بيسكوف: الإرهاب شر يجب القضاء عليه و”لا وجود لإرهابيين معتدلين” في سورية.. روسيا ليست على علم بوجود خطة “لمرحلة انتقالية”

موسكو-سانا

أكد الكرملين أن روسيا تنطلق في مكافحة الإرهاب والتطرف في سورية من أنه شر يجب القضاء عليه وأنه لا وجود “لإرهابيين معتدلين أو غير معتدلين فيها”.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف “إن روسيا رغم جهودها المكثفة لإيجاد قوى معارضة في سورية يمكن التعاون معها في مكافحة الإرهاب إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من تحديد أي قوة بناءة.. للأسف الشديد لا توجد أي قوة مركزية يمكن التعاون معها.. وهذا هو السبب وراء جميع الصعوبات”.

وأضاف بيسكوف “إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لم تساعد روسيا في تحديد ما هي المعارضة المسلحة المعتدلة في سورية والتي يزعم الغرب أنه يمكن التنسيق معها في الحرب ضد تنظيم داعش”.

وتابع بيسكوف “علينا أن ننطلق من أن الشيء الأهم هو مواجهة الإرهاب والتطرف في سورية.. ولا وجود لإرهابيين معتدلين أو غير معتدلين.. الإرهاب شر يجب أن نحاربه وأن نقضي عليه وهذا هو ما نقوم به حاليا”.

وأوضح بيسكوف أنه لا يجوز لأي طرف أن يدرج “فصائل” ما على قائمة ما يسمى بالمعارضة المعتدلة بصورة أحادية بل يجب أن تعتمد مثل هذه القرارات على إجماع واسع وقال “إن ذلك سيتطلب أيضا تبادلا للآراء مع القيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية والرئيس بشار الأسد وممثليه بالإضافة إلى مشاورات واسعة النطاق مع الدول الأخرى بالمنطقة كما انه يجب بحث هذه المسألة مع الدول الغربية أيضا”.

وأعاد بيسكوف إلى الأذهان أن الجانب الروسي يدعو دائما دول المنطقة والولايات المتحدة والدول الأخرى التي تشارك في عملية مكافحة الإرهاب إلى الحوار.

إلى ذلك نفى بيسكوف علم روسيا بأي “خطة لمرحلة انتقالية” في سورية كما تتحدث بعض الأوساط التركية والغربية.

ويجري في العاصمة النمساوية فيينا اليوم اجتماع رباعي يجمع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري اضافة لوزيري خارجية السعودية وتركيا بخصوص الأزمة في سورية.

كما أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اطلع على المعلومات التي قدمها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر شخصيا إلى الجانب الروسي حول مواقع الإرهابيين في سورية قائلا إن الرئيس “بوتين تعرف على هذه المعلومات ولكنها ليست معلومات عسكرية”.

وأضاف بيسكوف “إن المعلومات العسكرية يمكن نقلها فقط من خلال القنوات الخاصة لكن الحديث هنا يجري عن بعض البيانات التي وصلت إلى الجانب الروسي عبر القنوات المفتوحة” رافضا توضيح طابع هذه المعلومات التي نقلها كارتر.

وكان الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر أبدى استعداده لتقديم معلومات يملكها مركز كارتر للمعلومات بخصوص تنظيم “داعش” الإرهابي.

بوشكوف: الحوار السياسي لتسوية الأزمة في سورية يجب أن يشمل كل القوى الإقليمية بما في ذلك إيران

بدوره قال رئيس لجنة الشؤون الدولية فى مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن الأزمة في سورية لها طريقتان رئيسيتان للحل من وجهة النظر الروسية إما من “خلال المكون العسكرى أو عبر الحوار السياسي” مؤكدا ضرورة مشاركة إيران في الحوار السياسي لحل الأزمة.

وأضاف بوشكوف خلال اجتماع عقد في مجلس الدوما اليوم مع وفد من نواب الحزب الليبرالي الديمقراطي في مجلس النواب الياباني.. “بطبيعة الحال نعتبر أن من وجهة نظر المناقشة الدبلوماسية يجب أن يشمل هذا الموضوع كل القوى الاقليمية وليس فقط تلك التي تروق لزملائنا الأمريكيين” مشيرا إلى أنه “ينبغى اشراك ليس فقط السعودية على سبيل المثال في هذه المحادثات ولكن إيران أيضا ذاك البلد الذى يتعلق به الكثير من الأمور في المنطقة”.

وأوضح بوشكوف أن من المناسب التمييز بين ثلاثة عناصر في موقف روسيا بشأن سورية وهي “أن العملية العسكرية تهدف إلى تخليص سورية من تمدد تنظيم داعش وثانيا أن الحوار السياسي السوري السوري يجب أن يكون بمشاركة القيادة السورية وأخيرا ان إجراء حوار دولي بشأن الأزمة فى سورية ينبغى أن يتم بمشاركة جميع البلدان ذات الصلة بهذه الازمة”.

وأكد بوشكوف أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده وقيادته بمفرده منتقدا الغرب الذي يضع أولويته في التدخل بشؤون سورية الداخلية على حساب محاربة “داعش” واصفا هذا الطرح بأنه “يقلب الأمور رأسا على عقب”.

ولفت بوشكوف الانتباه إلى حقيقة أن الجيش السوري اليوم هو فقط القوة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهابيين من “داعش” وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سورية وأن جهود الجيش السوري تعزز نتائج العمليات الجوية الروسية على الأرض.

وأضاف بوشكوف “إننا نؤكد باستمرار أننا نعتبر العملية السياسية ضرورية وكذلك عملية المحادثات التي يجب أن تفضي إلى وضع أسس تمكن الشعب السوري من اختيار القيادة التي يريد أن يراها في سورية”.

وتأتي هذه التصريحات اليوم فى وقت يعقد اجتماع في العاصمة النمساوية فيينا بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة بمشاركة وزيري خارجية النظامين التركي والسعودي لمناقشة تطورات الأزمة في سورية.

كوناشينكوف: نركز على تطويق الإرهابيين في سورية عبر توجيه ضربات متوازية

إلى ذلك أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن غارات سلاح الجو الروسي في سورية تهدف إلى منع تحركات الإرهابيين من خلال توجيه ضربات عليهم في مناطق مختلفة بالتوازي.

وقال كوناشينكوف في مقابلة مع قناة روسيا اليوم إن المهمة الأساسية للطيران الروسي المشارك في العملية هي “تقييد ممارسات التنظيمات الإرهابية في سورية لذا فإن تنفيذ الضربات يتم بالتوازي في مناطق متفرقة وهي محافظات حمص وحماة ودمشق والرقة ودير الزور”.

وشدد اللواء الروسي على أن توجيه الضربات يتحقق فقط بعد التأكد من أن المواقع المستهدفة هي منشآت إرهابية موضحا أن المعطيات بهذا الشأن ترد عبر قنوات عدة وفي مقدمتها المركز المعلوماتي في بغداد وكذلك المخابرات الجوية والفضائية الروسية.

وأكد كوناشينكوف أن الضربات تطول مراكز الإدارة ومخازن المتفجرات والذخائر وورشات لصناعة أسلحة الإرهابيين الانتحاريين.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أمام منتدى فالداي أمس أن العمليات العسكرية الروسية التي بدأت في سورية في 30 أيلول الماضي تأتي من أجل إحلال السلام وتستهدف توجيه ضربات استباقية إلى الإرهابيين الأجانب قبل عودتهم إلى ديارهم مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الانتصار العسكري على الإرهابيين لن يحل جميع القضايا ولكنه سيهيئ الظروف لإطلاق عملية سياسية لحل الأزمة في سورية.

انظر ايضاً

بوشكوف: فرنسا تحاول لعب دور القوة الرائدة في أوروبا

موسكو-سانا أكد السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف أن فرنسا برئاسة إيمانويل ماكرون تحاول تمثيل دور القوة …