أمريكا.. ورش الأرض بالملح- بقلم: منهل ابراهيم

حركت الولايات المتحدة الأمريكية دميتها في كييف وفرضت من خلالها الحرب على روسيا، حرب ضروس من أجل إنهاء العمالة في أوكرانيا، تلك الحالة الشاذة التي وضعت الدولة الأوكرانية في جيب الغرب، وأصبحت ورقة الضغط المستمرة ضد موسكو منذ تنفيذ الانقلاب التي أشرفت عليه واشنطن في أوكرانيا عام 2014.

الغرب يغمر أوكرانيا بالسلاح، يشرف على ذلك رئيس أوكراني بمرتبة عميل للغرب، وكل ذلك ليس لخدمة الشعب الأوكراني بالطبع، بل لخدمة تدمير وتمزير الأرض الأوكرانية وتشريد سكانها، وحتى العقوبات الغزيرة التي غمرت روسيا لن يسلم من تبعاتها الشعب الأوكراني، بل ستدمر الاقتصاد الأوكراني قبل الاقتصاد الروسي المستهدف بقوة.

روسيا شوكة في حلق الغرب، ويريد بوابة لشطبها وإخراجها من حلقه، ولم يجد أسهل من البوابة الأوكرانية لتنفيذ كل ذلك فتم تهيئة كل الظروف لجر كييف للفخ، ونسج بطانة موالية للغرب تكمل حياكة ما أراده الغرب وصولاً لساعة الصفر التي ترجمت حرباً تم فرضها على الدولة الروسية، فلا خيار سوى العمل العسكري لمنع الغرباء من دخول البيت الروسي من البوابة الأوكرانية.

أمريكا وبدون مبالغة تريد أن تفعل بروسيا ما فعله الرومان القدماء برش الأرض بالملح، بعد استيلائهم على قرطاج، حتى لا ينمو أي شيء آخر هناك، هو فكر واشنطن في محاولة الاستيلاء والاستحواذ على القطبية الوحيدة والفريدة في العالم دون منافس، لكن الأمر بخلاف ما تحلم به وتسعى لتجسيده على أرض الواقع.

الأرض تقاوم الملح الأجاج الأمريكي الغربي الذي يريد قتل كل شيء، قتل الحضارة والإنسانية، ليس في مناطق الأزمات وحسب، بل في الغرب نفسه، لأن انعكاسات أفعال الحلف الغربي سيطال الغرب بأكمله الذي يعاني بالأصل من أزمات متعددة، لعل الأخلاقي والاقتصادي أبرزها، لذلك نراهم يسارعون لتدمير الاقتصاد الروسي بالعقوبات، ويخيل لهم ان ذلك سيطيل في عمرهم الاقتصادي الذي يقارب على النهاية.

حروب الوكالة بيد الدمى التي يحركونها هو أفضل ما يمكن أن تفعله واشنطن والغرب، وهم يراقبون الحريق الكبير، ويرسمون على رماده أحلامهم في الخلاص من كوارثهم السياسة والاقتصادية والعسكرية، لكن واقع الميدان دائماً يعاكس أحلامهم المريضة في السيطرة، وما يجب أن يعيه الشعب الأوكراني أنهم والشعب الروسي أشقاء، وشعب واحد يجب عليهم جميعاً منع أمريكا من رش المزيد من الملح على الأراضي الروسية الأوكرانية.

انظر ايضاً

أصحاب شعار الفيل والحمار والأوهام.. بقلم: منهل ابراهيم

يحاول الفيل والحمار المنضويان تحت راية العم سام والمختلفان انتخابياً، المتفقان بالغزو والاحتلال ووجود قطعانهم …