إصدار إلكتروني جديد لهيئة الكتاب عن (أدب الحمقى والمتحامقين في العصر العباسي)

دمشق-سانا

انشغلت الدراسات والبحوث الأدبية بالحديث عما سمي بأدب القمم أو الأعلام فاهتمت بجوانب وأسماء وأغفلت غيرها من الظواهر الأدبية الشعبية التي نشأت في بيئة العامة ولم تتح لها فرصة الانتشار.

ويسعى كتاب “أدب الحمقى والمتحامقين في العصر العباسي” الذي صدر حديثاً بصورة إلكترونية للباحث أحمد الحسين لتعويض هذا الإهمال بغرض تقصي أعلام أدب التيارات الشعبية وتحليل نصوصهم وحكاياتهم مختاراً العصر العباسي لأنه كان يحفل بكل ما هو جديد في الحياة والأدب بالنسبة للمجتمع العربي.

ولأن الباحث صاحب شغف قديم بموضوع الأدب الشعبي فقد ألف العديد من الدراسات والمقالات في أدب الحمقى والمتحامقين باعتباره أحد روافد هذا الأدب وصدر له كتاب بهذا الخصوص سنة 1991 ما ساعده على المزيد من التوسع في الكتاب الحالي حيث يقدم في ثمانية فصول تحليلاً تاريخياً وأدبياً يبدأ بعرض لتاريخ الحماقة ونشوء هذه الظاهرة من العصر الجاهلي وصولاً للعباسي مشيراً إلى أن ظهور الطبقات الثرية المتحضرة ساهم في وجود المتحامقين كأداة للتسلية والترفيه عن أبناء هذه الطبقات.

كما يميز المؤلف بين الحمق بصفته طبعاً لا إرادياً وبين التحامق كسلوك مقصود راصداً طبيعة العلاقات بين المتحامقين وبين التي كانت تربطهم بغيرهم من الفئات المهمشة في المجتمع العباسي مبرزاً طرائقهم على الإضحاك.

وعرض الحسين في كتابه أيضاً تناول المصادر التراثية لهذه الظاهرة بهدف تحليل دوافع اهتمام بعض الأدباء كالجاحظ والثعالبي والتوحيدي في تدوين أخبار الحمقى والمتحامقين ثم وقف على أسباب نشوء هذه الفئة من الناس والتي ترجع إلى اتخاذ التحامق وسيلة للتكسب ورغد العيش وستاراً للنقد وسبباً للنجاة من الأزمات وغطاء للتحرر الفردي والتمرد على سلطة المجتمع.

ونظراً لأهمية أبي العبر الهاشمي يخصص المؤلف له فصلاً كاملاً بصفته أحد أبرز أعلام التحامق في العصر العباسي مورداً مختارات من نصوصه متوقفاً على جوانب من حياته كما يخصص فصلاً لتحديد خصائص أدب الحمقى وسماته العامة من الشعبية والكرنفالية والمحاكاة الساخرة ودنوها من لغة العامة.

يذكر أن الكتاب صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 256 صفحة من القطع الكبير أما مؤلفه أحمد الحسين فهو أديب وباحث حاصل على ماجستير في اللغة العربية وآدابها عمل مديراً للثقافة ورئيساً لفرع اتحاد الكتاب العرب في الحسكة حاز على جائزة الدولة التشجيعية عام 2012 من مؤلفاته “أدب الكدية في العصر العباسي” و”انكسارات الواقع وتداعيات الحاضر”.

سامر الشغري

انظر ايضاً

ألوان من الغناء والموسيقا التراثية في الحسكة

الحسكة-سانا نظمت جمعية صفصاف الخابور الثقافية حفلا غنائياً موسيقياً تراثياً في مقهى قاسيون الشعبي بمدينة …