الباحث فايز سلهب:البحث الفكري اجتهاد عقلي مجرد من التأثر بالثقافات الموروثة والأهواء

دمشق -سانا

يعمل الأديب والباحث فايز سلهب في بحوثه ودراساته في مجال الأديان بما تحمل من رؤى إنسانية وجوهرها الأساسي في تحقيق العدل والمساواة بين البشر بصورة منهجية تعتمد الوثائق والأدلة كما يزاول كتابة القصة القصيرة بالاستناد على البناء الفني والمعماري بصفتهما أهم أساس في القصة.

والبحث بمنظور سلهب كما يبين في حديث خاص لسانا الثقافية اجتهاد عقلي مجرد عن التأثر بالثقافات الموروثة والأهواء يذهب إلى مسألة فكرية وغايته القصوى الغوص في بواطن الأشياء وحقائق الوثائق واستخراج أفضل ما يكون منها لخدمة الإنسان.

ويوءكد موءلف كتاب الرسالات السماوية ووحدة الدين أن الديانات السماوية ورسالات الأنبياء عبرت جميعها عن دين واحد شمل جانبين ديني يربط الفرد بالخالق من خلال الفرائض والواجبات والطقوس وجانب دنيوي يتضمن أحكاما عامة تنظم علاقة الفرد مع أسرته ومجتمعه وعلاقة المجتمعات والشعوب مع بعضها وفق أنظمة التعاون والمحبة والتسامح وتحقيق السلام الكوني.

ويبين سلهب أنه يحاول عبر بحوثه الكشف عن أن مصطلح الإسلام السياسي جاء على شكل بدعة ضالة وعقيدة فاسدة اعتمدت سياسة التجهيل وتعطيل العقل وخلق النعرات والبغضاء داعيا الى التمييز بين الإسلام السياسي والسياسة الإسلامية لأن الأخيرة تمتاز بأنها الطريقة الإسلامية في فهم مسائل الحياة ضمن منطوق الشريعة الإلهية.

وعن موقع البحث الفكري في الثقافة العربية حاليا قال تراجع البحث في الآونة الأخيرة بسبب عدم اعتماده على المنهج التطبيقي والاستدلال بدلالات دامغة تدل على دقة ما يذهب إليه الباحث وما يأتي به من أفكار
مطروحة ما جعل كثيرا من البحوث تدور في إطار المعلومة الكلامية العادية التي لا تتعدى السرد الحكائي أو الطرح الذاتي الذي يعبر عن وجهة نظر صاحبه ونادرا ما نجد بحثا استوفى شروطه ودخل إلى المكتبة العربية وهو مقنع بما يمتلك من معلومات.

وأشار سلهب إلى غنى المعلومات في المكتبة العربية التي تحتاج إلى قراءات بحثية تحولها إلى فائدة ومضامين توءدي دورا علميا وثقافيا إيجابيا يضاف إلى الفوائد البحثية الأخرى سواء كان على صعيد الأدب والنقد والسياسة أو حتى على صعيد ما طرح من أفكار دينية يلزمها كثير من التوضيح لتكون في دورها الإنساني الحقيقي حتى لا تبقى علومنا بمختلف أنواعها عرضة للشك والتشكيك بمصداقية وجودها.

وعن مزاوجته بين البحث وكتابة القصة ضمن مشروعه الفكري قال سلهب أحاول صناعة أدب قصصي يتواءم مع الفكر الذي أدعو إليه لذلك أركز في القصص التي أكتبها على القضايا الإنسانية والوطنية والاجتماعية منها بأسلوب جاد وبعضها بالساخر.

وعن الاختلاف الجوهري في كتابة القصة عن البحث الفكري اضاف القصة تختلف في أسسها عن البحث فهي تحتاج إلى حدث يرتكز على عاطفة ويلعب الإبداع والابتكار دورا فاعلا في ذلك ثم يستخدم الكاتب مهارته في تفعيل الحدث ليصل إلى حبكة وصراع وحركة في حياة الشخصيات ضمن البيئة التي يكونها الكاتب ثم يصل إلى نتيجة يرغبها تقدم شيئا إضافيا إلى عالم القص والإبداع موءثرا في النفوس المتلقية وتاركا في الذاكرة ما يحمله هذا الحدث من فرح أو وجع أو إشارات إلى تغيير ما في حياة الإنسان والمجتمع.

ويتابع سلهب موضحا يختلف البحث تماما عن القصة لأنه يحتاج إلى مادة ذات قيمة تاريخية ثابتة وموجودة يتطلع الباحث إلى إغنائها بتوضيحات إيحائية ودلالية وإشارات تجعل المتلقي أمام انبهار معنوي جديد يحمل في معانيه رسالة ثقافية ذات اتجاه جديد غير مطروق ويتضمن إبداعا وان اختلف في الطرائق والأسس فالجمع بين القصة والبحث هو إغناء لشخصية المثقف وتكوينها بشكل أكثر قدرة على الحضور في عالم الثقافة.

الباحث فايز علي سلهب عضو اتحاد الكتاب العرب في جمعية الدراسات والبحوث من مؤلفاته / الرسالات السماوية ووحدة الدين/ و/التكفير التكفير المضاد/ و/ إسلام بلا طوائف / من جزأين وفي القصة له مجموعتان هما / الدرب/ و/ حكايا وطن/ وله تحت الطبع /العقل في القرآن الكريم/ ويعمل حاليا في المحاماة بعد أن تقاعد من سلك القضاء.