خلف الألوان الزاهية.. مخاطر السلايم تدفع الصحة المدرسية للتحذير

دمشق-سانا

تجتذب عجينة السلايم بألوانها الزاهية وأشكالها المحببة الأطفال وخصوصا في سن المدرسة في وقت تتزايد فيه التحذيرات من خطورة مكوناتها على سلامة وصحة الأطفال.

و”السلايم” مادة هلامية تعيد بعض التقارير الإعلامية ظهورها الأول لسبعينيات القرن الماضي لكن استخدامها بات أكثر انتشارا مؤخرا نتيجة زيادة الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية اعتمادا على ألوانها الزاهية وملمسها الناعم وسهولة تشكيلها.

وكانت اختبارات دراسة أجرتها مؤسسة /ويتش/ البريطانية لخدمة المستهلك العام الماضي كشفت أن بعض منتجات السلايم تحتوي على مستويات من البورون الذي يدخل في تصنيع المبيدات الحشرية والمنظفات وكريمات الوجه وغسول العدسات اللاصقة تزيد على أربعة أضعاف حدود السلامة التي تسمح بها معايير الاتحاد الأوروبي.

وتشير الأبحاث الطبية إلى أن التعرض لمستويات زائدة من البورون يمكن أن يسبب تهيجا وإسهالا وقيئا وتشنجات في المدى القصير بينما المستويات المرتفعة ترتبط بانخفاض أوزان المواليد والتشوهات الخلقية والتأخر في النمو فضلا عن اضعاف الخصوبة.

مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية الدكتورة هتون الطواشي ذكرت لـ سانا الصحية أنه بعد انتشار مقاطع فيديو عن طرق صناعة هذه المادة على الانترنت وقيام بعض الاطفال بتطبيقها في المنزل اضافة الى ورود تعميم من منظمة الصحة العالمية بمخاطر هذه المادة قام مخبر الصحة المدرسية بتحليل إحدى عجائن السلايم وتبين احتواءها على مواد كيميائية مثل البوراكس.

وحذرت الطواشي من خطورة هذه المواد حيث يسبب التماس الجلدي معها تحسسا وتخريشا موضعيا مع تشققات ببشرة اليدين بينما يؤدي استنشاق المواد  النفاذة الداخلة فيها إلى أذية وتهيج الجهاز التنفسي والعينين.

ولفتت الطواشي إلى أن الخطورة الأكبر للسلايم اذا وضع الطفل يده بفمه أثناء اللعب بها أو ابتلع قطعة منها ما يوءدي إلى دخولها إلى الجهاز الهضمي ووصولها إلى الدم مسببة انسماما حادا أو مزمنا بالجسم حسب الكمية المبتلعة.

وفي حال الانسمام الحاد يعاني الطفل حسب مديرة الصحة المدرسية من أعراض هضمية شديدة كالألم البطني والإقياء والإسهالات أما الانسمام المزمن فيؤثر على الجهاز العصبي مؤديا إلى الصداع المزمن مع التأثير على ذاكرة الطفل وتركيزه.

وكانت وزارة التربية وجهت تعميما للمدارس بضرورة أبعاد الباعة الجوالين الذين يبيعون المادة أمام المدارس والمتابعة المستمرة من قبل الموجهين التربويين الاختصاصيين وتقديم الارشادات للحد من انتشار هذه الألعاب مع الإشارة إلى أن دولا عربية منها مصر والأردن والإمارات اتخذت العام الماضي خطوات عدة لوقف بيعها أو وضع قيود للتأكد من استخدام النوع الآمن منها.

بشرى برهوم