النظام السعودي.. ضعف في التأثير على المحيط الإقليمي وأوضاع داخلية مضطربة

باريس-سانا

أكدت نشرة ال/ت ت ي/الأسبوعية الفرنسية التي تعنى بالأخبار الاستراتيجية أن الأجهزة المختصة في عدد من الدول الغربية تتابع باهتمام التطورات على الساحة السعودية في ظل أوضاع ضبابية مع تراجع قدرة النظام السعودي على التأثير في المحيط الإقليمي واضطراب الأوضاع الداخلية.

وأوضحت النشرة في تقرير لها اليوم أن الظروف الإقليمية لا تصب حاليا في مصلحة تعزيز الدور الإقليمي الذي يطمح النظام السعودي للعبه حيث لم تنجح دبلوماسيته رغم الجهود التعبوية المحلية والإقليمية والدولية في الحيلولة دون تراجع قدرتها في التأثير على محيطها الإقليمي وخصوصا في اليمن.

وأضافت النشرة “أن عوامل داخلية عدة لعبت دورا أيضا في تراجع دور هذا النظام ومنها التعامل الأمني البحت مع الأوضاع الداخلية والذي يدفع إلى ارتكاب أخطاء متكررة تصعد التوتر الداخلي وخير مثال على ذلك حكم الإعدام الصادر بحق الشيخ نمر باقر النمر في 15 من تشرين الأول الماضي.
وتابعت النشرة أن مسارعة السلطات السعودية إلى القاء المسؤولية على تنظيم القاعدة في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدا في الرابع من تشرين الثاني الحالي في قرية الدالوة شرق البلاد وقبل إجراء التحقيقات الضرورية آثار الكثير من الشكوك في أوساط السعوديين وخصوصا مع تعمد السلطات تقليص عدد الضحايا في هذا الهجوم الإرهابي.

ولفتت النشرة إلى قيام الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بإصدار قرار في الخامس من الشهر الحالي بإعفاء وزير الثقافة والإعلام وسفير المملكة السابق في لبنان عبد العزيزالخوجة من منصبه بعد إعلانه عبر حسابه على التويتر عن إغلاق إحدى القنوات التي تبث خطابا تحريضيا مذهبيا في الرياض ليتبين فيما بعد أن ولي عهد عبد الله سلمان بن عبد العزيز هو الذي أصدر الأوامر بالسماح لمكتب القناة بمواصلة أنشطتها ما يعكس استمرار نفوذ التيار الوهابي على العائلة الحاكمة.

ورأت النشرة أن الاعتقاد يسود بأن استطالة مرحلة انتقال السلطة في السعودية والحالة الصحية للملك وولي عهده لا توفران هامش مناورة كافيا لدبلوماسية نظام آل سعود للتحرك خارجيا كما أن “حالة الجمود الداخلي يمكن أن توفر ظروفا ملائمة لمن يسعون لزعزعة الاستقرار الداخلي للسعودية في الفترة القادمة”.

يذكر أن العديد من التقارير الاستخباراتية والإعلامية أشارت إلى تصاعد الخلافات بين الأجنحة المتصارعة داخل العائلة الحاكمة في السعودية مع استمرار سيطرة التيار الوهابي المتورط في دعم وتمويل التنظيمات والجماعات الغرهابية في المنطقة على الوضع في السعودية وذلك في ظل حالة من التململ والغليان الشعبي تجاه السياسات القمعية والتعسفية التي تنتهجها سلطات آل سعود بحق المواطنين السعوديين والتي باتت تنذر بإنفجار الأوضاع وخروجها عن سيطرة الأسرة الحاكمة.