الشاعر الشعبي فاضل حسون .. قصائده تروي حبه للوطن والأرض

دمشق-سانا

كانت بداية تعرف الجمهور السوري على الشاعر الشعبي فاضل حسون عبر أغانيه التي راجت من خلال مسلسل /خان الحرير/ الذي عرض في تسعينيات القرن الماضي ولكن متتبعي الشعر انجذبوا إليه بقوة وهو يكتب الأشعار عن صمود الشعب السوري وجيشه الباسل في خضم الأزمة.

نجد في قصائده وطنا مغروسا بالكلمات وإغراقا بالتفاصيل الجميلة عن سورية التي احبها فكتب لها واستفاض فقال في إحدى قصائده..”حرام دمنا حرام سوريين وأمنا الشام دافي صدرها وحنون مثل صبح قاسيون أعطت كل العالم درسا بالمحبة والسلام”.

ورغم أنه كتب مقدمة عدة مسلسلات كـ “خلف القضبان” و”الثعبان” إلا أنه عندما ينشد للوطن تسكب قصائده العشق فيغار الفرات ويرسل مياهه باحثة في القلوب عن شغف فاضل حسون.2

سانا الثقافية التقت الشاعر فاضل حسون ابن الجزيرة الذي حدثنا عن رحلته في عالم الشعر منذ كان في الرابعة عشرة من عمره يستمع لزغاريد والدته وجدته ويشارك بأعراس القرية وانتقلت إليه جينات الفن من والده الذي كان يهتم بالطرب ويكتب الشعر.

ويتابع فاضل حسون في عرض مسيرته الشعرية في الصف العاشر كتبت أولى قصائدي وعرضتها على مدرس اللغة العربية الذي شجعني ودفعني للتعمق بدراسة بحور الشعر فتأثرت بشعراء عراقيين اتسم شعرهم بالحماس والتغني بالشجاعة والبطولات.

وأضاف تأثرت بالفرات وبالبيادر والحقول وبالرعي بالجسر المعلق وطيبة الناس في الريف لذلك كانت اغلب قصائدي بسيطة مثل الريف وبدأت اميل لكتابة الشعر المحكي الشعبي وكانت أولى قصائدي غزلية عاتبت فيها حبيبة طفولتي فقلت لها ..

حتى من روحي مليت

لاني حي ولا ني ميت

تهجرني وتنسا حبنا

يا روحي انا اش سويت

وحول سبب اتجاهه للشعر الشعبي المحكي قال حسون نحن نفكر باللهجة المحكية ونتكلم بها وندرس باللغة العربية الفصحى هذه المفارقة جعلتني انحاز للشريحة الشعبية التي يجب أن نحاكيها باللغة التي تفهمها وبكلمات الأغاني التي تسمعها والتي تحلم وتفكر بها لافتا إلى أنه من أنصار أن يعبر الإنسان عن حالة معينة باي شكل من الاشكال المهم ان تظهر للناس وتصل إليهم كلوحة فنية أو أغنية أو قطعة موسيقية.

وأضاف صاحب أغنية الشمس هفت غابت يلعب الزمان والمكان دورا كبيرا في حياة الإنسان فعندما تسمع أغنية من الساحل السوري تجدها سهلة مرحة مثل البحر وعندما تسمع اغنية جبلية تشعر بالرجولة والشهامة وتسمع اغاني الفرح في حمص أما أهالي الفرات فيغلب على اغانيهم طابع الحزن لان الحزن من تراث الاباء والأجداد في السابق عندما كان الفرات يفيض فيجرف معه البيوت والمواشي والارزاق فكان اهالي الجزيرة يعبرون عن حالتهم بشعر حزين فيه ألم وتوجع.

وبقيت علاقته مع الفرات مثل علاقة المشيمة بالطفل لا ينفصل أحدهما عن الاخر فيقول في أحد أشعاره..

مسا وموسيقا وسكون والمطر دافي وحنون

حدي حبيبي غافي يرسم اسموا بين شفافي

ويدوب برمش العيون والبحر عقلاتو صغار

من همس العشاق يغار يروح تفكيروا لبعيد

موجاتو تعلى وتزيد والغيرة مشروع جنون

وعن تجربته مع الدراما السورية قال تعاونت مع الفنانة أمل عرفة في مسلسل خان الحرير الذي كان اول مسلسل سوري يعرض في مصر واستطاع أن ينقل التراث الفراتي إلى العالم لافتا إلى أن الفنانة أمل أصرت على ان تعرف تفاصيل كل كلمة ومعناها فلقي المسلسل نجاحا كبيرا حتى أنها في مهرجان الأغنية السورية التقت بي وقالت.. لوكانت هناك شركات انتاج كنا أصبحنا أغنياء إشارة منها الى العدد الهائل لأشرطة أغاني المسلسل التي بيعت في تلك الفترة.

وحول أثر الأزمة على صناعة الدراما السورية قال في السابق كان المنتجون السوريون ينتجون على حسابهم الخاص فيتحدثون في مسلسلاتهم عن هموم الوطن والمواطن بهدف الوصول إلى كل منزل كانوا يتركون هامش الربح لباقي مفاصل العمل اما الان فتمويل أغلب المسلسلات اصبح من الخليج المرتبط بالبترو دولار .

أما الوطن الذي سكن بجوارح فاضل حسون وقلبه جعله ينادي وطنه بعد الذي تعرض له خلال سنوات الأزمة فقال..

اسال علينا يا وطن اسال اعطيك عيوني والقلب من تسال

اسال علينا بين الناس احنا ما نهاب الموت ولا نساوم احنا

تشهد فرنسا يوم الكون احنا رجال الحرية منهو قال تنذل.

ولم يكن فاضل حسون بعيدا عما يجري في ساحات بلده فها هو الألم والحزن يعتصر قلبه بعد أن هدم الإرهابيون منزله وهجر من قريته فكان حزنه ليس على منزله بل على الذكريات التي بقيت غصة في القلب فيقول في احدى قصائده ..

مو حجر بيتي مو حجر بيتي لا سقف ولا جدران

شيطنة ياسمين وزعرنة حور ودفا جيران

بيتي وطن وذكريات تجنن واحلام تشرب سواد

مو حجر بيتي مو حجر بيتي بيتي صومعة إنسان.

وعندما طغى الارهاب ولم يعد يفرق بين كبير او صغير بين بشر أو حجر قال..

لماذا أنت خائفة الموت هو الموت

الموت هو الموت

لا فرق بين مريم أو عائشة

قذيفة طائشة أو سيارة مفخخة

أو عبوة ناسفة

لماذا انت خائفة.

يشار إلى أن فاضل حسون سجل ثلاث قصائد وطنية لقناة الإخبارية السورية أحداها قصيدة حول بطولات الجيش العربي السوري الذي يقدم كل يوم أروع ملاحم البطولة والفداء والصمود قال فيها..

سنابلنا صواريخ نزرعها فوق المريخ

يا أمريكا وين التاريخ

سورية ولادة تنبع

اسمع زين نريدك تسمع

اوباما مو حنا ال نركع

والعز خشم البارودة.

سكينة محمد