واقع أدب الأطفال.. ما له وما عليه

دمشق-سانا

لعل الكتابة للطفل من أصعب الكتابات في الأدب إذ تتطلب حرفية عالية تجذب الطفل لغة وأسلوبا ومحتوى وهذا يفسر قلة الخائضين في هذا المجال ولعل المسؤولية التربوية والاجتماعية والفنية التي تحملها الكتابة للطفل تطرح أسئلة كثيرة حول مستوى أدب الأطفال في سورية اليوم وحول وجود شعراء وكتاب بحجم هذه المسؤولية.

أريج بوادقجي رئيسة تحرير مجلة شامة للأطفال تحدثت لـ سانا عن وجود مشهدين مختلفين في أدب الأطفال الأول هو دور النشر الخاصة التي يسعى بعضها للربح دون الاهتمام بالمضمون والثاني يتمثل بوزارة الثقافة والهيئة السورية للكتاب التي تسعى إلى تأمين كتاب للطفل السوري يلبي احتياجاته النفسية والفكرية بأسلوب مدروس تربويا وبشكل إخراجي مميز بعيد عن أي أيديولوجيا أو تلقين وبأسعار متواضعة مقارنة بالمحتوى المقدم.

بوادقجي دعت إلى عدم الاستهانة بملكات الطفل الذي يستطيع التمييز بين الجميل والقبيح ووجوب أن نقدم له أدبا حقيقيا بلغة بسيطة سهلة وقريبة من القلب مطعمة باللون والفكرة واللغة والمعرفة.

الناقد الدكتور جمال أبو سمرة بين أن واقع أدب الأطفال يتعافى اليوم مع انتهاء الحرب في سورية وهناك أسماء جديدة يظهر إنتاجها وهي مسلحة بوعي حول محيط الطفل وسيكولوجيته وعلم تربيته ومستلزمات الكتابة له لافتا إلى مسابقات منوعة تقيمها وزارة الثقافة لآداب الأطفال ورسومهم قصة ولوحة وسواها بهدف إعادتها للصدارة.

والطريقة الأفضل للكتابة للطفل برأي أبو سمرة هي غير المباشرة القريبة من الأمثولة، معتبرا أن استخدام التكنولوجيا مع الأطفال سلاح ذو حدين وعلينا أن نقدم لهم البديل عن الألعاب المؤذية بأشياء مفيدة عن طريق التكنولوجيا نفسها.

هند حيدر قاصة للأطفال رأت أن الأطفال في سورية مظلومون فهناك تقصير واضح في أدب الطفل وخاصةً الفئة الصغيرة جداً الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات معتبرة أن هذه الفئة هي الأكثر حاجة إلى القصص الهادفة لأنهم في مرحلة التعرف على العالم الخارجي ويجب على أدب الطفل أن يساعدهم في ذلك بأسلوب سهل وبسيط وكلمات واضحة مدعماً بالصور والألوان لتسهيل إيصال الفكرة إلى أذهانهم وتعليمهم منذ الصغر المثل والأخلاق والقيم.

وبينت حيدر أن قصص الأطفال الهادفة أصبحت عملة نادرة في هذه الأيام مع الاتجاه نحو القصص المترجمة التي قد تكون جيدة ومفيدة ولكن في الوقت نفسه هي تقدم بيئة لا تشبه بيئتنا ما يخلق تناقضا بين واقع الطفل القارئ والبيئة التي كتبت فيها القصة داعية إلى تأسيس حركة أدبية ثقافية هدفها وغاياتها “الطفل” عبر نشر مجلات وقصص ورقيا والكترونيا.

الشاعر ابراهيم عبد الله ابراهيم أوضح أن أدب الاطفال في سورية شبه خال من التجارب المهمة فالأغلبية يستسهلون ويقدمون نتاجا متعجلا أو يعيدون انتاج ما سبق مع قلة في الكتاب الموهوبين الذين نذروا أنفسهم للطفولة.

واللغة بحسب ابراهيم أهم أدوات الكاتب للأطفال فبمهارته يستطيع أن يحبب المتلقي ويوصل رسالته إليه أو ينفره منها أما أدب الأطفال المترجم فهو واقع علينا التعامل معه بفاعلية وأن نأخذ ونضيف وما هو ليس قريباً من واقعنا اليوم ربما أصبح من صلبه غداً.
بلال أحمد

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب:

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم 0940777186 بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency