«إسرائيل» إلى احتياطيّها الاستراتيجي-صحيفة تشرين

لا يشكّل الأمر خلافاً للتوقّعات، بل إنه يقدّم معطيات جديدة على سعي «إسرائيل» لمدّ أذرعها السرطانية إلى المنطقة كاملةً والسيطرة عليها، بعد أن استقطبت دول الخليج وعرابتهم السعودية، وجعلتهم تابعين لها، ومنفذين لمشيئتها على المستوى الذي تريده، والمحور الذي ترسمه، وبتنسيقٍ يحقق لها المزيد من الأهداف والأطماع.. انكشف جلياً في الحرب الإرهابية المسعورة على سورية، وقد شُكّل كل هؤلاء بزعامة «إسرائيل»، الرأس المدبّر للمؤامرة التاريخية الكبرى التي نشرت الخراب والفوضى والدمار في سورية والمنطقة عموماً.

أما ما تسعى إليه «إسرائيل» حالياً، من حيث التوجّه نحو القرن الإفريقي الجنوبي بدوله الست مبدئياً: زامبيا، الكاميرون، كينيا، راوندا، أثيوبيا، والجنوب السوداني الذي جعلته أرضاً مستثمرةً وتابعةً لها ولشركاتها، فإنه يؤكد مضيّها حثيثاً في سياسة مرسومة ومخططة وذات أبعاد معروفة في الأجندة الصهيونية العالمية، من ضمن خطوطها الاتجاه إلى دول إفريقيا واختراقها بذريعة «الحفاظ على أمنها وحمايتها من الإرهاب»، إضافة إلى إقامة المشروعات الاقتصادية والزراعية والمائية المحتملة ضمن جملة الأهداف نفسها الساعية إليها «إسرائيل» هناك.

ولعل زيارة بنيامين نتنياهو المقرّرة إلى تلك الدول والموصوفة بأنها الزيارة الأولى لرئيس وزراء إسرائيلي إلى إفريقيا منذ خمسين عاماً، تثير التحليل والتساؤل عن المغزى الكبير الذي يقف خلف هذه الزيارة في هذا الوقت تحديداً، ولاسيما بعد تسرّب معلومات عن سعي سعودي لشراء طائرات من دون طيار من «إسرائيل» عبر وسيط إفريقي وباسمه، بعدما أعلنت السعودية موهِمةً أنها تنوي بناء مصنع طائرات من دون طيار في هذه الدولة الوسيطة، بهدف التعتيم على صفقات شرائها – أي السعودية- طائرات من دون طيار «دورن» من «إسرائيل»، والمكشوف في الأمر أن هذه الطائرات التي تنوي السعودية شراءها من «إسرائيل» ستصدّر مفككةً إلى إفريقيا التي ستشحنها بدورها إلى السعودية لتركّب كاملةً هناك.

أما مكان الأسئلة هنا فربما يكون على الشكل الآتي من مغزى توجّه «إسرائيل» إلى إفريقيا: فهل هو يدخل في حيز ما تدّعيه «إسرائيل» عن وجود برود غربي تجاهها؟ أم هو إخفاق مشروع التقسيم الصهيو- أميركي- العربي في سورية والمنطقة واندحاره أمام محور المقاومة والحلفاء الصادقين؟ أم هو تعاظم لدور ونفوذ تبحث عنه «إسرائيل» بعدما رأت الانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري على مشروع الإرهاب الذي أعدّته وكانت محوره الكبير؟ أم هو محاولة توسيع انتشار، والبحث عن بدائل إضافية، من دفاترها السابقة، مع ما توافر لها، بعدما ملكت أيمانها القرار العربي، فصار لزاماً عليها البحث عن إعادة خط الحلفاء الجدد بأساليب وأقنعة جديدة للسيطرة على كامل أصقاع المنطقة الذهبية في إفريقيا؟ وبخاصة بعد انكشاف معلومات إضافية عن إجراء تجارب الأدوية الإسرائيلية على أطفال الجنوب التونسي الذي بات النفوذ الإسرائيلي يتغلغل فيه، ويكاد يضع اليد عليه كاملاً.

يبدو أن تعدّد الصفقات بين الخليج العربي الذي ملكت «إسرائيل» قراره وإفريقيا الساعية إليها بكل قوتها ودبلوماسيتها، وبما تمثّل الزيارة المرتقبة لنتنياهو التي اختارها متزامنةً مع الذكرى الأربعين لعملية «عنتيبي» التي قتل فيها شقيقه الأكبر «يوفتان نتنياهو»، يحمل العديد من الدلالات المتعاظمة في الدور والأهداف القادمة التي تعول على ضرورة امتداد النفوذ والسيطرة بعد الانتكاسات التي منيَّ بها محور الخنوع العربي تحت المظلّة الإسرائيلية، بما حققه الجيش العربي السوري من إنجازات عسكرية بحكمة قيادته، وصمود شعبه، وبما أظهر من عزيمة مقاوِمة كسرت حلف التكفير الوهابي الإرهابي، العمود الفقري لحرب القرن الإرهابية على سورية وحلفائها بخطّهم المقاوم… وجاءت النتيجة الصادمة التي شكلت صفعةً لحلف التكفير الوهابي- الصهيوني- الغربي، ولتقلب كل الموازين والتوقّعات، وتضع السيناريوهات المعاكسة، والأمثولة في الصمود، ما جعل هذا المحور الإرهابي ينكسر وينفرط عقده، وجعل زعيمته «إسرائيل» تسعى لتمدَّ يدها إلى احتياطيّها الاستراتيجي في إفريقيا، لعلها تستر انكشاف المخططات الشيطانية التي كانت قد أعدّتها لسورية.. تلك المخططات التي تعدّ «إسرائيل» المستفيد الأول والأخير منها!!.

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency