الشعر الوطني يستحوذ على قصائد المشاركين في مهرجان الزجل الأول- فيديو

ريف دمشق-سانا

وسط حضور جماهيري كثيف غطى أرجاء صالة الوقف بمدينة جرمانا انطلقت مساء أمس فعاليات مهرجان الزجل الأول الذي تقيمه مديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة ريف دمشق بمشاركة عدد من شعراء الزجل في المحافظة.

وفي تصريح لـ سانا الثقافية قال معاون وزير الثقافة بسام أبو غنام “إن هذا المهرجان يمثل شريحة تقدم إبداعا أصيلا عبر مجموعة من الشعراء الزجالة يلقون قصائد محكية بأسلوب فني موسيقي يحاكي حالات اجتماعية وإنسانية ووطنية وبالتالي يعكس كثيرا من حياة شعبنا السوري بشكل يرقى إلى مستوى الفن والأدب”.0

وأضاف أبو غنام “قام شعر الزجل بكل أشكاله ولهجاته بدور وطني بارز خلال الحرب على سورية وتصدى في المعاني التي تضمنها للمؤامرات التي حاولت النيل من شخصية سورية وحضارتها فكان مقاوما ثابتا إلى جانب الصنوف الأدبية الأخرى”.

في حين اعتبرت مديرة ثقافة ريف دمشق ليلى الصعب أن الثقافة الشعبية بما فيها الزجل تدل على تراث الشعب السوري وتنوع حضارته وثقافته لذلك تعرضت تلك الثقافة إلى محاولات كثيرة بغية الإنقاص من قيمتها وقدرها لأنها موروث يحمل كثيرا من أركان الأدب الأصيل ومن حالات المجتمع الإنسانية والوطنية.

وأشارت الصعب إلى أن ريف دمشق في كثير من مناطقه ونواحيه اشتهر بشعر الزجل وتراثه الشعبي ومن تلك المناطق التي تميزت بهذا النوع من الأدب جبال القلمون ووادي بردى وغوطة دمشق ولا سيما جرمانا لافتة إلى أن هذه المحافظة قدمت الزجل الآرامي وهو من أقدم أنواع الزجل فكان يغنى كتراتيل دينية ثم تحول إلى زجل يجسد الحالات الاجتماعية.

ثم قام معاون وزير الثقافة ومديرة ثقافة الريف ورفعت عماشة عضو مجلس الشعب بتقديم شهادات تكريم للشاعرين لطفي عبد الرزاق وإياد حمد وشهادة تقدير لرئيس جمعية الزجل الشاعر الراحل فؤاد حيدر تسلمها ابنه الملحن خالد حيدر.

وألقى الشاعر المكرم لطفي عبد الرزاق قصيدة زجلية عبر فيها عن أهمية الشعر الزجلي إضافة إلى وصف العادات والتقاليد الاجتماعية الأصيلة التي يتحلى بها السوريون فقال..

“الشعر كنز كبير بعرف العرب1

ثروة غنية ويا سعد من نالها

وقديش غال بهلدنة غرام الذهب

وفيه الخليقة كثير شغلت بالها

أوزن قصيدة بموازين الذهب

وكل نقطة وحرف كيلو قبالها.

أما الشاعر المكرم إياد حمد فجسد معاناة السوريين عبر الدهر وتعرضهم لأطماع المستعمرين نظرا لأهمية سورية وشعبها وأنهم مهما قاسوا وعانوا سيبقى الوطن أهم أولوياتهم خاتما وصلته الزجلية برثاء الشاعر الراحل فوءاد حيدر فقال..4

“نحنا بسورية عمنعاني .. وإلا حب موطنا ما عنا

عجنا الدهر بصبر وتفاني .. وعجز الدهر حاول ما عجنا

وعاجمعية جزلنا الظرف جاني .. خطف منا سنديانة معنى

وعلينا واجب نصون الأمانة .. وتا يبقى جذرنا بتربة وطنا”.

وعلى الربابة عزف الشاعر يحيى القنطار بأسلوب تراثي أصيل رافقه ببعض أشعاره الزجلية مفتخرا بأمجاد سورية وقوتها وتصديها للمؤامرات فقال..

“قم سايل التاريخ ينبيك عنا … حنا بني قحطان مابه تحاسيب

سلطان منا وفاني الروم منا .. فخر العروبة وبالوغى ساسها ما

يعيب نتبع خطى الأمجاد خلفك أسدنا .. بشار يا ستر البنات الرعابي”.

وألقى الشاعر زياد ميمان قصيدة زجلية بعنوان يا وطن رأى فيها أن الذين خانوا سورية وساهموا بالموءامرات التي حاولت النيل منها عبروا عن هوانهم وعن كونهم دمية وأن الشعب السوري يتحدى كل من يريد العدوان على أرضه فقال..2

“يا وطن يلي ما يوم سكرت باب .. بوجه قاصد لسورية وأراضيها

يا وطن من اليوم لازم تحسب حساب .. ما يدوس ديارك إلا إلي يريد يبنيها.

كما قدم الشاعران بسام ورور وماجد حمدان يرافقهما على العود سلامة التعتوع محاورة اجتماعية بشكل غنائي فيها كوميديا ناقدة استطاعت أن تحرك مشاعر الحضور ولا سيما أنها عكست بعض أمانيهم وطموحاتهم الوطنية والإنسانية.

وعن رأيه في المهرجان قال الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة إن المهرجان يمثل ديمومة الحراك الإنساني الحضاري السوري ثقافة وأدبا وفنا تسامى بها الشعب السوري بعراقة الموروث الشعبي وأصالته وتجذره بالوطن هوية وانتماء.5

وقالت الكاتبة والشاعرة الزجلية نبوغ اسعد إن هذا “المهرجان خطوة ناجحة على الساحة الثقافية شمل عددا من الشعراء الذين ظهرت في قصائدهم آلام الشعب السوري ونزوعه إلى المروءة والكرم والشجاعة والمروءة كما يعبر المهرجان عن توسيع وزارة الثقافة لتوجهاتها داعية لاستقطاب كل شعراء الزجل ولا سيما البارزين منهم على مستوى سورية والوطن العربي من الذين غاب نجمهم عن المهرجان برغم من كون إطلاقه بحد ذاته ظاهرة إيجابية وسابقة رائعة”.

ويعتبر مهرجان الزجل الأول الذي تقام فعالياته في صالة الوقف بجرمانا محاولة شعبية جادة للتعبير عن رفض الشعب السوري لاعداء الحضارة واصحاب الفكر المتطرف نظرا للمعاني التي يقدمها حتى وإن اختلفت المستويات في القصائد التي ألقيت حيث عبرت بمعظمها عن نضال الشعب السوري ضد كل من يحاول النيل من وطنه.

ويتابع مهرجان الزجل نشاطاته اليوم بأمسيات لعدد من الشعراء إضافة إلى حلقة تحد تقدمها جوقة المرايا.

محمد الخضر

انظر ايضاً

من إحياء أبرشية حلب الذكرى 109 لمجازر الإبادة السريانية

تصوير: فراس اليوسف