في الذكرى الـ 105 للإبادة الأرمنية.. جريمة إنسانية تنتظر تحقيق العدالة

دمشق-سانا

جرائم مروعة وصفت بأنها الأسوأ ضد الإنسانية ارتكبها سفاحو السلطنة العثمانية بحق الأرمن قبل أكثر من مئة عام مازالت ذكراها المؤلمة ماثلة عبر العقود وتلاحق الحكومات التركية المتعاقبة رغم محاولاتها طمس الحقيقة وإنكار الوقائع التاريخية الموثقة.

جرائم عنصرية بشعة ومذابح جماعية ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني الذي يحيي يوم غد ذكراها السنوية الـ 105 لتكون شاهدا على أرواح أكثر من مليون ونصف مليون شخص راحوا ضحيتها ودليلا دائما على إجرام غير مسبوق ضد الإنسانية.

المذابح التي استمرت على فترات ما بين عامي 1915 و1923 ترافقت مع عمليات اعتقال وإعدام وتهجير ومصادرة للممتلكات وحرق للمدن والقرى الأرمنية ولم تنحصر الجرائم بمذبحة واحدة بل بمذبحتين تبعتهما ابادة جماعية تعتبر الأسوأ في التاريخ.

الشعب الأرمني بإحيائه الذكرى السنوية الـ 105 للإبادة العثمانية فإنه يجدد تمسكه بمبدأ تحقيق العدالة لأرواح الضحايا ولو كان ذلك عبر الاعتراف الدولي بهذه الجرائم وقد توالت مثل هذه الاعترافات في السنوات الأخيرة من قبل 31 دولة ومنظمة عالمية كما تبنى مجلس الشعب في الـ 13 من شباط الماضي قرارا بالإجماع يدين الإبادة الجماعية بحق الأرمن بينما تواصل الجاليات الأرمنية في أنحاء العالم القيام بحملات تطالب بالاعتراف بجرائم العثمانيين.

طريقة إحياء ذكرى الإبادة العثمانية للأرمن ستكون هذا العام مختلفة بسبب تفشي فيروس كورونا وستقوم أرمينيا بتكريم ذكرى الضحايا بإطفاء أضواء الشوارع والمنازل في جميع أنحاء البلاد وقرع أجراس الكنائس.

انكار الحكومات التركية المتعاقبة لجرائم الإبادة العثمانية والترويج لفكرة أنها عبارة عن أحداث مؤسفة خارج سيطرة الدولة العثمانية انذاك لم يعد ينطلي على الرأي العام العالمي ورغم استمرار محاولات التغطية على هذه الجرائم ورفض الاعتراف التركي بارتكابها إلا أن التاريخ وحقائقه باقية وموثقة وتعيد تكرار نفسها في الممارسات الوحشية التي يرتكبها النظام التركي حاليا بحق السوريين عبر عدوان سافر على أراضيهم مستكملا بذلك جرائم اجداده العثمانيين التي تنتظر انصاف العدالة ولا يمكن أن تسقط بالتقادم.

وزير الخارجية الأرميني زوهراب مناتساكانيان كان أكد أن “النضال من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية والعدالة كان وسيظل أولوية في السياسة الخارجية لأرمينيا”.

باسمة كنون