منحوتات فنية متميزة في ختام الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل باللاذقية

اللاذقية- سانا

بمجموعة من المنحوتات الرملية المشغولة بعناية أسدلت الستارة مساء أمس على أيام الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل في اللاذقية الذي استمر لأكثر من أسبوع خاض خلاله مجموعة من النحاتين السوريين تجربتهم الأولى في التعاطي مع الرمال لتشكيلها وفق أفكارهم الخاصة الموجودة في مخيلتهم والتي استطاعوا جعلها واقعا ملموسا بأسلوب لا يخلو من الاحترافية والاتقان.1

مواضيع مرتبطة بالبيئة البحرية وأخرى لها علاقة بالأزمة التي نعيشها إضافة إلى محاور إنسانية متعددة طغت على اختيارات النحاتين الذين ترك المجال لهم مفتوحا لاختيار الموضوع الذي يروق لهم .

ويرى النحات علي معلا أن إقامة الملتقى لأول مرة في سورية بهذا المستوى الفني العالي هو إنجاز بحد ذاته وأن كثيرا من الجهات ستسارع لدعم الحدث في السنوات اللاحقة ليتحول إلى مناسبة سنوية ينتظرها المهتمون بهذا المجال.

وقال معلا.. “ظهر الحنان والدفء والطفولة إضافة إلى مشهدي المجزرة والحضارة ضمن مواضيع النحاتين العشرة المشاركين في الملتقى دون نسيان منحوتة الأطفال التي تركت انطباعا جيدا لدى الجمهور”.

وتابع معلا في حديثه لسانا الثقافية.. كنحات متمرس في مجال النحت على الرمل أنا راض بشكل تام عن جميع أعمال النحاتين إلا منحوتتي الشخصية التي تمنيت أن تكون أكبر حجما مع توفر رمال بنوعية أفضل لتجاوز عقبة الانهيارات التي أصابت الأعمال عدة مرات لكنني واثق أن الدورات اللاحقة من الملتقى ستكون أفضل على جميع الصعد وسأتواجد فيها بكل تأكيد .2

بدوره بين الفنان هشام رومية أنه وجه عمله للمراهقين الذين يعتبرون الشريحة الأكثر تأثرا بما يحصل في بلدنا منوها أنه غامر بموضوع ارتفاع المنحوتة الذي يمكن أن يعرضها للانهيار متمنيا في الدورات القادمة انتقاء نوعية رمال مناسبة للنحت ورص تلك المادة بطريقة تساعد النحات بالارتفاع بعمله فعليا على شكل كتلة واعتبر أن كل فنان من المشاركين عمل من خلال منحوتته على تقديم شيء مختلف يظهر روحه وبراعته وأفكاره الشخصية.

من جهته عبر النحات مهيار علي عن سعادته كون منحوتته أثارت العديد من تساؤلات الجمهور معتبرا أن مهمة الفن إيجاد حالة تحرض المتلقي على طرح أسئلته ليتفاعل مع ما يقدم له فالفكرة والرسالة تبقى أهم ما يتركه العمل الفني.3

وأضاف علي أجبرتنا نوعية الرمال على اختيار الشكل الهرمي لمنحوتاتنا لتحقيق توازن الكتلة ومن ناحيتي أحببت تجسيد موضوع الآثار وعلاقتها بالإنسان من خلال مجسم له علاقة بأوغاريت يخرج منه إنسان وهي حالة تدفع المتلقي للتأمل لفهم ما تقوله المنحوتة كما أن وجودنا معا كمجموعة نحاتين من محافظات مختلفة شكل حالة حوار أوجدت جوا إيجابية تمنى أن يكون أوسع وأشمل في الملتقيات القادمة.

الفنانون التشكيليون كان لهم بدورهم حضورهم مع الجمهور للاطلاع على المعرض النهائي لمنحوتات الملتقى حيث عبر معظمهم عن أهمية ما قدمه النحاتون اجتماعيا وإنسانيا مما أعطى الحدث قيمة مضافة لقيمته الفنية حيث لفت الفنان جوني سمعان إلى أن حرفية الفنانين المشاركين برزت من خلال التعامل مع الرمل الذي لا يعتبر مادة تطاوع الفنان فنراه يضطر للتحايل عليها لتستجيب لتصوراته المختلفة موضحا أن رغبة الفنانين بالإنجاز تفوقت على المواضيع التي اختاروها للعمل.4

وأشار سمعان إلى إعجابه الشديد بعمل الفنانة علا سليمان الذي يشير إلى الولادة والتجدد ويجبر المتلقي على مشاهدته من عدة زوايا واتجاهات ليفهمه بشكل كامل.

بدوره قال النحات والفنان التشكيلي أحمد عابدين.. إن “وجود أسماء لامعة في النحت على الرمل ضمن الملتقى أعطته القوة المطلوبة كما أن المشاركين ككل حاولوا اختيار عناوين مهمة تعتبر حديث الشارع ولاسيما ما قدمه الفنان علي معلا في منحوتته التي تتحدث عن السوريين المهاجرين عبر البحر وما يتعرضون له من موت غرقا أو ضياعا وهو عمل نحتي مميز يجسد قضية خطرة يعاني منها السوريون الهاربون من الحرب على بلادهم”.5

وتابع عابدين.. واكبت الملتقى بشكل يومي ولاحظت استقطابه لعدد كبير من الجمهور المتعطش لهذه النشاطات الفنية التي يتفاعلون معها بكل رقي في حال توفرت لهم الظروف المناسبة لذلك كذلك بينت الفنانة التشكيلية ميادة حمدان أن إقامة الملتقى في هذا الظرف الصعب الذي نمر به يعد إنجازا بحد ذاته ولاسيما وأنه حاول ملامسة الواقع السوري بطريقة فنية ذكية لا تخلو من الروح السورية الأصيلة.

وأضافت حمدان.. أحببت منحوتة علي معلا التي أراها قمة الأعمال المنجزة إضافة إلى منحوتة الفنان علي الشيخ الذي جسد محارة بحرية دون التقليل من أهمية المنحوتات الباقية التي أراها من وجهة نظري تحتاج لبعض التفاؤل فنحن كسوريين بحاجة للفرح والأمل ولعل الفن أفضل الوسائل القادرة على تحقيق هذه الغاية.7

يذكر أن الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل الذي استمرت فعالياته من الثامن وحتى الخامس عشر من الشهر الجاري أقيم على شاطئ نادي اليخوت في اللاذقية بالتعاون ما بين الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية وغاليري مصطفى علي بدمشق .

انظر ايضاً

منحوتات فنية متميزة في ختام الملتقى الاحترافي الأول للنحت على الرمل باللاذقية