية الكندية تيكميرا لإجراء بحوث على فيروس الإيبولا وشملت هذه الأبحاث حقن أشخاص يتمتعون بكامل صحتهم بالفيروس القاتل.

وأشار برودريك إلى أن الولايات المتحدة لديها مختبر أبحاث يقع في بلدة كينيما في سيراليون حيث تجري هناك تجارب ودراسات لما يسمى فيروس الحمى البيولوجية مبيناً أن البلدة ذاتها تعتبر بؤرة لتفشي فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا.

وأكد برودريك أن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين في البلدان الأكثر فقراً ولاسيما في أفريقيا في مواجهة البلدان الغربية الغنية مثل الولايات المتحدة التي تطور فيروسات وكائنات معدلة وراثيا مصممة كأسلحة بيولوجية.

وتعليقاً على تورط الولايات المتحدة في انتشار فيروس الإيبولا القاتل الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص منذ انتشاره قبل أشهر قليلة في غرب أفريقيا اعتبر تيموثي الكساندر غوزمان الكاتب في موقع غلوبال ريسيرتش أن ادعاءات برودريك تبدو صحيحة بالنظر إلى تاريخ الولايات المتحدة السابق في إجراء تجارب للأمراض الفتاكة على البشر.

واستشهد غوزمان بحادثة جرت بين عام 1946 و1948 عندما قامت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس هاري ترومان بتجارب طبية شملت حقن أكثر من 5 آلاف شخص معظمهم من السجناء والمصابين بأمراض عقلية بفيروس الزهري وغيره من الأمراض المنقولة جنسيا دون الحصول على موافقة منهم وقد لقي خلال هذه التجارب ما لا يقل عن 83 شخصًا مصرعهم.

وقد اعترفت اللجنة الرئاسية في الولايات المتحدة عام 2011 بأن علماءً أمريكيين أقدموا عمدًا على حقن بضعة آلاف من سكان غواتيمالا بفيروسات مرضي الزهري والسيلان بحجة أهداف بحثية على حد زعمها.

وفي واحدة من أبشع الجرائم التي قامت بها الولايات المتحدة في إطار تجاربها الطبية المزعومة تعرض نحو 75 سجينا في الولاياتالمتحدة بعد تطبيق أبحاث جديدة خاصة بالأمراض الجلدية عليهم بين عامي 1965 و1966 لالتهابات حادة وخطيرة لمدة طويلة بعد أن اختبر الدكتور ألبرت كليغمان أثر العامل البرتقالي الكيميائي السام على هؤلاء بتمويل من شركة داو كيميكال وجونسون آند جونسون والجيش الأمريكي.

ويعتبر مراقبون أن الإدارة الأمريكية تستغل الأزمة الإنسانية الناتجة عن انتشار فيروس الإيبولا من أجل تعزيز هيمنتها العسكرية في القارة السمراء وذلك ما تأكد من خلال إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً عن إرساله لآلاف الجنود الأمريكيين إلى أفريقيا بحجة التصدي لهذا الفيروس.