محلل تشيكي: سياسة أمريكا تجاه سورية نتاج استراتيجية امبريالية

براغ-سانا
أكد المحلل السياسي التشيكي بيتر شنور أن سياسة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه سورية ليست نتيجة لحسابات خاطئة وعدم احترافية ومعرفة بالواقع أو نتيجة معلومات سيئة وإنما على العكس من ذلك هي نتاج استراتيجية إمبريالية تم التفكير بها وتستند إلى القاعدة الاستعمارية المعروفة /فرق تسد/ وتلعب فيها المجموعات المتطرفة دور القوة التخريبية التي تقوم بالعمل “القذر”.
وقال شنور في حديث لمراسل سانا في براغ ان إجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سورية كان هاما ليس فقط سياسيا وإنما نفسيا أيضا في الوقت الحاضر حيث تدافع سورية عن نفسها أمام التدخلات الخارجية والقوى الإرهابية.
وأضاف شنور أن الغرب لو كان حريصا بالفعل ليس فقط على الديمقراطية وإنما استقرار الشرق الأوسط والقضاء على المجموعات الإرهابية لتوجب عليه أن يرى الانتخابات الرئاسية السورية في ضوء هذا الأمر والعمل على استئناف الاتصالات مع القيادة السورية رئاسة وحكومة.
وأشار شنور إلى أن الانتخابات الرئاسية في سورية كانت تصويتا واضحا من أجل استمرار الدولة العلمانية ومن أجل الطابع الجمهوري لها مبينا أن أغلب لسوريين صوتوا لصالح سورية الدولة ذات السيادة المستقلة والموحدة.
ولفت شنور إلى انه بعد أحداث ليبيا وحاليا العراق فإن أكبر المغفلين والسذج يتوجب أن يكون واضحا بالنسبة لهم الآن أن ما سمي ب “الربيع السوري” لم يتعلق بالديمقراطية وإنما بالسيطرة أو تدمير الدولة السورية.
وأكد شنور أن نتيجة الانتخابات الرئاسية السورية أظهرت أن أغلبية السوريين يدركون هذا الأمر وانه وفق هذا الفهم لهم انتخبوا موضحا انه لا يقصد هنا عدد الأصوات التي صوتوا بها لصالح كل مرشح وإنما نسبة المشاركة المرتفعة في الانتخابات.
وأضاف شنور أن الحكومات الغربية تعرف الواقع الحقيقي للمجتمع السوري جيدا ومنذ وقت طويل قبل الانتخابات لافتا إلى أن الدعاية التي عمل الغرب على ترويجها حول القيادة السورية لو كانت صحيحة لانهارت منذ وقت طويل نتيجة الضغوط كما أن الغرب يعرف بان ما تسمى بـ “المعارضة الخارجية” لا تمثل الشعب السوري وإنما المصالح التركية والخليجية.
ولفت شنور إلى أن شعبية الرئيس بشار الاسد ارتفعت خلال الأزمة إلا أن الغرب ببساطة لا يريد أن يرى ذلك لان هذا الأمر يتعارض مع أهدافه أما في العراق فإن تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي أصبح أداة ضغط بأيدي الغرب على الحكومة العراقية التي بدأت تخرج من نطاق السيطرة الأمريكية.
وبين شنور أن التطورات الدراماتيكية في العراق وموقف الغرب من سورية مرتبطان ببعضهما كارتباط الأواني المستطرقة وان التطورات القادمة هي التي ستظهر فيما إذا كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يهتمان بإيقاف الإرهاب أم أن الأمر يتعلق بمرحلة جديدة من الوسطاء والأدوات.