المؤرخ سامي مبيض: معرض دمشق الدولي محطة مضيئة بتاريخ سورية

دمشق-سانا

بسنواته الحادية والستين شكل معرض دمشق الدولي أيقونة تاريخية محفوظة في ذاكرة السوريين وبوابة تطل عبرها سورية بتراثها وصناعتها واقتصادها على العالم بأسره مجسدا في استمراريته قدرة السوريين على النهوض والانتاج والبناء.

وللحديث عن أهمية المعرض منذ نشأته ودوراته المتتالية ولا سيما مع اقتراب موعد افتتاح المعرض بدورته الـ 61 التقت سانا المؤرخ والباحث الدكتور سامي مبيض الذي أكد أن فكرة معرض دمشق الدولي تعود إلى قبل اول دورة له التي اقيمت عام 1954 حيث أقيم أول معرض للصناعات الدمشقية عام 1927 تلته الدورة الثانية عام 1928 والثالثة التي أقيمت في مدرسة التجهيز عام 1936 ما استدعى أن يكون هناك معرض دائم لمدينة دمشق.

وتابع مبيض إن الظروف السياسية والحروب آنذاك منعت إقامة المعرض حتى أيلول عام 1954 والذي جاء بعد اضطرابات وكان بمثابة رسالة للعالم أن العجلة الاقتصادية والحياة تعود الى سورية وان الاستثمارات العربية والعالمية مرحب بها في سورية ليكون من المحطات المضيئة والمشعة في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لمدينة دمشق خاصة وسورية بشكل عام.

لا تستحضر ذاكرة المعرض من دون أن تعرج على ليالي مسرحه ومهرجاناته حيث تطرق مبيض إلى مسرح المعرض الذي أقيمت عليه أهم الحفلات الفنية والمسرحية والاستعراضية وغنت عليه فيروز وام كلثوم وعبد الحليم الحافظ وتمت إقامة اول مهرجان سينمائي وحضور الفرقة السيمفونية الوطنية النمساوية لتعزف بدمشق عام 1956.

نجاح المعرض عام 1954 استطاع أن يغير وجه مدينة دمشق بحسب مبيض ففتحت الطرقات وأنشئت المباني قرب المعرض ووزعت النوافير الملونة وخصصت إذاعة للمعرض ونصب قوس المعرض الشهير على مدخله مشيرا إلى أن مقره القديم كان يقع على أرض تابعة لوزارة الأوقاف حيث كان الملعب البلدي.

وذكر مبيض أن الافتتاح الأول شارك فيه عدد كبير من زعماء الدول العربية والأجنبية وأخذ فيما بعد طابعا مختلفا في سنوات الوحدة حيث رأى الرئيس جمال عبد الناصر فيه نقطة قوة للجمهورية العربية المتحدة فأضيفت عليه العديد من التعديلات منها نصب السيف الدمشقي في ساحة الأمويين الذي كان يحمل أعلام الدول المشاركة.

وتكمن أهمية معرض دمشق الدولي بحسب مبيض في استمراريته وعدم توقفه منذ عام 1954 ولغاية الحرب التي واجهتها سورية مؤخرا فكان رغم كل لظروف الحدث المنتظر وظاهرة اقتصادية واجتماعية وفنية فريدة من نوعها حتى اليوم على مستوى الوطن العربي.

وأشار مبيض إلى أن هذا الإنجاز التاريخي الذي أثبت حضوره ومكانته العربية والدولية قام بأياد سورية وجعل الدول تتنافس على المشاركة بالمساحات الأكبر ونوعية المعروضات لافتا إلى قدرته على إرضاء كل من المنتج والمستثمر وأهميته كونه حدثا يهم كل شرائح المجتمع السوري وقطاعاته الاقتصادية والثقافية ويجمع كل ذلك في زمان ومكان واحد.

ويرى الباحث والمؤرخ أن التأثير القوي للمعرض في السنوات الماضية جعله راسخا في العقلية الجماعية للسوريين وللعرب وهو ما يفسر حرص الدولة السورية على استمراريته مؤكدا أن عودته دليل على قدرة سورية على إعادة إنتاج نفسها بعد المحن للنهوض من جديد فسورية عمرها 12 ألف عام تعلم شعبها كيفية التغلب على الصعاب بمواجهتها بالصمود وعدم الاستسلام.

وختم المبيض حديثه لسانا متمنيا أن يكون المعرض واحدة من البوابات التي ستدخل بها سورية إلى العالم فهو حجر الأساس لعودة الاستقرار والتعافي الاقتصادي وهذا يتطلب مواصلة الجهود وتكثيفها للحفاظ على ألق معرض دمشق الدولي بذاكرة السوريين.

“من سورية.. إلى العالم” عنوان معرض دمشق الدولي لهذا العام بدورته الـ61 والذي ستنطلق فعالياته في الـ 28 من آب وتستمر لغاية الـ 6 من أيلول.

مها الأطرش

 

انظر ايضاً

تأجيل موعد إقامة معرض دمشق الدولي

دمشق-سانا أجلت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية موعد إقامة الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي إلى …