قصائد تحفل بالموسيقا ودراسات ذات طابع وجودي عند الأديب محمود نقشو

حمص-سانا

تنوع التجربة الإبداعية عند المشتغلين بالأدب ظاهرة حاضرة وراسخة ولكنها تظهر عند الأديب محمود بدوي نقشو من خلال ما قدمه من نتاجات شعرية تحفل بالخيال والتكثيف الرمزي وما أعده من بحوث ودراسات أدبية وظف عبرها قراءاته الواسعة ودراسته العلمية.

وحول تجربته في حقول الكتابة يوضح نقشو في مقابلة مع سانا الثقافية أن ما شده لكتابة الشعر تأثره وهو يافع بما قرأه من قصائد لكبار الشعراء كالمتنبي والسياب وشوقي ودرويش مع ميله إلى تعلم فنون الخط العربي والموسيقا وتشجيع أساتذته له أمثال غازي طليمات وقصي الأتاسي وممدوح السكاف.

ويستعيد نقشو ظروف طباعة أولى مجموعاته الشعرية “من أوراق خريف آخر” عام 1993 في اتحاد الكتاب العرب حين ساعده في ذلك الشاعر حنا عبود لتتالي فيما بعد مجموعاته الشعرية العشرة إضافة إلى مخطوط في طريقه إلى الطباعة في الاتحاد.

وحول المنابع التي يستقي منها قصائده الشعرية يبين نقشو أن القيم الجمالية التي يتلمسها في عالمه المرئي كانت منبعاً لإلهامه الذي تحول إلى شعر وقصائد تحفل بالصور الحسية والموسيقا الشعرية التي يرى فيها النقاد أسلوباً جديداً في الحداثة منمقة بعبق الماضي.

ويجد نقشو نفسه في قصيدة التفعيلة “الابنة الشرعية لقصيدة العمود” معتبراً أن الشعر نبع لا ينضب وهو كشاعر في داخله طاقة تعبيرية ما زالت كبيرة وطازجة.

نقشو الذي يحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة الكيميائية وعمل في تخصصه لسنوات طويلة يشير إلى أن الهندسة مهنة أتقنها بمفهوم البناء الشعري ومفهوم دور الشعر في حقول الحياة العلمية والأدبية ما جعله يختط طريقاً ثالثاً بينهما هو نوع من الكتابة الشاملة المفتوحة عليهما وفق رؤية وجودية كونية وهذا ما درج عليه في كتبه الثلاثة في البحوث والدراسات الصادرة عن وزارة الثقافة منذ أعوام.

ويؤكد نقشو أن الأديب يوجه إبداعه للناس أينما وكيفما كانوا وإلى متحسسي الجمال وعارفيه لأن رسالة الأدب هي محاولة دؤوبة لإنقاص حضور القبيح والسيء في الواقع وكل ما يذكرنا بالعدم والموت والتبدد وإعمار الحياة حقيقة ومجازاً رغم ما فيها من آلام وحروب وأوبئة ورفع شأن الأهل والوطن ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

وحول رأيه بالحركة النقدية المعاصرة يرى مؤلف كتاب أنتروبيا الشعر أنه لا يوجد حالياً نقد بل مجرد انطباعات وأفكار ومحاولات بين الحين والحين لتكريس هذا الإبداع العظيم.

وعن تقييمه للحركة الثقافية في حمص وسورية عموماً يشير إلى أن حمص تشهد حركة ثقافة كثيرة لكنها تخلط كثيراً بين ما هو ثقافي واجتماعي تحت مطرقة نظرية “ما بعد الحداثة” على أمل أن يفضي إلى الأفضل للارتقاء بالذائقة الجمالية لدى الجمهور.

ومحمود نقشو من مواليد حمص 1955 مجاز في الهندسة الكيميائية والبترولية تسلم عدة مناصب آخرها مدير للشركة العامة للدراسات المائية وهو عضو جمعية العاديات الثقافية والجمعية التاريخية وشارك وكرم في العديد من المهرجانات الثقافية داخل سورية وخارجها كما فاز بجائزة اتحاد الكتاب العرب الشعرية عام 2008 عن مجموعة “فقه الليل” من إصداراته “سقط الرؤى” و”ليلة انشق القمر” في الشعر و” نظريات في قفص الاتهام” و”عصر التجريد” في الأدب والفكر.

 حنان سويد

انظر ايضاً

الطفلة إيلونا طعمة… أنامل تعزف الحب وحنجرة مليئة بالشجن

دمشق-سانا ما إن تلامس أناملها الصغيرة مفاتيح البيانو حتى تأخذنا الألحان الشجيّة إلى عالمٍ تصفو …