أوجاع الناس المهمشين محور تجربة الكاتبة فاطمة حسين القصصية

دمشق-سانا

يشير ميل الأديب إلى الكتابة بأكثر من جنس أدبي إلى أنه في رحلة بحث عن النوع الأكثر الذي يتيح له التعبير عن ذاته وأفكاره قبل أن يستقر على جنس بعينه كما نجد ذلك عند الشاعرة والكاتبة فاطمة حسين.

فاطمة التي تكتب القصة القصيرة وأدب الأطفال والشعر أوضحت في مقابلة مع سانا الثقافية أن نظمها للقصيدة بدأ من بوابة القصة عندما كتبت نصاً قصصياً نثرياً جعلها تلاحظ أنها تمتلك لغة شعرية عالية وأن بداخلها شاعراً.

ورغم أنها ترى نفسها قاصة أكثر من شاعرة فهي تجد أن الفنون واحدة من حيث الهدف وهو إيصال فكرة أو قيمة أو مجموعة قيم أخلاقية إلى الناس مبينة أنها اتجهت في أغلب قصصها إلى الحالة الانسانية لأن الأدب القصصي قادر على ترسيخ تلك الحالات وتقديم عبرة منه بقالب من المتعة والتشويق.

وتعتبر حسين أن القصة القصيرة تعطي الكاتب الحرية أكثر من الرواية التي تتشعب فيها الأحداث والشخوص والأمكنة كما يمكن فيها اللعب أكثر على عنصر المكان والزمان.

وحول مجموعتها القصصية الأولى (صرخة) ذكرت فاطمة أنها ذات طابع اجتماعي إنساني لوصف وإيصال الأفكار التي تختلج في صدورنا إلى الناس مؤكدة أنها لا تنتمي للأدب النسوي أو الأدب الذي يعالج قضايا المرأة وإنما تعالج الهم العام والانسان فأغلب أبطالها من الأطفال والرجال.

أما مجموعتها الثانية (مواء) فبينت أنها تتكلم عن صوت الانسان المخنوق الذي تحولت صرخته إلى ما يشبه المواء فهي امتداد لمجموعتها الأولى.

وتتناول لقطات إنسانية موجعة في المجتمع الذي نعيش فيه ناقلة أوجاع الناس الفقراء والمقهورين والمهمشين في الحياة على شكل قصص.

ولدى فاطمة مجموعة قصصية ستصدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب موضحة أنها تطرقت في بعض قصصها إلى تداعيات الحرب الإرهابية على سورية وما أصاب الناس من أضرار جسدية ونفسية واجتماعية بسببها.

وحول كتابتها الشعر بينت أن القصيدة تأتي عندها من تلقاء نفسها دون تخطيط رغم أنها درست الشعر وصقلت تجربتها وقرأت لكبار الشعراء مشيرة إلى أنها لا تبقي من شعرها إلا الذي تراه جديراً ولا سيما التي تحقق الإيقاع لأنه قادر على جذب المتلقي والشاعر الحقيقي يستطيع تطويع الايقاعات لقصيدته ويفصلها على مقاس إحساسه ومعانيه فضلاً عن أهمية العمق والكثافة والدهشة في القصيدة.

وترى فاطمة أن المشهد الثقافي الحالي فيه من كل المستويات ويحتاج إلى جهود مستمرة من قبل الجهات والمؤسسات الثقافية المعنية عبر تخصيص منابرها للمبدعين الحقيقيين لافتة إلى أهمية المنتديات الثقافية شرط أن تعنى بالمواهب الحقيقية وألا توزع الثناءات مجاناً وفق تعبيرها.

وحول تجربتها في الكتابة للطفل اعتبرت فاطمة أن ما يقدم حالياً في هذا الجنس الأدبي في مركز متأخر عالمياً وهو محاولات تفتقد جلها شروطاً عدة كمراعاة المرحلة العمرية واللغة والمتعة والبساطة والرسالة والعبرة غير المباشرة مشيرة إلى أنها أنجزت مجموعتين قصصيتين للأطفال دارت على السنة الحيوانات لتبسيط الفكرة وإطلاق خيال الطفل إضافة إلى روايتين لليافعين.

بلال أحمد