ممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية تزيد معاناة المرضى في قطاع غزة

القدس المحتلة-سانا

لم تعلم الفلسطينية سمر أبو ظاهر التي تبلغ من العمر 35 عاماً من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة أن وداعها لأهلها قبل أيام سيكون الأخير فقد حملت حقائبها وجهزت مستلزمات سفرها لترافق شقيقها المريض  لمصاب بتضخم في القلب بعد أن تم تحويله للعلاج في مشفى بالقدس المحتلة لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلتها لدى اجتيازها معبر بيت حانون شمال القطاع ولم يسمح لشقيقها إياد المريض بالمرور وباتت شقيقته معتقلة وهو يصارع الموت بعد أن عجزت مشافي غزة عن علاجه نتيجة عدم توافر المستلزمات الطبية والأدوية بسبب تواصل الحصار الإسرائيلي.

حالة المريض أبو ظاهر واحدة من مئات الحالات المرضية التي تمر عبر معبر بيت حانون وينتهى بها المطاف بالاعتقال من قبل الاحتلال علاوة على منع الاحتلال مئات المرضى من استكمال علاجهم ويكون الموت نهايتهم المحتومة.

وذكرت تقارير طبية فلسطينية أن الاحتلال منع آلاف مرضى السرطان والقلب وغيرها من الأمراض من الحصول على علاج في مشافي الضفة الغربية وتجاوز عدد من تم منعهم من مواصلة العلاج في الربع الأول من هذا العام وفق تقارير حقوقية فلسطينية 833 مريضاً الأمر الذي تسبب في وفاة ثمانية منهم بينهم ثلاث سيدات فيما البقية باتت حياتهم مهددة بالخطر نتيجة سياسة المنع والاعتقال من قبل الاحتلال على معبر بيت حانون.

ويقول الباحث الحقوقي حسين حماد لمراسل سانا إن الاحتلال حول معبر بيت حانون مركزا لاعتقال المرضى ومرافقيهم فكل يوم تسجل حالات اعتقال إما للمريض أو مرافقه على الرغم من الحالة الصحية الصعبة للمرضى الذين يعاني معظمهم أمراضا مزمنة وحالتهم خطرة وبالتالي يحتاجون العلاج في مشافي الضفة التي تتوافر فيها إمكانيات أفضل من مشافي غزة التي انهكها الحصار المتواصل منذ نحو 12 عاماً.

ولفت حماد إلى أن الاحتلال لا يكتفي بمنع المريض فقط من المرور إنما يخضع المرضى لأشعة فحص خطيرة تفاقم وضع المريض وهذا يعد انتهاكاً لحقوق الانسان التي تكفل للإنسان حرية التنقل والحصول على علاج.

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أوضح أن اعتقال الاحتلال للمرضى والمسافرين على معبر بيت حانون يأتي في سياق الحصار والعدوان على الفلسطينيين وارتكابه عمليات القتل بحقهم بطرق متعددة لافتا إلى أن مئات المرضى فارقوا الحياة بسبب حرمان الاحتلال لهم من العلاج وهناك أيضا آلاف المرضى على قائمة الموت بسبب عدم سماح الاحتلال لهم باستكمال العلاج لأنه يمنعهم من السفر وذلك بهدف الضغط على الشعب الفلسطيني.

وأكد أبو ظريفة أن اعتقال الاحتلال للمرضى يعد جريمة وعلى المؤسسات الحقوقية والصحية الدولية التدخل لوقف سياسة القتل والاعتقال من قبل الاحتلال بحق المرضى والفلسطينيين عموما.

من جانبها أكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن حرمان الاحتلال للمرضى من الوصول إلى المشافي يشكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان التي أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادتين 12 و 25 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي توجب تأمين الوصول للرعاية الصحية بشكل فعال هذا إضافة إلى انتهاك الحق في حرية الحركة والتنقل.

وطالبت المؤسسات الحقوقية المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد المرضى وتمكينهم من الوصول للمشافي وتلقي العلاج.

محمدأبو شباب

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف عدة مواقع للعدو الإسرائيلي وتدمر جزءاً من مقر قيادة تابع له

بيروت-سانا استهدفت المقاومة الوطنية اللبنانية اليوم عدة مواقع يتموضع فيها جنود العدو الإسرائيلي