“في سورية مرابطون”.. مهرجان أدبي في مجمع دمر الثقافي

دمشق-سانا

أقام مجمع دمر الثقافي مهرجانا أدبيا بعنوان “في سورية مرابطون” شارك فيه عدد من الأدباء حيث اختلفت الأشكال الأدبية بين شعر وقصة وتباينت المعاني فغلب عليها حب الوطن والنزعة الإنسانية.

وألقى الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني قصيدة بعنوان “دمشق قبلتي” عبر فيها عن حبه الكبير للشام باعتبارها رمزا وطنيا ومكانا للجمال والبهاء مستخدما الموسيقا الهادئة عبر مجزوء موسيقي وروي ملائم لما انتقاه من موضوع فقال:

“وانساح عطر الموعد……فشع الف فرقد
جاءت كما احبها……قصيدة لم تولد
مرت مرور نسمة …في صيفنا المعربد
دمشق قبلتي بها ……اذا ضللت اهتدي”

بدورها أظهرت فاديا غيبور في قصيدتها المعاني الإنسانية الموشاة بالاستعارات والمد الحداثي الذي اتكأ على الرمز والدلالة لتغرق في بوحها عبر تفعيلات مقيدة باعتماد الفكرة والتخيل على حساب العاطفة دون ان تهمل المستوى الفني للنص فقالت في قصيدتها بين “نار ولهيبين”:

“كلما ماست على القلب قصيدة ….قال نبض القلب.. أهلا وتهادت الوان القوافي ….فتمادى وتجلى في عميق الروح ورد الشعر…..نسرينا وفلا”.

على حين قدم الشاعر نزار بني المرجة في قصيدته “كر..البلاء” رؤى انسانية ترفض الشر والقتل وتدعو إلى الحب والتعامل بأخلاق عالية باسلوب الومضة الشعرية التي جسد في معانيها إسقاطات التاريخ ومعانيه وكيف يجب ان نكون اوفياء لدين حقيقي بعيد عن التشويه كقوله:

“كر البلاء…والنائمون على وسائد حلمهم ….كانوا على وشك النهار…كر البلاء ما فر…لكن كل من راح وجاء ….صادف الموت في مشيته
بعدما صار مطلوبا ….وضوء الدم يا رب …لا لست من يضع المقاصل ….كي يموت الناس في طقس من الإيمان لا لست من يوصي بإحراق الخليقة”.040

وعبر قصته “ابانا” الذي في السماوات صور الاديب مالك صقور صمود الشعب في وجه الموءامرة وعرى كثيرا من المفاسد والعيوب كما جسد قيم الشهادة ومعانيها السامية حيث كان الحدث القصصي متصاعدا لتكون الحبكة مثيرة لمشاعر المتلقي وليكون النص حاملا رسالة وطنية وانسانية إلى الساحة الأدبية والاجتماعية.

ورأت الفنانة التشكيلية وفاء الحافظ أن عنوان المهرجان في غاية الأهمية واستطاع المشاركون أن يعطوه حقه ليؤدي معنى أدبيا يرقى إلى مستوى الوطن ويتحمل المسؤولية بحب وانتماء.

كما بينت الشاعرة آمال دنحاوي أن المستوى الفني للمشاركات ارتقى إلى مستوى المعنى الوطني الذي يريده المهرجان وكانت النصوص والقصص في كامل معانيها الوطنية والإنسانية وإن كانت مختلفة بين موزون ونثري.

وكانت النصوص الشعرية في أشكال مختلفة فاتكأ بكفلوني على الأصالة الشعرية والعاطفة ليصل إلى ما يصبو اليه أما بني المرجة فأراد أن يشتغل على التشكيل فالتقى مع بكفلوني في حب الوطن.

واختلفت غيبور عن الاثنين في الشكل التعبيري الذي استخدمته لأنها ارتكزت على الدلالة لتقدم نصا حديثا لكن القصة ذهبت إلى الأسس المكونة للقصة وجاءت بموضوع وطني وإنساني لتكون مشاركات المهرجان حول محور واحد.