كتاب “معجم الطعام والأمراض في تاج العروس” محاولة لإعداد معاجم متخصصة

دمشق-سانا

يعرض كتاب معجم الطعام والأمراض في تاج العروس اختيار وتقديم الدكتور شوقي المعري تسلسلا للألفاظ والكلمات التي جاءت في معجم تاج العروس للزبيدي وشملت كل ما له علاقة بالمأكولات بأنواعها والتي يتناولها الإنسان إضافة إلى ما يصيب جسمه من علل وأمراض.

ويبين المعري أن المكتبة العربية تفتقد للمعاجم المتخصصة التي تضم ألفاظا محددة في موضوع ما وإن كان بعض القدماء قد خص بعضا من هذه الجوانب مثل الشاء واللبأ وغيرهما مشيرا إلى أن كتابه يعنى بألفاظ الطعام التي كانت مستعملة حتى زمن معجم تاج العروس الذي يعد آخر المعاجم القديمة وأشملها وأوسعها وما من شك بأن قراءة هذه الألفاظ تلقي الضوء على طبيعة الإنسان أو جانب من حياته الاجتماعية اليومية من حيث الطعام الذي يلازمه منذ ولادته حتى مماته وفي كل الأوقات.

ويحاول المعري رصد هذه الألفاظ والتي كانت نسبيا وافرة رغم أن معظمها غير معروف لدينا لكنها تعطي طبيعة الطعام ونوعه والمادة التي يعتمدها في وجباته والآلات التي كان يستعملها هل هي مما لا نزال نستعمله.

وبين المعري أن أهم المواد الرئيسية التي تدخل في صناعة الطعام هي الحبوب معظمها واللبن والحليب واللحم والخبز وما يتفرع منها ولا سيما الحبوب وقليل من السمك وهذه هي المواد الرئيسية نفسها التي تدخل في صناعة الطعام حتى الآن ولكن الأهم والأبرز الذي يلحظه المتتبع لألفاظ الطعام هو غياب الخضار عن معظم الأنواع ربما للطبيعة الصحراوية التي عاشها الإنسان العربي القديم.

وأوضح المعري أن الألفاظ التي استعملت للتعبير عن الطعام تنوعت بحسب الخلطة ونوع اللبن والبقول المستعملة وتكرر عدد كبير من المعاني لنوع واحد كاللبن أو الخبز أو اللحم ولذلك حاول ألا يثبت اللفظ ومعناه نظرا للإشارة عنه في العناوين القديمة.

ويشير المعري إلى أن وزن فعال هو وزن خاص بالأمراض حيث كثرت الأمراض التي وردت على هذا الوزن ومنها ما زال موجودا ومعروفا لدى الناس حتى العامة ومنها الثطاع وهو الزكام والجذام والحلاق وهو وجع الحلاق والخراج والدوار والصداع والعضال والقلاع والنكاف وغيرها.

واعتمد شوقي المعري في كتابه الصادر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي يقع في 180 صفحة من القطع المتوسط على الاختصار والنقل دون أن يرتكز على أي منهج علمي يخصه ما عدا كتابته للمقدمة التي جاءت موضحة لعمل كثير من المعاجم اللغوية في الوقت الذي لا تنكر أهمية هذا الكتاب كونه يختصر كثيرا من المجلدات في كتاب صغير.

محمد الخضر