حرب اقتصادية يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في القدس تقابل بصمود أسطوري

القدس المحتلة-سانا

إلى جانب الجرائم اليومية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة من قتل واعتقال وقمع وهدم وتقطيع أوصال المدينة فهو يضيق على أصحاب المحال التجارية ويفرض حصارا اقتصاديا خانقا عليهم ما تسبب بشلل في الحركة التجارية وكل ذلك بهدف تهجير الفلسطينيين من المدينة المقدسة ضمن مخطط تهويدها.

مئتان وثمانون محلا تجاريا أغلقت أبوابها في البلدة القديمة بالقدس بسبب تراكم الغرامات التي تفرضها سلطات الاحتلال وعدم قدرة أصحابها المقدسيين على دفعها ليقوم الاحتلال بالاستيلاء على أموال أصحاب المحال وأملاكهم وسجنهم لحين الدفع.

إذا هي حرب اقتصادية يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في القدس المحتلة كإحدى الأدوات الخطيرة التي يستخدمها بهدف نشر الفقر والجوع والضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على ترك المدينة لكن كل إجراءات التضييق تقابل بصمود فلسطيني في القدس وتشبث بعروبتها.

مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الاحتلال يحاول بشتى الوسائل تهجير الفلسطينيين من القدس عبر التضييق على أصحاب المحال التجارية وعلى حياة المقدسيين لافتا إلى أن 280 محلا تجاريا في البلدة القديمة أغلقت بسبب الغرامات الباهظة والحصار الاقتصادي الذي يفرضه الاحتلال على القدس ما تسبب بشلل في الحياة الاقتصادية فيها.

وبين خاطر أن الاحتلال يفرض 14 غرامة على التجار الفلسطينيين في القدس المحتلة ضمن مخططه لتفريغ المدينة من أبنائها الفلسطينيين مؤكدا أنه رغم ارتفاع نسب الفقر في المدينة إلى 80 بالمئة والحصار الاقتصادي المفروض على تجارها ومحالها التجارية ومرافقها الاقتصادية إلا أن أهالي القدس صامدون في وجه المحتل فالمعركة في القدس هي معركة وجود.

من جانبه أشار الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة إلى أن الاحتلال يهدف من التضييق على الفلسطينيين في القدس المحتلة إلى ضرب الوجود الفلسطيني فيها مبينا أن الاحتلال حول البلدة القديمة إلى منطقة مغلقة ويواصل التضييق على الفلسطينيين ضمن حربه الممنهجة الأمر الذي فاقم الوضع الاقتصادي في القدس وخاصة لأصحاب المحال التجارية الذين يتعرضون لمضايقات يومية من الاحتلال.

بدوره لفت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني غسان الخطيب إلى أن الاحتلال يكثف الضغوط الاقتصادية على الفلسطينيين بهدف تهجيرهم وهناك مخططات تنفذ بهدف تهويد القدس لكن المدينة محافظة على عروبتها من خلال صمود أهلها على الرغم من كل إجراءات الاحتلال التعسفية.

وأكد الخطيب أن عمليات استيلاء الاحتلال على أراضي لفلسطينيين زادت مؤخرا بشكل كبير فضلا عن منعهم من البناء ومحاصرة القدس تجارياً وكل هذه الممارسات تكثفت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل عام اعتبار القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها منتصف أيار الماضي.

وأوضح الخطيب أن الاحتلال ينفذ حربا تستهدف لقمة عيش الفلسطينيين في القدس لجعل حياتهم فيها مستحيلة بغية إخراجهم منها مشددا على ضرورة الاستمرار في تعزيز الصمود الفلسطيني في القدس وخاصة أن أهلها في ظل الحصار الإسرائيلي والفقر بحاجة لدعم اقتصادي من أجل مواصلة صمودهم في مواجهة الاحتلال.

وطالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي مرارا بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف إجراءاتها التهويدية في مدينة القدس المحتلة وحماية الفلسطينيين الذين يخوضون صمودا أسطوريا في وجه أعتى آلة قمع احتلالية عرفها التاريخ مؤكدين تشبثهم بأرضهم بهدف إحباط كل مخططات الاحتلال وممارساته الرامية لتغيير طابع المدينة وتهويدها.

 

انظر ايضاً

إصابة عشرات الفلسطينيين باعتداء للاحتلال في القدس المحتلة

القدس المحتلة-سانا أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم شمال شرق