الشريط الإخباري

انتشار هوس “السيلفي” في المجتمع السوري

دمشق-سانا

يقف أحمد 20 عاماً أمام بائع أجهزة الخليوي في سوق البحصة الشهير ببيع هذه الأجهزة وغيرها من أنواع التكنولوجيا الحديثة محتاراً في نوع الجهاز الذي يريد أن يشتريه بدلاً من القديم واهم ما يركز عليه في أسئلته هو دقة الكاميرا وأي الأنواع أفضل والسبب أنه يعشق تصوير السيلفي وتوثيق لحظات حياته وبثها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

أحمد كغيره من الشباب السوريين الذين واكبوا ظاهرة الصور المنتشرة ذاتيا والمعروفة ب سيلفي والتي باتت من أكثر الظواهر المنتشرة بين الشباب في كل مكان وساهمت التكنولوجيا الحديثة والكاميرات التي تجهز بها الهواتف في إكسابها شهرة و بعداً كبيراً جداً حتى أصبحت مثار جدل دفعت الكثيرين من علماء النفس والمختصين إلى وصفها بالهوس الذي مرده إلى أسباب متنوعة تتعلق بالمشكلات الذاتية التي يعانيها الأشخاص والغرور في بعض الأحيان وبعد أن كانت هذه الظاهرة أسيرة الشباب أصبحت منتشرة بين الكبار.

وتقول الاختصاصية في علم النفس ليلى قرحيلي في الماضي كان المشاهير وحدهم من يسلط الضوء عليهم وتلاحقهم الكاميرات أينما حلوا اليوم لم يعد من أن تكون مشهوراً حتى تلفت الأنظار إليك يكفي أن تأخذ زاوية معينة وتلتقط أغرب الصور لتلفت نظر من حولك.

وتضيف مجرد أن تدخل إلى أي موقع تواصل اجتماعي تهاجمك الصور الشخصية تحت عبارات أنا في السوق أنا مع أصدقائي.

وترى قرحيلي أن هذه الظاهرة هوس تكنولوجي وهي غير صحية ومجرد عرض مهارات لأناس مغمورين بينما يعتبر الاختصاصي بعلم النفس مصطفى حنتوش أنها ظاهرة لحظية تعبر عن نفسها في الوقت الذي يتم فيه إلتقاط الصورة سواء عن فرح أو جنون أو ضحك.

ويرى المختص أن ظاهرة السلفي هي مجرد شكل من أشكال مواكبة التطور التكنولوجي وموضة العصر وهي نوع من أنواع الثقة وحب الذات والاستمتاع باللحظة التي يلتقط فيها الشخص صورته ومن مميزاتها أنها جعلت الناس أكثر واقعية.

ووفقا لإحصائية نشرتها شركة سوني اليابانية أن هوس سيلفي في الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و 34 سنة بمعدل مرة واحدة على الأقل أسبوعياً كما كشفت الأرقام عن كون النساء أكثر ولعاً بظاهرة السيلفي من الرجال بمعدل 3ر1 مرة تقريباً.

وتشير أرقام سوني أيضا إلى أن الصور السيلفي تزيد نسبة حصولها على أيقونة لايك على الفيس بوك بنسبة 38بالمئة عن الصور العادية كما تزيد نسبة حصولها على تعليقات على الشبكة نفسها بمعدل 32بالمئة تقريباً.

وتقول عاشقة التصوير كما تحب أن تطلق على نفسها أن السيلفي بالنسبة لها وسيلة حضارية للتعبير عن ذاتها وتقديرها لنفسها وهو أمر مسلٍ وممتع يشعرها بالفرح.

وتوافقها صديقتها ريتا الرأي وتشير إلى أن التقاط الصور ليس بجديد لطالما استخدمه المشاهير فما المانع أن نستخدمه نحن ونصور أنفسنا كالمشاهير ونستمتع ونشعر بوجودنا ونسجل لحظات الفرح بالصورة والصوت والكلمة.

ويعتقد طارق أن التقاط صور السيلفي يهدف إلى تدوين اللحظة وأنه عندما يصور نفسه في رحلة سياحية مثلا يوثق لحظات استمتاع في أماكن مختلفة وهو ليس أمراً مستحدثا والجديد هو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وهو أمر فرضته الحياة الجديدة فلدينا أصدقاء نحاول أن نعرفهم على أنفسنا.

و مفهوم السيلفي ليس جديداً بل كان منتشراً منذ سنوات عديدة وخصوصاً بين المراهقين والشباب لكن انتشاره اللافت حصل في العام فأعلنت كلمة العام في تشرين الثاني في قاموس اكسفورد وبدأ انتشارها مع ظهور الهاتف الذكي المزود بكاميرتين أمامية وخلفية وأصبح إلتقاط الصور لايقتصر على المناسبات المفرحة وعلى طبقة أو شريحة عمرية معينة بل صار ينتشر في مختلف المناسبات والظروف بغض النظر عن مدى ملائمتها .

سمر أزمشلي