الفلسطينية منى أبو حلو.. ابنة وشقيقة ووالدة شهيد وجريح وأسير

القدس المحتلة-سانا

“في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد نجلي أحمد وبينما كنت جالسة بجوار قبره أشكو له ألم الفراق والجرح الغائر الذي تركه استشهاده فينا.. فإذا بصوت عال يصرخ من ورائي.. ابنك سليم أصيب في مسيرات العودة شرق مخيم البريج وإصابته حرجة جداً .. لم تحملني قدماي على الوقوف فالخبر وقع كالصاعقة صرخت أحمد استشهد وسليم بين الحياة والموت”… بهذه الكلمات وصفت والدة الجريح سليم أبو حلو حالتها لحظة تلقيها نبأ إصابة ابنها سليم برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في مسيرات العودة التي تنظم أسبوعياً شرق قطاع غزة.

وتقول منى أبو حلو لمراسل سانا: في 22 شباط من العام الماضي استشهد نجلي أحمد وهو في الثامنة عشرة خلال مشاركته في المظاهرات التي خرجت رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة وفي نفس اليوم والتاريخ من هذا العام تلقيت نبأ إصابة نجلي الثاني سليم ووضعه الصحي حرج للغاية .. توقفت عن الحديث بعد أن غلبها البكاء ألما وحزناً على استشهاد أحمد وإصابة سليم.

وتسرد الأم الفلسطينية تفاصيل مؤلمة بعد سماعها نبأ إصابة سليم قائلة: أصبت بحالة خوف شديدة فكل من قابلته في طريقي كان يخبرني أن سليم استشهد.. توجهت على الفور إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع .. أخبرني الأطباء أن سليم في العناية المشددة لخطورة إصابته وتجرى له عمليات جراحية عاجلة لوقف النزيف الداخلي بفعل الرصاص المتفجر الذي مزق الأمعاء والقولون.. وتسبب بكسور في منطقة الحوض.

وتابعت: سألت الطبيب المشرف على حالته الصحية هل هناك أمل أن يعيش سليم .. وتساءلت مراراً وتكراراً هل استشهد أم هو على قيد الحياة.. فأخبرني أن حالته استقرت بعد أن نجح الطاقم الطبي في إيقاف النزيف الداخلي حينها شعرت أن روحي عادت إلى جسدي المنهك.

وتشير الأم المكلومة إلى أن أرض فلسطين تستحق التضحيات وأن عائلتها قدمت قبل ذلك قوافل من الشهداء مضيفةً.. والدي شهيد وأخي شهيد وعمي شهيد وابني أحمد شهيد وأخي أسير والآن سليم جريح.. كل ما يفعله هذا الاحتلال من جرائم ومجازر لن يزيدنا إلا صموداً لأننا أصحاب الحق وأهل هذه الأرض.

وعلى مقربة من الشاب الجريح سليم يجلس والده وقد بدت عليه علامات التوتر والحزن فيقول.. هذا الاحتلال يقتل ويصيب الأبرياء بينما العالم صامت على هذه الجرائم البشعة فقبل عام استشهد نجلي أحمد والآن سليم مصاب وإصابته حرجة.. لحظات عصيبة أعيشها حيث لا أنام الليل خوفاً على سليم.

وأشار أبو حلو إلى أن سليم فقد جزءا من أمعائه وأجريت له ثلاث عمليات جراحية معقدة حيث تم قطع جزء من الأمعاء للسيطرة على النزيف وهو بحاجة لعمليات أخرى في منطقة الحوض التي أصيبت بكسور وتهتك.

ولفت والد الجريح الفلسطيني إلى أن الأطباء في غزة أكدوا أن سليم لن يستطيع الحركة وفي انتظاره مسيرة علاج طويلة وللأسف علاجه غير متوفر في مستشفيات قطاع غزة التي أنهكها الحصار وارتفاع عدد الإصابات الحرجة في مسيرات العودة والتي فاقت قدرة المستشفيات الاستيعابية.

ووصل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قمع قوات الاحتلال مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقها في الثلاثين من آذار الماضي إلى 268 إضافة إلى إصابة نحو 26 ألفاً بجروح مختلفة وحالات اختناق بالغاز وأكدت لجنة تابعة للأمم المتحدة في تقرير لها نهاية الشهر الماضي أن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أثناء قمعها المسيرات لافتة إلى أنها ستقدم المعلومات المتوفرة لديها إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كي تحيلها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

محمد أبو شباب

 

انظر ايضاً

البرتغال تهزم تركيا بثلاثة أهداف وتتأهل لدور الـ 16 في بطولة أمم أوروبا

برلين-سانا حسمت البرتغال تأهلها الى دور الستة عشر في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024 …