اللعب بالنار

«إسرائيل» تلعب بالنار، هذا أقل ما يمكن أن يقال عن اعتداءاتها ومواقفها وممارساتها المتهورة إلى حد الجنون، وعلى رأس هذا التهور العدوان الأخير على منطقتين آمنتين في سورية، والدعم العسكري والاستخباراتي الذي تقدمه للمجموعات الإرهابية في سورية بشهادة مراقبي الأمم المتحدة، والتدخل السافر في شؤون العراق عبر الاستخبارات والعملاء، وقد بلغت هذه الممارسات العدوانية الإسرائيلية الحد الذي توصف فيه بأنها أكثر من اعتداءات مبيتة وإرهاب منظم وانجراف شديد نحو جرّ المنطقة وما حولها إلى حروب كارثية ستكون هي أول من يحترق بلهيبها.

دول المنطقة، وبالتحديد دول المقاومة والممانعة تعمل جاهدة لمكافحة الإرهاب عبر اقتلاعه من جذوره، وتعقد لهذه الغاية المؤتمرات واللقاءات وتجري الاتصالات، وتتخذ الإجراءات الرادعة للإرهاب، فيما «إسرائيل» ومعها السعودية وقطر وتركيا تسير في الاتجاه المعاكس، وتعمل علانية وبأشكال فيها من العدوان والمطامع والكيدية أشياء كثيرة على دعم الإرهاب بالمال والسلاح والمرتزقة وكل ما يحتاج إليه من تخطيط وصور للأقمار الصناعية ووسائل الاتصال المتطورة جداً.

ومثلما تقيم السعودية وقطر وتركيا غرف عمليات عسكرية على الأراضي التركية وعلى مقربة من الحدود السورية من أجل قيادة المجموعات الإرهابية في سورية وإعداد خطط عملياتها وتوجيهها، تقيم «إسرائيل» غرفة عمليات مماثلة في الجولان السوري المحتل من أجل تقديم الدعم لمجموعات «جبهة النصرة» وهي الذراع العسكرية لـ «القاعدة» والتي تدخلها إلى المنطقة العازلة على خطوط الفصل بين القوات في الجولان المحتل، وقد رصد مراقبو الأمم المتحدة جزءاً من هذا التعاون بين «إسرائيل» والمجموعات الإرهابية، وأبلغوه إلى الأمم المتحدة في تقرير رسمي.

«إسرائيل» تفعل كل ذلك على الرغم من أنها تعرف أنها سبب مشاكل المنطقة منذ سبعين عاماً، فكل بؤر التوتر التي حدثت في المنطقة على مدى هذه السنين كان لـ «إسرائيل» أياد فيها، والتاريخ مملوء بالشواهد على ذلك لمن يريد الاستزادة.

والآن وفوق احتلالها لأراض عربية ورفضها الانسحاب منها تنجرف «إسرائيل» نحو المزيد من العدوان، ونحو دعم المجموعات الإرهابية والتباهي بذلك، وهذا يعني في علم الواقع والسياسة أنها تريد أن تشعل النيران وتمهد لحروب لا تبقي ولا تذر، على الرغم من علمها أن النيران ستحرق حتماً أصابع من يشعلها.

عز الدين الدرويش

انظر ايضاً

مرتيني يناقش مع المعنيين في درعا سبل تطويرها السياحة الداخلية والشعبية

درعا-سانا تركز اجتماع وزير السياحة المهندس محمد رامي مرتيني مع الجهات المعنية في محافظة درعا …