مؤتمر ميونيخ للأمن يبدأ أعماله وسط تحديات أبرزها محاربة الإرهاب

برلين-موسكو-سانا

يبدأ مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن في ألمانيا أعماله اليوم في ظل انهيار للنظام العالمي وللعلاقات الدولية وانتشار الأزمات في عدد من دول العالم والتي كان للعامل الخارجي الأثر الأكبر في حدوثها بينما ستهيمن على جدول أعمال المؤتمر قضايا محاربة تنظيم داعش الإرهابي والأزمة الأوكرانية إضافة إلى ملف إيران النووي.

ويضاف إلى تلك القضايا الثلاث التي يبحثها المؤتمر خلال اجتماعاته التي تستمر ثلاثة أيام ابتداء من اليوم المفاوضات النووية مع إيران والوضع في سورية إضافة إلى الانتشار السريع لفيروس ايبولا في غرب أفريقيا والإرهاب في المجال الالكتروني.

وتشمل لائحة الحضور المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالاضافة إلى 20 آخرين من رؤساء الدول او الحكومات فضلا عن 60 وزيرا للخارجية وللدفاع بينهم وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري.

وسيشارك في الدورة الـ 51 للمؤتمر الذي ينعقد وسط توتر بين الشرق والغرب على غرار الحرب الباردة الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو ونائب الرئيس الاميركي جون بايدن.

وبهذا الصدد قال منظم المؤتمر الدبلوماسي الالماني السابق فولفغانغ ايشنغر إن الاجتماع سيبحث الازدياد غير المسبوق في الازمات العالمية خلال العام المنصرم وعدم قدرة المجتمع الدولي على مواجهتها.

وحذر ايشنغر وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية من أن “النظام العالمي ينهار حاليا” مضيفا “نعيش في زمن انهيار النظام ويختبر الجميع في هذا الفراغ إلى أي حد يستطيعون المواصلة”.

وتابع الدبلوماسي السابق.. “هناك حاجة ضرورية جدا لحوكمة عالمية.. يجب على مجلس الامن الدولي حل أزمة كل أسبوع /إيران سورية.. ولكن عوضا عن ذلك يبدو المجلس في طريق مسدود وكذلك أي رغبة في الإصلاح”.

وحذرت منظمة مجموعة الازمات الدولية من انه “على الصعيد العالمي تبدو الزيادة في التنافس الجيوسياسي في الوقت الحاضر على الاقل وكأنها تتجه نحو عالم أقل سيطرة وأقل قابلية للتنبؤ”.

وأشارت مجموعة الأزمات الدولية إلى نقاط إيجابية حصلت خلال العام الماضي بينها استمرار المحادثات النووية مع إيران ومحاولات تشكيل الحكومة الافغانية ومحادثات السلام في كولومبيا فضلا عن التقدم الايجابي في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا.

ولكن بشكل عام “اتسمت غالبية العام بالكآبة” وفق مجموعة الأزمات الدولية التي أضافت إن “النزاعات تتصاعد مجددا بعد تراجع كبير اثر انتهاء الحرب الباردة.. وإن حروب اليوم تقتل وتشرد أشخاصا أكثر وهناك صعوبة في انهائها مقارنة مع الأعوام الماضية”.

وفي هذا السياق أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير لافروف سيخصص كلمته خلال مؤتمر ميونيخ لموضوع الأزمة في العلاقات الدولية.

وقالت الخارجية الروسية في توضيح وزعته اليوم في موسكو.. “إن لافروف الذي يمثل روسيا في المؤتمر رفيع المستوى والذي يعقد تحت عنوان انهيار للنظام العالمي أم مسؤولون غير مبالين… العالم في عام 2015 سيركز بشكل رئيسي في خطابه خلال الجلسة العامة على تحليل الأسباب الجوهرية للأزمة الحالية في العلاقات الدولية”.

وأضافت الخارجية الروسية.. إن كلمة لافروف ستلفت انتباه المشاركين في الحوار نحو مسألة ضرورة بناء المنظومات الجماعية الأوروأطلسية والأمن العالمي على أساس المساواة والمصالح المتبادلة.

وأكدت الخارجية الروسية أن الموضوع الرئيسي للمؤتمر مخصص لمناقشة الأزمة الحالية للأمن الدولي بما في ذلك في سياق الوضع في أوكرانيا مشيرة إلى أنه سيكون هناك أيضا تبادل لوجهات النظر حول مكافحة الإرهاب الدولي والوضع حول سورية والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئء وحول قضايا دولية وأوروبية مهمة أخرى في جدول أعمال المؤتمر.

وأفادت الخارجية الروسية بأنه اضافة إلى ذلك سيجري على هامش مؤتمر ميونيخ اجتماع وزاري للجنة الرباعية الخاصة بقضية الشرق الأوسط.

وكان لافروف جدد فى كلمة له أمام مؤتمر الامن فى ميونيخ في شباط الماضى الدعوة إلى توحيد الجهود الدولية والتعاون لحل الأزمة فى سورية.

وبالإضافة إلى رؤساء الدول والحكومات يتوجه الجنرالات والشيوخ إلى مدينة ميونيخ في جنوب ألمانيا حيث سينتشر اكثر من ثلاثة آلاف عنصر شرطة لحماية الفنادق الفخمة التي تستضيف هذا الحدث.

بين الضيوف الـ 400 أيضا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والامين العام لحلف شمال الاطلسي ينز شتولتنبرغ فضلا عن وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني ورؤساء فنلندا وليتوانيا واستونيا.

كما يتوقع مشاركة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ومن الممكن ان يلتقي نظراءه من الدول الكبرى لبحث الملف النووي الايراني.

إلى ذلك سيحضر المؤتمر الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان والعديد من رؤساء الشركات وممثلي المنظمات غير الحكومية مثل العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش وغرينبيس.