الزيتون لايموت قصة قصيرة للشابة حنين كنعان تحكي الواقع السوري الراهن

حمص -سانا

رغم صغر سن الشابة حنين كنعان إلا أن احساسها العميق بتفاصيل الأزمة التي يمر بها بلدها دفعها إلى حيز الكتابة الأدبية لتعبر عن تفاصيل واقعها المعاش ونقل معاناة أهلها جراء إرهاب المجموعات المسلحة دون أن تتخلى عن أملها بغد مشرق يصوغه انتصار مرتقب للجيش العربي السوري في الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية وهو ما جمعته في قصة قصيرة حملت عنوان الزيتون لا يموت كأولى خطوات مسيرتها الادبية حيث فاز عملها هذا بالمركز الأول من بين مئات القصص التي وردت الى مديرية التربية في حمص في اطار مسابقة أدبية أعلنت عنها المديرية في وقت سابق في حقول القصة القصيرة والشعر.

وأوضحت كنعان ابنة الخمسة عشر ربيعا لنشرة سانا الشبابية أنها لدى كتابتها لقصة الزيتون لا يموت لم يكن هدفها الفوز بقدر ما سعت إلى المشاركة وإيصال إحساسها وما يجول بخاطرها من خلال سردها لقصة واقعية من رحم الاحداث فيها الالم والأمل وفيها الحزن والفرح بأسلوب بسيط وبعيد عن التكلف والتصنع في كافة الأفكار المطروحة.

وقالت.. ” تحكي القصة حكاية أخوين شابين عاشا معا وكبرا كالتؤم برغم فارق السن بينهما مع شجرتي الزيتون اللتين زرعاها في الصغر حيث فرقتهما لاحقا الأحداث التي دارت في سورية إلى أن وصل لوالديهما بعد انتظار طويل خبر استشهادهما فقاما بتحضير حفرتين وشاهدين باسميهما تحت شجرتي الزيتون اللتين بقيتا في خضرة أبدية”.

وأكدت كنعان أنها لم تجد من وسيلة سوى الكتابة الأدبية لتفريغ مشاعرها الوطنية والانسانية ولتقف إلى جانب بلدها بعد ان تكالبت عليه كل قوى البغي والعدوان للسنة الخامسة على التوالي فكان لا بد من طريقة لتنقل صورة الوطن الذي عاشت فيه وعاش فيها لتكون القصة القصيرة فضاءها الأرحب بعد سلسلة من الخواطر والافكار التي راودتها من وحي الواقع الراهن لافتة الى إنها لم تتوقع فوزها الذي منحها الثقة والحماسة لكتابة المزيد من القصص.

وتعزو الشابة المبدعة نجاح قصتها الى نصيحة أسدتها لها والدتها حيث طلبت إليها أن تنقل إحساسها بصدق بعيدا عن التكلف في أسلوب الكتابة حيث أوضحت كنعان أنها عملت بهذه النصيحة فصورت الواقع بصدق مستلهمة منه كافة شخوصها وإحداثها لتجسيد الأفكار التي راودتها منذ بدء الأزمة وظلت حبيسة داخلها إلى أن كتبت قصتها الأولى و التي ترى بأنها لن تكون الأخيرة لان فوزها بالمركز الأول وضعها على السكة الصحيحة وجعلها تفكر بابعد من ذلك عبر أملها بانجاز رواية لاحقا تتحدث عن معاناة الأسر السورية في هذه المرحلة التي يتعرض فيها الشعب السوري لحرب إرهابية تستهدف حضارته وكيانه ووحدته.

من ناحيتها قالت أماني سلوم والدة الشابة كنعان إنها شجعت ابنتها على المشاركة في المسابقة نظرا لما تمتلكه من أفكار خلاقة وأسلوب عفوي مميز وهو ما جعلها تطلق إحاسيسها التي كان لها مفعول السحر في صوغ القالب النهائي لقصتها منوهة إلى أن ابنتها لاقت تشجيعا كبيرا من مدرستها وزملائها وكذلك من مدرسة اللغة العربية التي دعمت ثقتها بنفسها وبإمكاناتها.

وأضافت.. تتنوع مواهب ابنتي ايضا لتطال الجانب الموسيقي حيث تعزف على آلة الكمان فهي تدرس للسنة الثانية في معهد محمد عبد الكريم الموسيقي وهي مستعدة الان لخوض مسابقات جديدة في الكتابة الأدبية ومنها مسابقات خاصة بالقصص الموجهة للاطفال بالرغم من صعوبة تناول هذا النوع من القصص إلا انني أجد فيها مشروعا أدبيا مهما الى جانب مواصلة تحصيلها الدراسي والجامعي.

بدورها أعربت لينا سليمان مديرة مدرسة الخوارزمي حيث تدرس كنعان عن فخرها بالطالبات المتميزات في المدرسة دراسيا وأدبيا ورياضيا وفي مختلف المجالات و منهن حنين التي شكل فوز قصتها حدثا سعيدا لجميع زميلاتها ولإدارة المدرسة التي لم تأل جهدا في رعاية وتنمية مواهب الطالبات في مختلف صنوف الفنون والأدب والرياضة.

وأكدت سليمان أن المدرسة تشارك بجميع أنواع المسابقات التي تقيمها المؤسسات التربوية في المحافظة ومنها المسابقة الحالية التي دعت اليها مديرية التربية العام الحالي حيث حققت المدرسة نتائج ممتازة فالى جانب فوز كنعان بالمرتبة الأولى فازت أيضا كل من مايا شعبان و بتول الحمود بالمركز الثاني والثالث على التوالي في حقل الشعر.

تمام الحسن