الصحة العالمية واليونيسيف: انجاز مهم لسورية مع عامين دون تبليغ عن أي حالة شلل أطفال

دمشق-سانا

أكد بيان مشترك لمنظمتي الصحة العالمية واليونيسيف أن سورية أكملت عامين دون أن تبلغ عن أي حالة شلل اطفال جديدة رغم التحديات الكبيرة التي تؤثر سلبا في الخدمات الصحية بما فيها تلقيح الاطفال.

وأوضح البيان المشترك أن إيقاف شلل الأطفال الذي عاد للظهور في سورية عام 2013 تم من خلال تنفيذ حملات لقاح كبيرة ومتتالية في مختلف المناطق وصلت الى أكثر من مليونين و 900 ألف طفل دون سن الخامسة تم من خلالها تقديم جرعات متكررة من اللقاح الفموي ضد فيروس شلل الاطفال.

وفي هذا الصدد قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية إليزابيث هوف ان نجاح سورية في تجنب أي حالات جديدة من شلل الأطفال في العامين الأخيرين أمر يبعث على الاعجاب والسرور رغم استمرار الأزمة التي تعيشها البلاد وهذا يدل على تفاني العاملين في المجال الصحي في سورية موءكدة أهمية الاستمرار بتنظيم حملات تلقيح بهدف زيادة المناعة لدى الاطفال مع التركيز على المناطق الصعبة الوصول فضلا عن تعزيز أنظمة رصد الأمراض.

وذكرت هوف أن منظمة الصحة العالمية وفرت الدعم الفني اللازم لدعم 17جولة تلقيح ضد شلل الأطفال كما سعت بالتعاون مع وزارة الصحة الى تعزيز أنظمة الاستجابة الوطنية للتحذير المبكر من الأمراض في 995 موقعا في سورية.

من جانبها بينت ممثلة اليونيسيف في سورية هناء سنجر أن هذا الإنجاز مهم لسورية وان المنظمة تشيد بجهود العاملين في القطاع الصحي التي حققت هذا الانجاز ما يفترض دعم جهودهم ليتمكنوا من الوصول إلى كل طفل في سورية وخاصة في المناطق الصعبة الوصول مشيرة إلى أن اليونيسف وفرت منذ عام 2013 نحو 45 مليون جرعة لقاح ضد شلل الأطفال.

وفي تصريح لـ سانا وتعقيبا على البيان أكد وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أن الوزارة اعتمدت استراتيجية محكمة للتصدي لحالات شلل الاطفال في سورية منذ ظهوره فيها بعد أن ظلت خالية منه منذ عام 1995 واستنفرت كامل طاقاتها لتأمين فرق التلقيح واللقاحات وباقي المستلزمات الفنية واللوجستية لإنجاح الحملات المتتالية وتوفير كامل احتياجاتها.

وبين وزير الصحة أن حملات التلقيح الـ17 المتتالية تم تنفيذها عبر المراكز الصحية المنتشرة في المناطق ومراكز الإقامة المؤقتة بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسف وباقي الشركاء ولاسيما منظمة الهلال الأحمر العربي السوري التي كان لها الأثر الأكبر في وقف انتشار الوباء وقطع سراية الفيروس حيث لم يسجل منذ 21 كانون الثاني من عام 2014 وحتى اليوم أي إصابة جديدة بمرض شلل الأطفال.

واشار الوزير يازجي إلى أن الوزارة مستمرة في بذل أقصى الجهود للنهوض بقطاع الرعاية الصحية الأولية عامة وبرنامج التلقيح الوطني بشكل خاص وذلك من خلال تحسين نسب التغطية بجميع اللقاحات المدرجة ضمن البرنامج بما يكفل العودة به ليحتل موقع الصدارة مجددا في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية كما كان عليه الحال قبل الحرب التي تتعرض لها البلاد.

وذكر وزير الصحة أن نجاح حملات التلقيح المتتالية التي طبقتها وزارة الصحة أتى أيضا بفضل تعاون الأهالي للمشاركة فيها وإعطاء اللقاحات لأطفالهم عند كل حملة مجددا التأكيد أن اللقاح المستخدم في سورية هو من أفضل أنواع اللقاحات ومستورد من كبريات شركات انتاج اللقاح في العالم ويحقق أفضل معايير الجودة المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية ويعطى للأطفال مجانا من خلال كادر طبي موءهل يقوم بإيصال اللقاحات إلى كل طفل وفق شروط صارمة لنقل وحفظ اللقاحات.

كما نوه الوزير يازجي بدور وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية في التعريف بحملات التلقيح والترويج لها بهدف تحفيز الأهالي ولاسيما الأمهات وتشجيعهم على اصطحاب أطفالهم إلى المراكز الصحية وفرق التلقيح الجوالة لإعطائهم اللقاحات المقررة.

يذكر أن فيروس شلل الاطفال عاد للظهور في سورية في تشرين الأول من عام 2013 بعد 14 سنة غياب وتم اكتشاف أولى حالات الإصابة بهذا المرض في منطقة الميادين بمحافظة ديرالزور ثم سجلت حالات في حلب وادلب والحسكة وحماة.