مشروع فرنكات.. فكرة مبتكرة لدعم العملة الوطنية والحفاظ على التراث السوري

دمشق-سانا

من صلب الحرب على وطنها والحصار الجائر الذي يتعرض له انطلقت الشابة حنان مشعل بمشروع فرنكات القائم على دعم العملة الوطنية والحفاظ عليها كمكون أساسي من مكونات التراث السوري حيث يعتمد المشروع على تجميع العملة السورية القديمة فرنكات والتي كانت متداولة في أزمان ماضية وتشكيلها ضمن اكسسوار مصنوع يدويا ليتحول إلى تحفة فنية و تراثية تحمل العديد من الدلالات الرمزية العميقة والتي تؤثر في أي سوري أصيل.

فكرة المشروع جاءت حسب ما ذكرت مشعل في حديث لنشرة سانا الشبابية جراء سفر صديقة مقربة لها إلى الخارج فأحبت أن تهديها من روح البلد وممتلكاته هدية للذكرى ليقع اختيارها على العملة السورية القديمة حيث قامت بصنع عقد من الليرات الفضية لتحملها الصديقة كأيقونة مباركة أينما حلت في العالم.4

وأضافت إن هذه الفكرة تكررت مرارا بعد ذلك فكانت في كل مرة يسافر فيها صديق أو صديقة تعمد إلى صنع هدية من عملة البلد ليتزينوا بها ويحملونها كقطعة مجوهرات ثمينة بين ممتلكاتهم.

وذكرت مشعل أنها طالما حلمت بأن تكون سفيرة النوايا الحسنة إلى القلوب المتعبة وسفيرة الابتسامة على الوجوه الحزينة مؤكدة أن من أبسط وأعمق الأشياء التي يفتقدها الشخص حين يسافر خارج وطنه هي عملة بلده التي يتوقف عن استعمالها محملا بالحسرة والشوق والحنين إلى ملمسها.

هكذا تحولت الفكرة الى مشروع بحد ذاته يحمل ضمنه عدة أفكار أهمها حسب قول مشعل دعم العملة السورية بطريقة رمزية ضمن الظروف الاقتصادية التي نعاني منها وإحياء العملة القديمة وتجديد التراث السوري وخاصة أن مشروعها سوري بامتياز لكونه يوحد كل أطياف المجتمع السوري ضمن قطعة نقدية واحدة لم يتم الاختلاف عليها أو تجزيئها إلى أطراف او ألوان فهي تحمل شعارا واحدا هو شعار الجمهورية العربية السورية.

وبينت أن هذا المشروع يحيي في وجدان كل سوري زمنا كاملا و ذكريات دافئة و تاريخا عريقا سواء كان هذا الفرد قد استخدم هذه العملة أو أنه لم يدركها مشيرة إلى أنه مشروع فردي شخصي تقوم مسؤوليته على عاتقها وحدها وبمساعدة أخوتها وأصدقائها المقربين ليصل إلى قلب كل سوري داخل وخارج الوطن بالإضافة إلى إمكانية تسخير هذا الفعل الإبداعي لتعميق الصلة بين البلدان الشقيقة عبر جمع عملة كل منهما في طوق واحد للتذكير بأن الجميع أخوة في الإنسانية.

وعن صدى المشروع خارج سورية نوهت مشعل إلى أن عددا كبيرا من المغتربين السوريين و المواطنين الاصليين في فرنسا والإمارات العربية وألمانيا وأميركا والسويد ولبنان وغيرها طلبوا منها الحصول على منتج يجمع عملات بلدان تربطهم بها علاقة ما حيث اثنوا بحرارة على هذه الفكرة المبتكرة.5

واختتمت حديثها بالقول إن محبة العالم وردود أفعالها تجاه مشروعي زادني إصرارا على تطويره وتقديم ما هو جديد ومبتكر ومرض لجميع الأذواق فمن يقتني قطعة ثمينة ما فانه يقتني فكرة وليس مجرد قطعة يريد أن يتزين بها.

يذكر أن حنان مشعل من مواليد العام 1988 تحمل شهادة مساعد مجاز في الاقتصاد اختصاص مصارف وقد عملت كمنسقة مواقع لدى المجموعة المتحدة للنشر والإعلام والتسويق كما عملت في تحرير عدد من الصحف والمجلات و اشتغلت في التعليم في عدد من المدارس الحكومية وتطوعت في الأمانة السورية للتنمية ضمن مشروع مسار وعدة جمعيات أخرى تهتم بدعم الأطفال.

ربى شدود

انظر ايضاً

مشروع “فرنكات”.. فكرة مبتكرة لدعم العملة الوطنية والحفاظ على التراث السوري