نشر الفوضى والدمار بالمنطقة..نهج أردوغان لتحقيق أطماعه العثمانية

دمشق-سانا

مارس النظام التركي خلال السنوات الأخيرة أدوارا تخريبية في المنطقة من خلال دعمه للإرهاب في بعض دولها والسماح بتسلل آلاف الإرهابيين فضلا عن نقلهم إلى أماكن مختلفة منها بغية تحقيق أهدافه وأطماعه العثمانية في نشر الخراب والدمار وسفك دماء أبناء شعوبها ونقل أزماته الداخلية إلى الخارج.

نظام أردوغان ومنذ بداية الأزمة في سورية سمح لعشرات آلاف الإرهابيين من مختلف دول العالم بالتسلل إلى الأراضي السورية وأقام لهم معسكرات التدريب ومراكز الإيواء وقدم لهم الدعم اللوجستي والرعاية لتحقيق أهدافه ومخططاته الإجرامية في نشر الدمار والتخريب فيها وسفك دماء أبناء الشعب السوري.

سرقة ونهب النفط السوري والآثار والمنحوتات القديمة النادرة كانت على سلم أولويات نظام أردوغان بواسطة التنظيمات الإرهابية الخاضعة لهيمنته حيث كشفت تقارير إخبارية أن تهريب النفط يتم عبر شاحنات وبحماية قوات تركية إلى ميناء جيهان التركي ومنه إلى الأسواق الأوروبية وأن عمليات تهريب النفط ادرت بعائدات كبيرة لتنظيم داعش الإرهابي كانت تقدر بـ 500 مليون دولار سنويا.

النظام التركي لم يكتف بممارسة دوره الإجرامي التخريبي في سورية بل عمل على نقل مشهد الارهاب الى ليبيا وعمل على أخونة المجتمع الليبي وسير السفن المحملة بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر لدعم التنظيمات الإرهابية فيها كما أرسل شحنات جوية من الأسلحة.

تدخلات نظام أردوغان في شؤون ليبيا التي شن حلف شمال الأطلسي عليها عدوانا سافرا عليها عام 2011 كان آخرها إرسال الطائرات المسيرة التي قصفت بعض المدن الليبية من بينها ترهونة وغريان فيما كشفت تقارير سابقة عن وجود خبراء عسكريين أتراك بينهم جنرال رفيع المستوى يعملون في غرفة عمليات بالعاصمة طرابلس.

تدخلات أردوغان تعدت سورية وليبيا حيث وصل به الامر الى التدخل في الشأن الداخلي المصري بعد ان قدم الدعم والتأييد لـ “جماعة الإخوان المسلمين” الارهابية حيث دأب وأركان نظامه على توجيه الانتقادات للمحاكمات التي كانت تجريها السلطات المصرية خلال الأعوام الماضية بحق قيادا ت تلك الجماعة المحظورة محاولا تبرئتهم من الأعمال الإرهابية التي نفذوها في المدن والمناطق المصرية وراح ضحيتها مئات المدنيين والعسكريين.

الكثير من التقارير الإخبارية أكدت أن نظام أردوغان قدم أيضا الدعم والمؤن الغذائية لقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها على قطاع غزة عام 2014 إضافة إلى تقديم المعلومات الاستخباراتية لكيان الاحتلال وذلك رغم تباكيه الكاذب عبر وسائل الإعلام على أبناء الشعب الفلسطيني وادعائه التمثيلي على الحرص على قضيتهم كما حصل في مؤتمر دافوس الاقتصادي عام 2009.

أردوغان الغارق بين أوهام العثمنة وبين دعم الإرهاب والتدخل في شؤون بعض دول المنطقة ادخل بلاده بازمة اقتصادية حادة أدت إلى تراجع كبير في قيمة الليرة التركية حيث بلغ خلال اليومين الماضيين 3 بالمئة كما أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم إلى نحو 20 بالمئة فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة مواصلا في الوقت ذاته حملات القمع والترهيب واعتقال المدنيين والعسكريين على خلفية محاولة الانقلاب التي جرت في تموز عام 2016.

مراقبون يرون أن حالة الركود الاقتصادي التي تشهدها تركيا حاليا والمترافقة مع تراجع ثقة المستثمرين وأزمة الائتمان وزيادة عمليات الإفلاس هي نتاج للحكم الاستبدادي الذي يفرضه أردوغان بتهميشه الديمقراطية وانتهاكه الحريات المدنية وتصميمه نظاما رئاسيا دخل حيز التنفيذ عام 2018 من أجل أحكام قبضته وهيمنته على مؤسسات الدولة والحد من استقلالية المؤسسات التشريعية والقضاء وقمع حرية الرأي والتعبير بين الأتراك.

محمد جاسم

انظر ايضاً

أردوغان يقر بخسارة حزبه في الانتخابات المحلية في تركيا

أنقرة-سانا أقر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بخسارة حزبه (حزب العدالة والتنمية)