أكثر من 200 عمل فني في معرض المركز الوطني للمتميزين باللاذقية

اللاذقية -سانا

أكثر من 200 عمل فني متنوع قدمه المركز الوطني للمتميزين خلال معرض توثيقي أقيم قبل أيام في المكتبة المركزية في جامعة تشرين وشارك فيه طلبة المركز منذ الدفعة الأولى عام 2009 و حتى الدفعة الحالية حيث تنوعت الموضوعات و الأساليب المطروحة في الأعمال المعروضة لتكشف عن تمايز واسع في المواهب والأفكار والتقنيات الفنية بما في ذلك من محاولات تجريبية لافتة قدمها الطلبة الهواة في صنوف التجريد والأعمال الواقعية والإعلان والطبيعة الصامتة.11

في هذا الجانب ذكرت مدرسة مادة التربية الفنية في المركز جورجينا بدور أن المعرض يعكس جانبا من العمل الفني الطلابي في عدة حقول تشكيلية أبرزها الزخرفة والتجريد والبورتريه والطبيعة الصامتة وأعمال الرصاص والاتصال البصري و الهندسة الوصفية إضافة إلى أعمال فن الخداع البصري حيث تعددت الموضوعات التي طرحها المشاركون بأساليب مختلفة عبرت عن سعة أفقهم الفني و خطوطهم الجميلة وقيمهم اللونية العالية.

وأضافت بدور إن المركز يعمل وفق خطة علمية وتعليمية دقيقة تراعي في الوقت نفسه المواهب الطلابية حيث نقوم على مدار العام بإعطاء الدروس المتنوعة التي تغني عمل الطالب و تبرز إبداعه وحسه الفني كما يركز المركز على مبدأ مهارات التفكير العليا وتظهير الحس الفني لدى الطالب من خلال دروس الزخرفة الهندسية والخطية والنباتية إلى جانب دروس الرسم الهندسي المعتمد على الأسس الرياضية.

كذلك يوجه المركز اهتمامه لفن الخزف والنحت والتصوير والتشريح إلى جانب فنون الاتصال البصري التي تعتمد على إبداع وخلق الأفكار الجديدة وتجسيدها من خلال أعمال فنية مميزة يتم تجسيدها عبر أدوات ووسائط متعددة.

وكان المعرض قد شهد إقبالا واسعا من قبل طلبة الكليات المختلفة والكوادر التدريسية والادارية بالإضافة إلى جمهور واسع من خارج الجامعة حيث كشفت الأعمال المعروضة عن حس وطني عال لدى الطلاب الذين عبروا عن انتمائهم الوطني بأفكار تشع عشقا وولاء وزهوا بأمهم سورية كما أثبتت اللوحات الفنية سعي المركز الى تحقيق الترابط و التكامل بين كافة المواد العلمية والفنية.111

في السياق نفسه ذكرت الطالبة مرام احمد أنها لم تهتم سابقا بالرسم الذي لم يكن بالنسبة لها سوى مجرد ورقة وقلم وخطوط متناسقة إلا أنها اكتشفت بعد التحاقها بالمركز مهارات وطرقا جديدة ذات صلة بهذا الفن إذ أن تلقيها لدروس التربية الفنية جعلتها تدرك اهمية الرسم الذي يحتاج إلى تفكير وتبصر فهو عالم واسع يجمع في طياته عدة علوم ومعارف تقود في نهاية المطاف إلى التعبير الأمثل عن إحساس الإنسان وفكره.

وقالت..” أنا سعيدة جدا بهذه المشاركة فهي الأولى من نوعها بالنسبة لي حيث شاركت بلوحة هندسة وصفية وأخرى أنجزتها بتقنية الرسم ثلاثي الأبعاد والطباعة لاصور غروب الشمس”.

من ناحيته بين عروة ضوا أنه سعى إلى وصف مركز المتميزين عبر لوحة تجريدية صور فيها حالة انفجار معلوماتي تعبر عن كل اكتشاف جديد يكتسبه الطلبة في هذه المؤسسة التعليمية الرائدة و التي تعكس حياة طلابية متكاملة حيث نفذ لوحته بعدة ألوان وخطوط تخرج من نقطة واحدة لتعود فتصب فيها مرة أخرى.

وأكد ضوا أنه يعجز عن التعبير عن مشاعره ومكنونات نفسه إلا من خلال الرسم الذي يرى فيه افضل وسيلة لإخراج أحاسيسه وأفكاره العميقة تماما كما هو الحال في الشعر والموسيقا كبيئات خصبة تلبي احتياجات المخيلة الإنسانية ولذلك فإنه يجد تقاربا واسعا بين مختلف أنواع الفنون.

أما الطالب الحسن حوكان فقال .. شاركت بلوحة زخرفة هندسية مكررة بشكل منتظم و هو ما تعلمته في المرسم الذي اعتبره مدينة الأحلام والمكان الذي ألجأ إليه بعد انتهائي من الدروس العلمية المكثفة اذ يسوده جو موسيقي هادئ و جميل يوفره المشرفون عليه وهو ما يساعدنا على مزيد من الإبداع.

وأشار الطالب محمد زياد قباقيبي إلى أنه شارك بلوحة تجريدية استخدم فيها اشكالا تشبه الزجاج المعشق لينتج عن هذا العمل ما يشبه نتاج المدرسة التكعيبية، مضيفا إن الرسم هو طريقة ولغة يعبر الانسان من خلالها عن ذاته وهو فرصة للإبداع حتى أن لم تتواجد الموهبة إذ يكفي توفر الحس الفني والتدريب المستمر.

إلى ذلك جسد الشاب العباس محمد حضوره الفني في المعرض عبر عدة لوحات إحداها عبارة عن عمل الفته مجموعة من الخطوط المنكسرة أدخل عليها محمد عددا من الألوان بتدرجات مختلفة وقال محمد ..// إنه لدى تواجده في المرسم تنفجر أفكاره فيشعر بنفسه وكأنه انفصل عن الواقع ليصبح في عالم آخر يلتقي فيه بأفكاره وأحساسية حيث يجدها واضحة وصافية فيعبر عنها بالريشة والألوان”.

وشاركت الطالبة أماني شيخاني في فعاليات المعرض بلوحة تصوير واقعي تمثل وجه طفل يعكس في تقاسيمه ملامح البراءة والطفولة والحلم بالإضافة إلى لوحات زخرفة هندسية ونباتية و لوحة هندسة وصفية.

وعن تجربتها في المرسم الخاص بالمركز أشارت إلى أنها كانت تهوى الرسم قبل الالتحاق بالمركز و طالما احتاجت إلى من يأخذ بيدها ويرعاها ولذلك فقد كان المرسم حاضنة ممتازة لهوايتها لتمتلك دافعا للمتابعة والمثابرة كما أن إطلاعها على تجارب زملائها شكل حافزا لها للتعلم و اكتساب المزيد من الخبرة لافتة إلى أن الرسم هو اختزال لجملة من علوم الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا والكيمياء والتشريح في لوحة واحدة ولذلك فهو من أرقى لغات التواصل في العالم.

بشرى سليمان و نعمى علي