أدباء حماة وطرطوس في ذكرى الجلاء: قيم السوريين وحضارتهم ستنتصر

حماة وطرطوس-سانا

رغم مضي عقود على نيل سورية استقلالها وتحررها من نير الاستعمار الفرنسي لا تزال ذكرى الجلاء راسخة في أذهان الشعب السوري الذي يواصل نضاله ضد أشكال جديدة من العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي.

واعتبر مصطفى صمودي رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في حماة أن الجلاء قيمة نضالية وإنسانية وحضارية كبيرة تضاف إلى مجموعة القيم السامية التي كرسها الشعب السوري على مدى آلاف السنين.

ولفت صمودي إلى أن الاستقلال كان نتاجا طبيعيا وتحصيلا تاريخيا لجملة المنجزات الحضارية التي حققها السوريون عبر رحلتهم الإنسانية الطويلة وقد عرف عنهم عبر المراحل التاريخية المتعاقبة قدرتهم على إنتاج الفكر والثقافة والرؤى الخلاقة وهي العوامل الأساسية في تصويب مسيرة الشعوب والمجتمعات نحو مزيد من البناء والارتقاء.

وأكد الأديب نزار نجار ثقته بأنه مهما اشتدت المحن اليوم فإن القيم التي يحملها السوريون في نفوسهم وتتجذر في وجدانهم هي ما سيكفل حتمية انتصارهم الجديد ودحرهم للإرهاب موضحا أنه لا خوف على سورية ولا على اهلها بعد ان جبل تاريخهما بالانتصارات المتتالية التي ستتوج قريبا بانتصار هو الأهم بفضل العزائم ذاتها التي قادت قبل 73 عاما إلى الاستقلال.

بدوره أكد مدير الثقافة في طرطوس كمال بدران أن استحضار الجلاء في كل عام من خلال مهرجان خاص يحمل اسم المجاهد الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر التي انطلقت منها أول رصاصة في وجه الاستعمار الفرنسي مناسبة مهمة للتذكير بالبطولات المشرفة في تاريخ سورية التي يمثلها المجاهد الشيخ ورفاقه من صانعي الاستقلال مشيرا إلى أن السوريين اليوم يثبتون فعلا أنهم أحفاد هؤلاء الأبطال الاوفياء لمسيرتهم حتى تستعيد سورية عافيتها كما كانت.

وقال بدران: إن “استحضار الجلاء اليوم يكون من خلال الدفاع عن قيم ومبادئ الشهادة التي ضحى من أجلها المجاهد ورفاقه فالسوريون استطاعوا أن ينجزوا الاستقلال ويطردوا العدو عن تراب الوطن واليوم يتصدى أحفاد هؤلاء الأبطال لعدوان مشابه يقوده إرهابيون تكفيريون تدعمهم دول العالم لكن إرادة المقاومة مستمرة وسينتصر ابطال اليوم كما انتصر أجدادهم من قبلهم”.

وأشار الباحث في الشأن الثقافي خالد فهد حيدر إلى انه في حضرة الجلاء تستحضر التضحيات والدماء الزكية التي روت تراب الوطن ليزهر الجلاء الذي كان وأنجز بفضل تلك التضحيات الكبيرة والشجاعة والبطولة التي بدأها الشيخ صالح العلي بأول رصاصة في وجه المستعمر الفرنسي لتشتعل سورية مقاومة وانتصارات فكانت ثورة السلطان باشا الأطرش وابراهيم هنانو وليستمر أبناء سورية بتقديم الغالي والنفيس لحماية الجلاء والاستقلال وليخوض الشعب السوري حروبا شرسة وبصور متنوعة.

وأشار رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس محي الدين محمد إلى أن عيد الجلاء مناسبة لنستذكر المناضلين الشرفاء الذين قدموا التضحيات لتكون الأرض صالحة للعيش الكريم والأمن والاستقرار لافتا إلى أن السوريين ما زالوا يحافظون على ردائهم الحضاري والإنساني ويدافعون عن القيم النبيلة لتكون أممية وليس فقط داخل سورية وهو ما جعلها هدفا للحساد والمتآمرين الذين عملوا خلال السنوات الثماني الماضية على تدميرها لكن السوريين المقاومين أثبتوا أن سورية ستبقى أبدية الحرية تعشقها وتدافع عنها ضد أي عدوان.

ولفت الكاتب والباحث السياسي ممدوح أحمد صادق إلى أن الاستعمار الفرنسي كان ينفذ الاهداف والمخططات المشبوهة في سورية من خلال تقسيمها إلى كيانات مرتكبا المجازر في كل المناطق السورية لذلك قامت الثورات ضده على كامل مساحة الأرض السورية منها ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل السوري التي أرعبت الاستعمار الفرنسي وكبدته خسائر كبيرة وثورة إبراهيم هنانو في إدلب وحلب والسلطان باشا الأطرش في الجنوب السوري حيث كبدت هذه الثورات الفرنسيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.