صحيفة عُمان: عودة سورية للمحيط العربي… ودروس الأزمة

مسقط-سانا

أكدت صحيفة عمان اليومية أن المنطقة العربية تشهد تحولات سياسية واستراتيجية عميقة متناغمة مع التحولات الكبرى التي يشهدها العالم والتي بدت تتكشف يوماً بعد آخر. وفي إثر هذه التحولات بدأت الكثير من الدول العربية وفي منطقة «الشرق الأوسط» تعيد ترتيب ملفاتها وأوراقها وفق ما تفرضه الآثار المترتبة على التحولات الجديدة.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه “إذا كان شهر مارس الماضي قد فاجأ الكثيرين في العالم بعودة العلاقات السعودية الإيرانية «بوساطة صينية» والتي تنعكس اليوم إيجاباً على إحدى أكبر القضايا الشائكة في المنطقة وهي الحرب اليمنية، فإن شهر أبريل قد يشهد اتفاقاً عربياً على عودة سورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن بدأت الدول بشكل فردي تعيد علاقاتها مع سورية دولة بعد أخرى وكان آخرها إعادة فتح السفارات بين سورية وتونس بعد سنوات من تعليقها”.

وأضافت الصحيفة: “لكن المهم في ملف عودة سورية إلى الجامعة العربية أن اجتماعاً سيعقد نهاية هذا الأسبوع في المملكة العربية السعودية يضم دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى الأردن ومصر والعراق يبحث عودة سورية إلى الجامعة العربية وإمكانية أن يكون ذلك في القمة العربية القادمة. ويبدو أن هناك ما يمكن أن يوصف بالتوافق على هذه العودة مدعوماً بشكل قوي من عدة دول خليجية”.

ورأت الصحيفة أنه “إذا حصل ذلك التوافق المنتظر فإن عودة سورية للجامعة العربية ستكون شبه مؤكدة. لكن لا بد من التأكيد أن عودة سورية إلى المحيط العربي ليس فيه مصلحة لسورية وحدها ولكن المصلحة الكبرى الآن ستكون لجميع الدول العربية بالنظر إلى التحولات التي يشهدها العالم الآن وبروز التكتلات الجديدة التي يمكن أن توصف «بالحاكمة» في شأن متغيرات العالم”.

وتابعت: لقد عانت سورية خلال السنوات الماضية من عزلتها عن محيطها العربي أكثر مما عانته من الحرب الأممية التي شنت عليها من الكثير من الدول بهدف تحطيمها وتحطيم تماسكها وتحطيم مفرداتها الحضارية التي هي جزء أصيل من الحضارة العربية والإنسانية، ولا يمكن فصل ما حصل في الكثير من الدول العربية عن ما يمكن أن يسمى «الحرب الحضارية».

وأوضحت الصحيفة أنه “في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم فإن وجود سورية بعلاقات أخوية واستراتيجية مع الدول العربية من شأنه أن يقوي مواقفها في مختلف القضايا الاستراتيجية، ولا يخفى الموقع الاستثنائي لسورية من النظام العالمي متعدد الأقطاب المنتظر تشكله في المرحلة القادمة، وربما كان هذا أحد أهم أسباب رغبة بعض الدول في تحطيم سورية وتشظيتها وإضعافها من الداخل، لكن سورية رغم كل ما حدث بقيت قوية ومحتفظة بمقومات كونها دولة”.

وأكدت الصحيفة أن “عودة سورية إلى المحيط العربي من شأنه أن ينهي الكثير من التوترات الباقية في بعض المحافظات السورية لأن عودة إعمار سورية وعودة خيوط التنمية الاقتصادية فيها سيوقف استغلال بعض أبناء سورية من أجل ضرب بلدهم..” مشيرة إلى أنه “قد وصل الجميع إلى قناعة مفادها أن الوعود التي أعطيت للجماعات الخارجة على الدولة لم تتحقق طوال عقد كامل من الزمن، وما دامت لم تتحقق في تلك المرحلة فإن المؤكد أنها لن تتحقق الآن خاصة وأن الجميع رأى حجم الخراب الذي وقع على سورية الوطن دون أن يكون هناك أي مقابل لأحد”.

وختمت الصحيفة بالقول: “فيما حدث في سورية درس لا يمكن أن ينسى أو يتجاوزه العرب بشكل خاص، إنه درس كبير وعميق وعلى الجميع أن يعيه جيداً”.

انظر ايضاً

خبير روسي: السياسات الأمريكية والغربية تواصل نهج العداء لسورية وشعبها

موسكو-سانا أكد كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم …