سرب كمنجات.. مجموعة شعرية تنتمي لقصيدة النثر لـ أوس أسعد

دمشق-سانا

ليست الموسيقا هي العنصر المفقود في النص النثري طالما تحيلنا مجموعة سرب كمنجات للشاعر أوس أحمد أسعد إلى نوع خاص من الموسيقا الداخلية الهامسة وإلى أجواء من العزف المنفرد على أوتار الكلمات.

الولع الداخلي عند الشاعر أسعد بذلك النوع من الموسيقا دفعه إلى ذلك العنوان الذي يوحي بتلك المعاني الموسيقية إضافة إلى الغلاف المعبر عن المحتوى للفنان رائد خليل الذي يحمل فيه إنسان جاهداً مفتاح صول ضخماً تنبعث منه الموسيقا والفراشات والزهور.

الوجع هو السمة الأكثر بروزاً في المجموعة وربما مصدره سنين المعاناة التي عاشها شعبنا من تبعات الحرب الإرهابية على بلدنا فيصور هذا الألم المكلل بالحزن والمعاناة الذي يلمسه الإنسان السوري أينما حل وهو محل شبهات تقتضيها المؤامرة على بلادنا..

“فأينما وليت وجهك في هذا العالم

أنت مشتبه بك أيها السوري

كن جاهزاً للاعتراف بما لم تقترفه أبداً”.

كما تظهر انعكاسات الحرب على الشاعر أكثر في قصيدة “شهقة الخراب” التي تحاكي معاناة السوريين وتضحيات الشهداء وإسقاطات الحرب النفسية على الأطفال وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية حيث يقول:

“الشهداء يموتون أكثر حين تذوي شقائق النعمان في أصيص الذاكرة”.

ويرى أسعد أن المخيلة تحتاج دوماً إلى شحذ لتكون معدة للإبداع فالشاعر الذي يغني ثقافته بالقراءة والاطلاع سيكرر نفسه دوما فيقول:

“لأن تجز صوف اللغة عن جسد الحرف

وأن تحرث تربة الوضوح بالمجاز اللائق”.

ولا يطرح أسعد في مجموعته الجديدة قضايانا الكبرى فقط بل يقدم فيها أيضاً تصوره للقصيدة كيف يجب أن تكون فهو يرى أن الشعر هو:

“أن تحرث اللغة بمخلب فراشة أو منقار عصفور

ثم تكسو الجسد بريش مباغت”.

قسم الشاعر المجموعة إلى 11 نصاً متنوعاً من حيث الطول تحمل الهم الوطني والوجداني والاجتماعي والانساني وتقع في 193 صفحة من القطع المتوسط.

يذكر أن الشاعر أسعد من مواليد القامشلي عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر صدر له عدد من المجموعات منها “آنية الكلام” و”سوناتا عذوبة بطعم الكستناء”.

بلال أحمد