«اعتدال» يساوي «القاعدة»!

كانت الولايات المتحدة الأميركية بـ«حاجة» إلى 11أيلول وحوالي 3000 قتيل أميركي وآلاف الجرحى وتدمير برجي التجارة العالميين كي تسوّغ تدمير أفغانستان والعراق و«تتسيد» أي حديث أو فعل حول الإرهاب ومكافحة الإرهاب.

كانت بحاجة إلى ذبح «داعش» لصحفيين أميركيين مختطفين كي تسوّغ وضع استراتيجية لمحاربة «داعش»، آخر همّها «داعش» لأنّها تريد متابعة وجودها العسكري المباشر في المنطقة على الأقل من خلال الجو!.

ولكن السؤال الأهم: لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى ما تسميه «المعارضة السورية المعتدلة»؟ ولماذا تخفي مكونات تلك «المعارضة» التي لا تتوافر فيها شروط التسمية فقوامها «إخوان مسلمون» ومسلحون مشبعون بالفكر الوهابي التكفيري؟ بل إنّ ما تقصده واشنطن من «معارضة معتدلة» يثبت فيها كل شروط ومقومات تصنيفها كذراع عسكرية لتنظيم القاعدة.

ضمنت الولايات المتحدة نفوذاً وحضوراً لها من خلال الجو بمحاربتها لـ«داعش» الذراع العسكرية لتنظيم «القاعدة»، وتريد أن تضمن حضوراً على الأرض من خلال تدريبها وتسليحها لـ«المعارضة السورية المعتدلة» الذراع العسكرية لتنظيم «القاعدة»!. فهي تحارب «ذراعاً» للقاعدة وتدرب «ذراعاً» أخرى له! ..هذا في السياسة الأميركية لا يصنّف تناقضاً، لأنّ كل ما تسوقه واشنطن تريده أن يُعتمد على أنّه الرؤية الصحيحة التي يجب على دول الكرة الأرضية التسليم بها!.

في أنموذج «المعارضة السورية المعتدلة» كانت الولايات المتحدة الأميركية قد دعمت -سلفاً-القوى التكفيرية على الأرض وفعلياً بأسلحة فتاكة، ثمّ سوّقت المصطلح «المعارضة المعتدلة من تلك القوى ذاتها» ثمّ «شرّعت» بموافقات مؤسساتية أميركية لتدريبها وتسليحها، مع أنّ الدعم –سراً وعلناً- لم يتوقف للحظة منذ 2011.

إنّ تحضير المزيد من التكفيريين برعاية أميركية وبـ«تجميل المصطلح» هدفه الأساس ليس فقط تحسين شروط «الاعتداء» برعاية أميركية، أو تحسين شروط التفاوض في أي تسويات تخطط لها أميركا، بل أيضاً بغية أن تضمن فصيلاً تكفيرياً له استمرارية على الأرض وبهدف تغلغل ممثليه في مؤسسات العراق وسورية ودول أخرى باسم تجميلي «معارضة معتدلة» تكون حاضرة دائماً تحت الطلب الأميركي.

إنّ أصعب ما يواجه واشنطن هو القناعة الشعبية السورية بأنّ «المعارضة» التي تسميها واشنطن «معتدلة» هي الذراع العسكرية لتنظيم القاعدة ولا يمكن التعامل معها سوى بمقاومتها وصدها وكسرها، وفي ذلك الليّ الحقيقي لأذرع الولايات المتحدة الأميركية.

بقلم: ظافر أحمد