تصاعد وعلى نحو ملحوظ الحديث عن عودة المهجّرين السوريين في دول الجوار، وبعض الدول الأوروبية إلى أرض الوطن بعد أن انتفت كل المسببات التي أدت بهؤلاء المواطنين السوريين إلى الهجرة واللجوء، وأبرزها الهروب من المناطق التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية. والطبيعي هنا أن نضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بعودة هؤلاء المهجّرين، إلى مناطقهم وإلى منازلهم وإلى حياتهم العادية شأنهم شأن كل المواطنين السوريين في أرض الوطن، والنقطة البارزة في هذا الشأن تبرز على صيغة تساؤل: لماذا تعرقل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية عودة المهجّرين؟.. وإلى ماذا تستند روسيا وهي تقوم بدور إيجابي وبنّاء لتحقيق عودتهم وبأسرع ما يمكن؟

منذ بدء الأزمة أرادت الدول الضامنة والراعية للإرهاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة أن تكون قضية المهجّرين السوريين ورقة في يدها للابتزاز والمقايضة والتخفي وراء ذرائع وأوهام لتوظيف العملية السياسية والحلول المطروحة للأزمة في سورية في إطار أهدافها ومراميها من فرض الحرب الإرهابية بهذا الشكل المتوحش والمتغول على سورية، وذلك من خلال إطالة أمد الأزمة واستمرار نزيف الدم في الداخل السوري إلى حد أن أطراف وأدوات المشروع الأمريكي-الصهيوني- السعودي في سورية استندت إلى عملية تهجير لمواطنين سوريين وبشكل قسري من خلال حملات التضليل والخداع وتلفيق الأكاذيب، بل إقامة معسكرات ومخيمات للمواطنين السوريين الذين رفضوا أن يكونوا بمنزلة دروع بشرية للإرهابيين في المناطق الساخنة ومعارك مجابهة ومكافحة الإرهاب والإرهابيين وأرادت من وراء ذلك إقامة محميات لمصلحة الإرهاب «كمناطق نفوذ» للجماعات والتنظيمات الإرهابية.

ولاشك بأنه حين تدّعي الولايات المتحدة اليوم وفي ظل مشهد ميداني لا يمكن تجاهله أو القفز فوقه بتطهير معظم المناطق التي تحصّن فيها الإرهابيون بسبب ما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات متتالية ومن إنجازات متتالية، أنها أي أمريكا والدول الغربية تريد أن تربط بين إعادة إعمار سورية والعملية السياسية بما يعرقل عودة المهجّرين السوريين إلى وطنهم وتزعم أن «الظروف الراهنة لا تسمح بعودتهم». متجاهلة في ظل إصرار الدولة السورية على استكمال كل التحضيرات الضرورية لإعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب وأن الدولة هي المسؤولة عن مواطنيها باعتبارها الضامن الحقيقي، بل الوحيد لهؤلاء المواطنين بعد عودتهم إلى أرض الوطن.

أحمد صوان