الشريط الإخباري

مشاريع صغيرة ومنح متنوعة للنساء الريفيات من أهالي جرحى وشهداء الجيش بطرطوس

طرطوس-سانا

على الرغم من الجهد الواسع الذي تقوم به دائرة تنمية المرأة الريفية في مديرية الزراعة في محافظة طرطوس لناحية تنميةالمجتمع المحلي و تعزيز الحضور الانتاجي للمرأة السورية فقد وسعت الدائرة خلال السنوات الفائتة من افاق عملها ليطال مساعدة ذوي الشهداء والجرحى في الجيش العربي السوري للتخفيف من معاناتهم و تعزيز الحاضنة الاجتماعية من حولهم وذلك عبر تمويلهم للنهوض بمشاريع مولدة للدخل ترفع من فرصهم في العمل وتمكنهم من تحقيق مستويات معيشية أفضل في إطار عمل تشاركي تقوم به المؤسسات الرسمية بالتعاون مع مكونات المجتمع السوري لتكريم من ضحوا بأرواحهم ودمائهم من اجل عزة وكرامة الوطن.

وبينت المهندسة وفاء حسن رئيسة الدائرة في حديث لنشرة سانا الشبابية أنه تم في هذا المجال توزيع 36 منحة إنتاجية كل منها بقيمة 150 ألف ليرة لجرحى من الجيش العربي السوري والعاملين في الدولة ممن تندرج إصاباتهم ضمن الشلل الدماغي والرباعي والنصفي من مختلف مناطق محافظة طرطوس بالإضافة إلى مساعدات اخرى تم تقديمها من قبل جمعية البتول الخيرية عبر الدائرة للشريحة ذاتها.

وأشارت إلى أن هذه المنح يمكن ان تكون نواة لمشروع يسهم في تحسين المستوى المعيشي لهوءلاء الأسر وتوفير دخل مناسب للمعيشة بشكل دائم وبالتالي يكون بمثابة حل لمعاناة الكثيرين ممن تمنعهم إصاباتهم من العمل وتقديم العون لأولادهم وأسرهم لافتة إلى انه سيتم العمل على توزيع نفس المساعدات لحوالي 23 مصابا في الفترة القادمة.

من ناحيتها أكدت سوسن ادنوف رئيسة شعبة البحوث في الدائرة أن الجولات التي قام بها فريق العمل على الجرحى والمصابين المستفيدين من المنح  المتنوعة تؤكد على الروح المعنوية العالية والجدية الكبيرة في تنفيذ هذه المشاريع وإتمامها حيث بدا قسم كبير منهم في العمل ساعيا إلى توسيع وتطوير مشروعه في حال قدم له الدعم المناسب من أي جهة أخرى  سواء من القطاع العام أو الخاص.

ولفتت ادنوف إلى أن المشاريع تتضمن العديد من الاقتراحات التي يمكن للمستفيد المفاضلة بينها وتشمل تربية أغنام ومحل بيع مواد غذائية وتربية نحل وصيانة أجهزة خليوي ولوازم خياطة وصالون حلاقة ومشاريع أخرى متنوعة.

ومن خلال هذه المنح المولدة لفرص العمل تمكن مؤيد سعد من قرية برمانة المشايخ وهو مقعد من افتتاح محل إكسسوارات وأدوات تجميل للسيدات حيث اوضح أن هذه المنح قد وفرت للكثير من الشباب فرص الشعور بالامن الاقتصادي والقدرة على تلبية الاحتياجات المعيشية نظرا لما تحققه من تحسن ملحوظ في المردود المادي للأسر خاصة للجرحى والمصابين الذين أصيبوا بعاهات دائمة تمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية أو العمل لمساعدة أسرهم.

وفي تموز الماضي تم توزيع عدد من المنح الانتاجية على عدد من أسر الشهداء من مختلف مناطق طرطوس بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة حيث أوضحت وداد حسن من قرية درتي التابعة لمنطقة الشيخ بدر وهي والدة شهيد من المستفيدات من برنامج المنح الانتاجية للاسر الريفية انها تعمل على تطوير مشروعها ليصبح مستقبلا مورد رزق لها ولاسرتها وتحقيق تحول فعلي في وضعها المعيشي نحو الأفضل.

واعتبرت بشرى إسماعيل حسن من قرية معتي احدى المستفيدات من المنح الاقتصادية أن هذه المشاريع تحقق الفائدة للنساء الريفيات ممن هن بأمس الحاجة لتأسيس مشاريع وان كانت صغيرة نوعا ما تدر على أسرهم دخلا اضافيا لافتة إلى دور كل فرد ومؤسسة وجهة اهلية في تقديم المساعدة الممكنة والتسهيلات المتاحة لأسر الشهداء والجرحى.

وربما يكون الأهم في هذه المشروعات هو ما يرافقها من تأهيل للمستفيدين منها حسب ما أشارت إليه المهندسة فاتن خليل علي رئيسة شعبة إعداد وتقييم البرامج الإرشادية في المديرية مؤكدة أن الدائرة قامت العام الماضي بتنفيذ ما يصل إلى  1028 ندوة و567 بيانا عمليا و2241 زيارة حقلية على مستوى الوحدات الإرشادية والدائرة والمديرية لتقدم الدعم اللازم للشباب المستفيد من هذه المنح.

كذلك لفتت المهندسة الهام ديوب رئيسة شعبة المهارات في المديرية إلى تنفيذ 5 دورات تدريبية حول المهارات اليدوية لتأهيل فنيات ومهندسات للانضمام الى الكادر المخصص لدعم المرأة الريفية على مستوى الوحدات الإرشادية ممن يقمن بدورهن بتدريب المزارعات في الأرياف و تعزيز مهاراتهن لمواصلة العمل بدراية واقتدار.

وزيادة في دعم الشابات الريفيات المستفيدات من هذه البرامج تشارك دائرة تنمية المرأة الريفية حسب ديوب بمختلف الفعاليات والمعارض التي من شأنها الترويج لنتاج هذه المشروعات والتعريف بها وتنمية القدرات التسويقية للمرأة الريفية وتعريفها برغبات واحتياجات المستهلكين بالاضافة الى إعلاء شانها ودمجها في عملية التنمية الشاملة.

وتقوم الدائرة بمهام متعددة كإعداد ومتابعة وتنفيذ البرامج اللازمة لتطوير تنمية المرأة الريفية وتفعيل دور المجموعات الفلاحية للنساء كشريك في عملية التنمية الريفية والمشاركة في توعية المرأة بحقوقها القانونية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقضايا النوع الاجتماعي وتوعيتها بيئيا وهو ما أدى بحسب رأي الكثير من النساء المستفيدات من البرامج التدريبية إلى رفع مستوى أداء المرأة في العمل الزراعي والاقتصادي المنزلي.

ثورة الصموعة-ديمة الشيخ