الشاعرة والناقدة بسمة شيخو: الشعر قطعة الفسيفساء التي تكمل لوحة الحياة

دمشق-سانا

يشكل الشعر قطعة الفسيفساء التي تكمل لوحة الحياة عند الشاعرة بسمة شيخو فمهندسة الديكور والمدرسة الجامعية لهذا الاختصاص والناقدة التشكيلية تعتبر القصيدة مساحة تمنحها خصوصية وتميزا.

بسمة التي تكتب الشعر لنفسها بالدرجة الأولى تبين في حديث مع سانا أن القصيدة تساعدها على التوازن مع العالم كما تمثل صورة للأمل المخاتل الذي يمنحها الثقة بقدرتها على جعل الحياة أجمل ولو قليلا من خلال أشعارها.

وتسمي بسمة الشعر بالابن المظلوم للأدب وقصيدة النثر بابنة الشعر المظلومة وتقول إن قصيدة النثر تمثل الحالة الصحية للتطور والحداثة التي دخلت على الفنون كافة وتمثل اختبارا حقيقيا للإحساس المكثف الذي يلامس روح المتلقي والدهشة التي تسطو على تفكيره عبر تفاصيل عادية دون استعراض لغوي للألفاظ وبلا وزن موسيقي.

ونحت بسمة في الفترة الأخيرة إلى الاختزال والتكثيف وبدأت بكتابة الهايكو فشاركت في كتاب “الهايكو العربي” الصادر عام 2018 ولها عدد من نصوص الهايكو في مجموعتها “بحر يخشى الغرق” وتعتبرها محاولة الوصول للعمق عبر مشاهد بسيطة وخلق الدهشة بأقل عدد من الكلمات.

وتعبر الشاعرة بسمة عن رفضها لمفهوم تقييم العمل الإبداعي أو إعطائه أحكاما وفق الأهواء الشخصية مع ضرورة الاحتكام لمعايير عامة يجب أن يحققها العمل الفني ليصل إلى مصاف التفرد كي لا يسهل على المدعين سلوك طريق الفن والأدب والإبداع.

وتدعو إلى أن يوازي الاحتفاء الإعلامي بالشعراء والأدباء ما يلقاه المغنون والممثلون لأن ذلك برأيها السبيل لرفع مستوى الوعي الثقافي وتنقية الذائقة الفنية لدى المجتمع وليكون حال الأدب والشعر أفضل ولا سيما مع التأثير السلبي لوسائل الاتصال الاجتماعي والتي أفسحت المجال أمام ضعاف الموهبة ليقطفوا الشهرة.

وحول الكتابة النسوية تعبر بسمة عن رفضها لهذا المصطلح إذا ما أريد به جنس الكاتب وتقول:”أؤمن أن لا جنوسة في العقل ولكن يمكن النظر لمصطلح الأدب النسوي بأنه كل ما يكتب في معالجة قضايا المرأة سواء كان الكاتب رجلاً أم أنثى بعيدا عن البكائيات التي تكتنف بعض الكتابات تحت هذا العنوان”.

بسمة المدرسة في إحدى الجامعات الخاصة تجد أن التدريس الأكاديمي ممتع بما يتضمنه من شعور بأنها تدخل في صناعة المستقبل ولو بشكلٍ ضئيل و تزرع أفكاراً تتمنى لها أن تنمو مع الوقت.

وعن عملها في مجال النقد التشكيلي تقول:”أعطي كتابة النقد التشكيلي من وقتي الكثير من خلال مقالات في صحف عربية أو ضمن أبحاث علمية ثقافية وحالياً أعمل على كتاب يدرس تجارب عدد من فناني سورية ممن لم يتركوا الوطن خلال الحرب من خلال مقارنة أعمالهم قبل عام 2011 وبعده”.

وتعتبر أن هنالك قلة ممن يكتبون النقد بنوعيه الأدبي والتشكيلي بزمننا الراهن حيث يهيمن السرد أو الكتابة الأدبية الغنائية والمحاباة دون وجود معايير ومناهج علمية أما النقد الرصين فهو حبيس المجلات العلمية باعتبار كتابها من الأكاديميين.

بسمة شيخو من مواليد دمشق عام 1986.. خريجة كلية الفنون الجميلة قسم العمارة الداخلية وحاصلة على درجة الماجستير من الكلية.. صدر لها أربع مجموعات شعرية منها “آخر سكان دمشق” ولها عدد من القصائد مترجمة إلى الألمانية والانكليزية واليابانية كما ألفت كتابا بعنوان “التصميم الداخلي لرياض الأطفال وأثره على نفسية الطفل وسلوكه”.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة