جهود حثيثة لفريق التعقب الأسري تثمر بعودة عشرات الأطفال إلى أسرهم

حمص -سانا

أثمرت الجهود المبذولة في مشروع التعقب الأسري و لم الشمل الذي اطلقته وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف والمجتمع الأهلي بحمص منذ نحو عام عن عودة عشرات الأطفال إلى أسرهم أو إلى أقاربهم.

ويهدف المشروع الذي اطلق في شهر آيار من العام الماضي إلى إنشاء قاعدة بيانات في مجال حماية الأطفال الذين حرموا من الرعاية الأسرية ودراسة حالات الأطفال على أرض الواقع ليصار إلى إعادتهم لذويهم وإيجاد عائلات بديلة لهم ومدهم بالدعم المادي والمعنوي.

وكانت المرحلة الأولى من المشروع بدأت من خلال تشكيل فريق من مديرية الشؤون الاجتماعية لقيادة عملية التعقب وأوضح أحمد تمراز الاختصاصي الاجتماعي في مركز ملاحظة الأحداث بحمص وعضو الفريق أنه “مع انطلاق المشروع باشر الفريق بدراسة واقع الحالات الموجودة في مركز ملاحظة الأحداث و تم التوصل إلى ذوي أربع حالات من المقيمين في المركز إضافة إلى أقرباء عدد من الحالات الآخرى الفاقدين للأبوين”.

ولايقتصر عمل الفريق على البحث والتعقب ولم الشمل فقط بل تتم حسب تمراز دراسة و تحليل بعض شخصيات اليافعين الأحداث نفسيا واجتماعيا واكتشاف مواهبهم وامكانياتهم و قدراتهم.

وأشار تمراز الذي قدم متطوعا من دمشق واستقر في مركز ملاحظة الأحداث بحمص منذ ثلاث سنوات إلى “أن القصة الأكثر إثارة التي صادفته خلال عمله هي قصة الحدث أحمد الذي دخل مركز ملاحظة الأحداث منذ سنتين و تقول حكايته إنه من دمشق و لأبوين منفصلين ودفعته الحاجة للعمل نتيجة الظروف الأسرية القاسية فعمل في العديد من المهن حتى يكسب قوت يومه وقد وضعه في مركز ملاحظة الأحداث بحمص إلى حين يلتقي بذويه”.

ورغم أن أحمد لايملك عنوانا أو أي رقم هاتف منذ سنتين إلا أنه كما يقول تمراز يملك موهبة وشخصية متزنة وأنه منذ دخوله إلى المركز بدأ بتعليم رفاقه الرسم وأصول استخدام الألوان و أضفى على المركز مسحة من الجمال والترفيه من خلال نظمه للشعر و الكتابات الأدبية الجميلة رغم أنه درس حتى الصف السابع فقط.

وأضاف تمراز إنه بعد البحث المستمر من قبل فريق التعقب الأسري و بالتعاون مع المجتمع المحلي تم التوصل إلى أخ الشاب الحدث أحمد منوها بأن نفسيته تغيرت بشكل إيجابي و شعر كأنه ضيف في المركز ويتم حاليا إجراء المعاملات القانونية لتسليمه إلى أخيه.

بدوره اعتبر وسيم الصغير مدير الشؤون الاجتماعية بحمص أن مشروع التعقب الأسري و لم الشمل للأطفال غير المصحوبين خطوة رائدة و نوعية فيه عمل إنساني ومشقة وجهد و لكن نتائجه الإيجابية على الأرض والتي تتجلى من خلال عودة الأطفال إلى أسرهم ينسي الفريق العامل على الأرض تعبه و يبعث في النفس الأمل بعودة الاستقرار الاجتماعي و النفسي للعديد من الأشخاص والأسر بالمجتمع.

تمام الحسن