الشريط الإخباري

“شرف الطب في التراث العربي” للدكتور محمد ياسر زكور

دمشق-سانا

يتضمن كتاب “شرف الطب في التراث العربي” لمؤلفه الدكتور محمد ياسر زكور أقوالاً رويت في شرف هذه المهنة عبر العصور السالفة والأنظمة والقوانين والعهود والمواثيق التي نظمتها لتكون منهاجاً وسبيلاً يحتذى به والرجوع إلى ما حوته من عبر ونوادر ذكرت في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية بغية الحفاظ على صحة الإنسان.

وفي الكتاب يرى زكور أن الأطباء العرب والمسلمين صنفوا كثيراً من المؤلفات التي تتحدث عن شرف الطب وآدابه وأنظمته وقوانينه وسلوكه وعهوده وأنظمته مثل كتاب أدب الطبيب لإسحاق بن علي الرهاوي وشرف الطب والنافع في تعليم الطب لعلي بن رضوان وغيرها من الكتب التي حوت ما يفيد في معرفة شرف الطب وشروط متعاطيه وأدبه وسلوكياته.

ويوضح زكور في كتابه أن تشريعات ناظمة لمهنة الطب ظهرت في التاريخ القديم كشريعة حمورابي ومدونة مانو الهندي وقانون الألواح الاثني عشر وكان أهمها شريعة حمورابي في بلاد الرافدين حيث ضم هذا التشريع أحكام ذوي المهن كالجراح والبيطري والوشام وكان ينزل أقصى العقوبات على الأطباء في حال وقوعهم بأي خطأ أما إذا نجح الطبيب بما يقوم به من عمل جراحي أو غير ذلك فإنه يتقاضى أجراً مضاعفاً.

ويكشف الكتاب أن الأطباء في أول عهد الدولة الإسلامية كانوا يكتفون لممارسة مهنة التطبيب بقراءة الطب على أي طبيب من النابهين في عصره حتى إذا وجد في نفسه القدرة على مزاولة القدرة باشرها بدون قيد أو شرط وبقي هذا حتى عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله الذي منع في عهده سائر الأطباء من التصرف إلا بعد أن يمنحهم سنان بن ثابت رئيس الأطباء رقعة بخط يده تجيز لهم مزاولة الطب وذلك بعد أن أخطأ أحدهم وتسبب بوفاة إنسان.

أما الصيادلة فكان لهم أيضاً امتحان ومراقبة لأعمالهم ومن ذلك ما حدث به الطبيب زكريا الطيفوري حيث كان نظام الحسبة سارياً على الأطباء والصيادلة وغيرهم موضحاً أن مكانة الطب كانت لا تنازع وكرامة الأطباء لا تمس وكان الطبيب يطلع على أسرار الملوك والخلفاء وغيرهم وأسرار وخفايا عائلاتهم.

ويرى زكور أن الشرف العظيم الذي حمله الطب والطبيب لابد له من مقابلته بالسلوك والأدب اللائق بهذا الشرف والتمسك بهذه القيم التي يجب أن يتحلى بها ويعتقدها الطبيب حتى يحتل المكانة التي أولاه إياها ذوو الحكمة والعقول النيرة.

ودعا الدكتور زكور الأطباء إلى التقرب من المريض معتبراً أن هذا الأمر يعد بلغة الطب الحديث من أولى مبادئ القصة السريرية في التشخيص والتقرب من المريض يكون بتودد الطبيب إلى المريض وليس العكس وذلك لكسب ثقته ومودته ما يسهل الوصول إلى التشخيص الصحيح للمرض بغض النظر عن تطور التقنيات في الفحوص المتممة للتشخيص.
يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في 225 صفحة من القطع الكبير.

محمد الخضر

انظر ايضاً

على ضفاف الياسمين.. مجموعة شعرية جديدة بتوقيع الدكتور ماجد سطاح

حمص-سانا تشكل المرأة في المجموعة الشعرية على ضفاف الياسمين للدكتور ماجد سطاح منبعا للالهام وموطنا …