الشريط الإخباري

في اليوم العالمي للمتطوعين..تفاعل شبابي أكبر ودعوات لنقل التطوع من مفهومه الخيري إلى التنموي

دمشق-سانا

يجسد العمل التطوعي قيمة سامية وسلوكا حضاريا في المجتمعات حيث يقدم فيه الأشخاص برغبة منهم جهدهم أو مالهم أو وقتهم للقيام بعمل يعود بالنفع العام وفي مجالات عديدة من مناحي الحياة وتحيي دول العالم تقديرا لهؤلاء الأشخاص في الخامس من كانون الأول من كل عام يوما عالميا للاحتفال بهم والتأكيد على قيمة أعمالهم ونشاطاتهم في تغيير العالم على نحو أفضل.

وخلال سنوات الأزمة وبالتوازي مع الحاجة الملحة له بات العمل التطوعي في سورية أكثر جدية وأوسع انتشارا وقدرة على مواكبة أي طارئء او تحد جديد وشهد تفاعلا أكبر معه من قبل الشباب الذين آمنوا بوطنهم واهمية دورهم في بنائه واعماره من جديد .

ويمنح العديد من الجمعيات الاهلية من ضمن أولوياته أهمية خاصة لنشر ثقافة التطوع في المجتمع وتعزيزها لدى الشباب والأجيال الناشئة كونها
تنمي روح التعاون والعمل المشترك وتقوي معاني الولاء للوطن وفقا لرأي مشرف نادي المتطوعين في المنطقة الجنوبية بالأمانة السورية للتنمية رامي الحمصي.

ويبين الحمصي أن النادي يضم أكثر من 300 متطوع بدمشق وريفها إذ يشكل العمل التطوعي فرصة لتنمية مهارات الشباب واستثمارها بالطريقة الأمثل بما ينعكس ايجابا على تكامل مجمل الجهود الحكومية والأهلية وبالتالي تحويل الطاقات الكامنة إلى عاملة ومنتجة.

ويرى نائب عميد كلية التربية بجامعة دمشق الدكتور كمال بلان ان العمل التطوعي يحقق بجميع أشكاله الذات الإنسانية للشخص المتطوع ويعزز ثقته بنفسه وإثبات ذاته بالمجتمع وضمان تقدير الاخرين له مؤكدا اهمية العمل التطوعي الانساني لجهة تعبئة الطاقات البشرية والمادية وتوجيهها وتحويلها إلى عمل جماعي يعود بالخير على المجتمع ككل ولا سيما أن العمل التطوعي ودوافعه ينحصر في البذل والعطاء دون إجبار أو انتظار الحصول على عائد مادي.

ويشير الدكتور بلان إلى اهمية التطوع في هذه الفترة التي تمر بها البلاد الأمر الذي يوجب على الجميع التعاون وبذل الجهد والوقت والمال وفي جميع المجالات من أجل إعادة اعمار ما خربته يد الارهاب فالحاجة الإنسانية المشتركة بين الناس تحتم عليهم أن تكون هناك علاقات مشتركة من شأنها تقديم أعمال وخدمات للمجموعة التي تعيش مع بعضها كل حسب إمكانياته وقدرته لتحقيق العلاقة المتكاملة بين أبناء المجتمع.

وتسهم الأعمال التي يقوم بها المتطوعون في تقديم خدمات كبيرة للمجتمع تكرسها جمعيات أهلية متخصصة سواء صحية أو اجتماعية أو بيئية أو ثقافية وفي هذا السياق تشير اقبال حامد من الجمعية السورية لتنظيم الأسرة إلى ضرورة الانتقال من مفهوم العمل الخيري التطوعي الى التنموي لتشكيل نقلة نوعية في حياة الاشخاص والمجتمع بحيث تكون رديفا حقيقيا للجهود الحكومية وتقوي أواصر العلاقات المجتمعية.

وتأتي أهمية التركيز على العمل التطوعي ودوره بالمجتمع من خلال تنشئة الأطفال بدءا من منازلهم ومدارسهم حسب ما أشارت إليه /حامد/التي أوضحت أن الجمعية سعت الى توسيع مفهوم التطوع بين شريحة الشباب لكونهم عماد الموارد البشرية المنتجة المتحمسة والأكثر قدرة على أداء العمل التطوعي ورفع مستواه ومتابعة الأنشطة التي تقوم بتنفيذها المؤسسات الأخرى.

إن العمل التطوعي والمبادرات المجتمعية تضيف قيمة إضافية للمجتمع وتجسد ظاهرة أخلاقية تعبر عن التفاني في خدمته والارتقاء به لتجاوز المشكلات التي يمر بها بشكل تشاركي ومنهجي وبالتالي تأصيل هذه القيمة الإنسانية لحياة سورية ومجدها.

وتحتفل دول العالم باليوم الدولي للمتطوعين في 5 كانون الاول من كل عام تقديرا لجهودهم وتفعيل نشاطهم في المنظمات غير الحكومية ووكالات منظمة الأمم المتحدة والجهات الحكومية والخاصة ودمج نشاطاتهم التطوعية في برامج التنمية.

وائل حويجة

انظر ايضاً

بمناسبة اليوم العالمي للمتطوعين.. 100 مبادرة وجمعية ومؤسسة تنفذ يوما تطوعيا في 4 محافظات-فيديو

دمشق-سانا تنفذ الأمانة السورية للتنمية اليوم مع أكثر من 100 جمعية ومبادرة وفرق تطوعية فى …