الشعر والرواية ينهلان من الجمال وقضايا المجتمع في تجربة أحمد محمود حسن

دمشق-سانا

المرأة والوطن صورتان متطابقتان في خيال الأديب فلا يكاد يفصل بينهما وقد يقول الأرض وهو يعني المرأة أو العكس وهذا حال الشاعر والروائي أحمد محمود حسن.

الشاعر حسن في حوار مع سانا أوضح أن القصيدة اقتحمت حياته مبكرا حتى استطاع القبض على زمامها معتبرا أن الشاعر ضمير مجتمعه والناطق باسم الحياة بكل جوانبها ليقدم رسالة سامية لأهله وناسه.

ويصنف حسن شعره في المدرسة الجمالية التي تؤمن بأنه على القصيدة أن تقدم المتعة أولا وليس مطلوبا منها أن تكون خطاباً سياسياً أو درساً في منهاج على أن ذلك لا يمنعها من الانغماس في قضايا المجتمع والتعبير عنها بصدق وتعرية الأخطاء والإضاءة على الإيجابيات.

وحول تفضيله القصيدة التقليدية يرى حسن أن هذا النوع من الشعر يدل على الأصالة وعلى تراثنا الشعري الذي يمتد لآلاف السنين وهذه القصيدة تحتاج إلى شاعر موهوب ومثقف وقادر على التجديد ضمن الشكل المتوارث.

وعندما آنس حسن في نفسه القدرة انتقل إلى كتابة قصيدة التفعيلة بتقنية عالية معتمداً على خبرته الطويلة لأنه يعتقد أن الشاعر لن يتمكن من كتابة التفعيلة ما لم يكن صاحب تجربة طويلة وعميقة في قصيدة العمود والتجديد يكون ضمن الشكل المتوارث أما قصيدة النثر فهي حسب وجهة نظره هروب خارج الزمن بعيدا عن المستقبل.

سنوات الحرب الإرهابية على سورية جعلت حسن يهجر شعر الغزل ملاذه الأول لينغمس في قضايا الوطن والدفاع عنه بهدوء أحيانا وبجرأة واندفاع في أحيان أخرى لأن الوطن هو كرامتنا وتراثنا وأغلى ما لدينا.

وعن مجموعته قيثارة الحب بجزأيها النغم الأول والثاني أوضح حسن أنه كتبهما بين عامي 1979 حتى 1993 حيث كان يسعى لنشر دواوين بألوان قوس قزح.

وجاء دخول حسن لعالم الرواية لاحقا بعد أن استوقفه موضوع حياتي مهم وجد نفسه أحد أبطاله فظهرت روايته الأولى (في قبضة الريح) ثم الثانية (نصف الرغيف) التي يعتبرها متممة للأولى حيث تناول في الروايتين تطور الحياة والمفاهيم المجتمعية والثقافية عند أبناء الريف بعد دخولهم إلى حياة المدينة منذ الستينيات طارحا موضوع الحرية الفردية وتطورها ومنعكسها على شريحة معينة من الجيل الجديد وكيف استخدموا مفهومها بشكل خاطئ.

أما روايته الثالثة (الطلقة الواعية) فهي توثيق لأحداث تعود لثورة المجاهد الشيخ صالح العلي ضد المستعمر الفرنسي دون تقديم وثائق مرفقة وهذا من صلب العمل الروائي الذي يختلف عن كتابة التاريخ مبينا أنه استعان في روايته بما سمعه على لسان ثوار شاركوا المجاهد العلي نضاله ضد الاحتلال من بينهم جده وبأدق التفاصيل.

وحول ارتباطه كأديب بالفن السابع حيث عمل مديرا لصالة سينما كندي طرطوس في ثمانينيات القرن الماضي يبدي حسن تأثره بابتعاد السينما عن الأدب وعن تراجع دورها عما كانت عليه في عصرها الذهبي جراء هيمنة وسائل الاتصالات الحديثة.

بلال أحمد