أوراق الحل الاستراتيجية تتراكم.. وواشنطن تخاطر في المنعطفات الوعرة

ما زالت سورية وحلفاؤها يراقبون عن كثب ما يتكشف عن واشنطن من مواقف سرية ومعلنة، لمعرفة خفايا وتفاصيل خطواتها اللاحقة، ومراكمة أوراق الحل الاستراتيجية،

غير مكترثين باستمرارها بإرسال التعزيزات العسكرية للإرهابيين شرق الفرات، وتأكيد رغبتها السير في المنعطفات الوعرة، لأن ذلك سوف ينعكس عليها سلباً.‏‏

أميركا تفعل ذلك لإرضاء كل من “داعش” و”قسد” في وقت واحد، وتبدل أدوارهما، وذلك على حساب الاتفاقات والتعهدات التي تبرمها مع الشركاء الدوليين الراغبين فعلاً بحل الأزمة، من دون الأخذ بعين الاعتبار أي نتائج تسفر عن النكث بالوعود وخرقها، أو التهرب من طريق الحلول المطروحة، ما يعني أنها بكل بساطة ستحصد وأعوانها ثمار ما زرعوا، و ستخسر سمعتها في المنطقة، و بالتالي عليها التأهب لمرحلة جديدة، وخاصة أنها عادت للعزف على أسطوانة الكيماوي المشروخة، ودفع مرتزقتها لدراما جديدة من هذا النوع في منطقة اللطامنة وقلعة المضيق في ريف حماة بعد نقل حاويات من غاز الكلور و السارين إلى هناك، وذلك بهدف إيجاد الذريعة لخصوم سورية من أجل تنفيذ أعمال عدوانية على غرار التي نفذتها إلى جانب بريطانيا وفرنسا سابقاً، وإحباط الجهود الرامية إلى ترسيخ العملية السياسية المنتظرة.‏‏

الحجج الكاذبة التي يستمر أعداء سورية بسوقها لتبرير عدوانهم وحربهم، تترجم اليوم بالإخفاق الواضح لمنظومة أميركا ومن يركب موجتها، مقابل ثبات الجيش العربي السوري وقدرته على التصدي والمناورة والتكتيك لمواجهة التنظيمات المتطرفة، والحفاظ على دفة القيادة والسيطرة، والتأكيد لأولئك أن محاولة استدراج الجيوش إلى ما يريدونه فاشلة، وأن حملتهم الحديثة على المنطقة لن تحقق أياً من أهدافها المعلنة رغم حجم الدمار الكبير الذي خلفته، والدليل تقهقر الإرهابيين وهروبهم من مساحات واسعة كانوا فيها.‏‏

السوريون لا يؤكدون انتصارهم على الإرهاب الوهابي والقاعدي فقط، بل يؤكدون للعالم تمسكهم بالقرار السيادي تحت راية العلم السوري أينما كانوا، ووقوف أهلنا في الجولان المحتل وإضرابهم لمواجهة الأحكام الإسرائيلية الجائرة والقرارت العنصرية والإرهاب الصهيوني، جزء كبير ومهم من المواقف المشرفة التي اعتادوا عليها، وهم مستمرون بالسير حتى النهاية للتخلص من الإرهاب ومرتزقته ومريديه، وهو ما سيدفع أدوات وأتباع أميركا عاجلاً أم آجلاً كي يتعلموا دروساً في النضال والوطنية، بدلاً من انبطاحهم وهرولتهم نحو الحضن الإسرائيلي طلباً للرضا والحفاظ على العروش المتهالكة، وهم يتناسون حقوق الفلسطينيين التي ضاعت نتيجة وعد بلفور المشؤوم قبل قرن وعام.‏‏

بقلم حسين صقر

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …