روسيا تدرس التوجه للأمم المتحدة لاستصدار قرار لحماية المسيحيين في الشرق

موسكو-سانا

أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان افريقيا أن بلاده تدرس في الوقت الراهن احتمال التوجه إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان بمبادرة لاستصدار قرار أممي لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط.

وقال بوغدانوف خلال جلسة طاولة مستديرة في موسكو اليوم وكرست لبحث أوضاع مسيحيي المشرق في إطار فعاليات معرض /روسيا الأرثوذكسية عائلة ريوريكوف القيصرية/.. “ن العمل مستمر وبشكل هادف عبر قنوات وزارة الخارجية الروسية لتوحيد جهود المجتمع الدولي على صعيد حماية مسيحيي المشرق”.11

وبما يتعلق بالأزمة في سورية قال بوغدانوف “إننا نركز الاهتمام على ضرورة أن تتوصل الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة إلى تفهم عام في إطار مكافحة التطرف والإرهاب” مضيفا “إننا نطالب بتحقيق توافق بين القوى السياسية والوطنية في العراق بما يؤسس لاستقرار المجتمع العراقي ونبحث في احتمال المبادرة إلى طرح مشروع قرار يصدر عن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان يحمي المسيحيين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ويعكف خبراؤنا في الوقت الراهن على تحضير مشروع لمثل هذا القرار”.

بدوره أعلن سيرغي ستيباشين رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية أنه تقرر تشييد مدرسة روسية في القريب العاجل في دمشق.

وقال ستيباشين في الجلسة التي حضرها دبلوماسيون وسفراء روس وعرب وشخصيات علمية واجتماعية عن المنظمات الأهلية والكنسية.. “إننا نتابع في الوقت الراهن مسألة تشييد مدرسة روسية في دمشق وان الأموال اللازمة للمشروع متوافرة والأمر متعلق بتخصيص الأرض اللازمة لذلك”.

وأكد ستيباشين استمرار الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية في إرسال المساعدات الانسانية الى بلدان الشرق الاوسط لتوزيعها على محتاجيها من مسيحيين ومسلمين بلا تمييز موضحا أنه جرى إرسال 11 شحنة من المساعدات الإنسانية إلى سورية نظمتها الجمعية وأن هذه المساعدات لم يتم تمويلها من الميزانية الروسية وإنما جمعت من تبرعات المواطنين الروس وبإسهام الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية وشملت المواد الغذائية والبطانيات والألبسة والأدوية وغيرها.

من جانبه أكد السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد أنه تقرر تخصيص أرض في دمشق لتبنى عليها المدرسة الروسية معربا عن أمله في أن تتحول هذه المدرسة إلى جامعة روسية في المستقبل.

وقال السفير حداد.. إنه ومنذ الأيام الأولى للحرب الكونية المفروضة على سورية والمواطنون السوريون بمختلف أديانهم وطوائفهم وانتماءاتهم يؤكدون وقوفهم إلى جانب الدولة في مواجهة الإرهاب الممنهج العابر لحدود الدول والقارات لافتا إلى أن المجازر والجرائم في المدن والبلدات السورية يرتكبها الإرهابيون لدفع المسيحيين وبقية الأقليات للهجرة.

وأشار حداد إلى أن العالم كله توصل إلى أن المجموعات المتطرفة في سورية هي عصابات مسلحة مجرمة وأفرادها مجرمون مختلون نفسيا وعقليا يحاربون كما الإسلام كذلك المسيحية مشيرا إلى أن ما سموه /ربيعا عربيا/ اصطدم بسورية التي أخذت على عاتقها تحمل الضربة الأساسية لهذا التطرف.

وأضاف حداد.. “إن أهمية سورية اليوم ليست فقط في أنها صديقة لروسيا أو لأنها تمثل مثالا للعيش المشترك لكل الطوائف والتيارات الدينية ولكنها مهمة لأنها أوضحت للعالم كيف يجب التصرف بإباء أمام هذا الوضع المتأزم” مشددا على أن سورية وحدها فقط من بين الدول برهنت على مجابهة هذا التطرف ومواجهة هذا المخزون الإجرامي المتطرف الذي يمثل أممية الجريمة والأممية الدموية المتطرفة التي يجب القضاء عليها.

وأوضح السفير حداد أن كل ذلك من صنيعة الغرب وهو من يصنع هذه العصابات وإن كل ما يقال عن ديمقراطية الغرب هو غير صحيح والدليل على ذلك المعايير المزدوجة التي يتبعها في كل مكان مؤكدا أن سورية ستبقى أنموذجا للمحبة والسلام والتاخي والتواصل والعيش المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري.

وجدد المشاركون في الجلسة تأكيدهم على أن السياسة الروسية تجاه الأوضاع في الشرق الأوسط مبدئية وثابتة وهي امتداد للسياسة الروسية منذ آواخر القرن الثامن عشر وخلال المرحلة السوفييتية وتستمر بانتهاجها اليوم روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين.

وأشاروا إلى أن روسيا كانت دائما تملك أصدقاء لها في المنطقة ولم تبخل بتقديم الدعم والمساعدة لهم أبدا وهي اليوم المدافع الوحيد عن شعوب أوكرانيا والشرق الأوسط وحتى أفريقيا مؤكدين أن المسيحيين والمسلمين في منطقة الشرق الأوسط يعتبرون روسيا المدافع الوحيد عن المنطقة.

وكشف المشاركون في كلماتهم الأساليب التي اتبعها الغرب في إعداد وتدريب وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سورية والطرق التي استخدمها في خداع وتجنيد الشباب من كل أنحاء العالم لإسقاط الحكومة الشرعية في سورية وقتل وتشريد الشعب السوري ودفع فئات كبيرة منه للهجرة وترك وطنه الأصلي.

وشدد منظمو الجلسة على مواصلة المنظمات الأهلية والاجتماعية الروسية تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري وتعزيز علاقات التعاون مع سورية في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والعلمية داعين إلى تنشيط العمل الإعلامي الموجه نظرا لأهميته في فضح السياسات الغربية في المنطقة والمؤامرات
الإجرامية تجاه أبنائها ومؤكدين أن الجهود المشتركة الشعبية والرسمية الروسية ستكون لبنة أساسية في إنهاء الحرب في الشرق الأوسط وإحلال السلام على أراضيه وبين أبنائه كما ستكون بمثابة ضربة قوية تلجم كل من دعم الإرهاب والتطرف والفاشية والنازية والتعصب الديني والقومي.

وفي لقاء مع مراسل سانا في موسكو أكد ستيباشين أن الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية وضعت لنفسها مهمة واتخذت القرار ببناء مدرسة روسية وقال إن ما نقوم به هو ما كانت تقوم به روسيا في القرن التاسع عشر حيث بنت على الأراضي المقدسة بما فيها سورية عشرات المدارس الروسية.

وقدر ستيباشين عاليا الجهود التي تبذلها اليوم سورية وقيادتها في تصديها للإرهاب المتمثل بتنظيم “داعش” الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى قائلا: “إننا ندعم موقف القيادة السورية التي لا تميز بين أبناء شعبها ولا تقسمه الى فئات على أسس مذهبية معتبرا ذلك كلمة دعم لموقف جمعيتنا في عملها الانساني في سورية.