لا خطوط حمراء أمام تجّار الحروب.. بقلم: منهل ابراهيم

بلا أي خطوط حمراء دخل الغرب ميدان الحرب ضد روسيا في أوكرانيا، وفيها فتح متزعمو الناتو بازارات التجارة بالسلاح والرقيق، منسلخين عن أي قانون إنساني، وتراهم يرددون دائماً (نحن نريد السلام وأيدينا ممدودة للحوار، ولن ندعم القتال)، لكن الماء الأوكراني يكذب الغطّاس الغربي في مطلع كل يوم جديد للحرب.

تقول برلين إن إرسال عسكريين من الناتو إلى أوكرانيا خط أحمر، لكن الواقع يشي بأن لا اعتبار لأي خطوط حمراء لدى الغرب الذي يصدر السلاح بصفقات مقابل ملء خزائنه بالمال القذر، وقصة المرتزقة الذين يتم إرسالها لكييف تكذب تصريحات ألمانيا بعدم نوايا الناتو بتدخل عسكري، لأن هؤلاء المرتزقة هم أذرع عسكرية وحربية للغرب وحلفه الأطلسي.

أهداف الغرب كثيرة في أوكرانيا، لذلك نجد فشل المفاوضات والوساطات، ويبقى في الميدان المزيد من الدعم العسكري الأمريكي الغربي لأوكرانيا بأنظمة ستينغر وصواريخ جافلين، وليس بمستغرب قيام أمريكا في خطوة تالية بتسليم مقاتلات ميغ 29 للقوات الأوكرانية من بولندا رغم زعمهم الابتعاد عن هذه الخطوة التصعيدية،

الغرب بشكل دائم لا أمان له، ينقض العهود والمواثيق، ويتهم الأطراف الأخرى أنها لاتريد السلام، وأن الحرب فرضت عليه، وهذه كذبة كبرى يبرع فيها الغرب بشكل دائم في عملية مكشوفة لقلب الحقائق وتضليل الرأي العام، هم يفرضون الحرب على خصومهم، ويهاجمون المدن والقرى بقواتهم أو عبر مرتزقتهم، ويتنصلون من كل ذلك كما تفعل دول الناتو وفي مقدمتها أمريكا وألمانيا.

المستشار الألماني أولاف شولتس منفصل عن الواقع يدعي من جانب أن الناتو لن يتدخل في الأزمة الدائرة في أوكرانيا، ومن جانب آخر يقول إن غربه سيواصل تقديم الدعم المالي والإمدادات العسكرية لكييف، وهذا كلام يعبر عن هذيان غربي وتخبط وتسخيف لعقول الناس.

في الحقيقة أمريكا وألمانيا وجوقتهم الغربية ليسوا سوى تجّار حروب، هي غريزة أصبحت متأصلة في نفوسهم، وهم سبب المآسي والحروب والدمار والخراب، يساعدهم على تحقيق ذلك أدوات ومرتزقة هم في الواقع جزء من منظومتهم العسكرية على الأرض، لذلك على الغرب الكف عن تصريحاته الخلبية بعدم نوايا التدخل العسكري في الأزمة الأوكرانية بعد طوفان السلاح والمرتزقة الذي غمر أوكرانيا وقاد الوضع فيها إلى حريق كبير تحاول موسكو إخماده سريعاً.

انظر ايضاً

أصحاب شعار الفيل والحمار والأوهام.. بقلم: منهل ابراهيم

يحاول الفيل والحمار المنضويان تحت راية العم سام والمختلفان انتخابياً، المتفقان بالغزو والاحتلال ووجود قطعانهم …