الشريط الإخباري

العرس الشعبي الفلكلوري أحد أبرز الفعاليات التي استقطبت الناس بمهرجان ليالي وادينا

ريف حمص-سانا

لقي العرس الشعبي الفلكلوري الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان ليالي وادينا إقبالا واسعا من أهالي قرى وادي النضارى والضيوف والمتابعين الذين حرصوا على مشاهدة هذه الفعالية التي تعمل على أحياء التراث القديم والعادات الشعبية.

ولا يزال أهل بعض قرى وادي النضارى يحرصون على توارث عادات العرس الشعبي القديم من جيل لجيل وفاء لتراث الاجداد والتي عادت بقوة الى ذاكرة الناس من خلال احيائها في مهرجان ليالي وادينا فتعرف الجميع على تفاصيل العرس واستحضروا التاريخ القديم وتنفسوا عبقه من خلال الدبكة والاهازيج الشعبية وصوت الطبل والمزمار وغيرها.

ويقول السيد أبو ميشيل وهو من أهالي قرية مشتى عازر.. إن مهرجان ليالي وادينا أعاد للذاكرة تفاصيل العرس الشعبي قديما والتي لا تزال أغلبها تمارس حتى يومنا هذا في الأعراس اما البعض الآخر فإما انتهت أو تطورت تماشيا مع العصر.

ويتابع أبو ميشيل أنه على سبيل المثال مرافقة العريس إلى الحمام والحلاق قبل العرس وغناء الأغاني التراثية القديمة للعريس اندثرت لفترة ثم أعاد الشباب احياءها من جديد منذ سنوات كونها إحدى التفاصيل التي تزرع الفرح وتستقطب المقربين من العريس لمشاركته فرحته الكبرى.

وأضاف “أن حنة العروس ايضا اتخذت منحى جديدا فأصبح أهل العروسين يخصصون لها يوما كاملا للفرح واقامة الاحتفالات فتقوم أكبر السيدات في السن من اهل العريس بصنع عجينة الحنة وتزيننها بالورود ومن ثم تؤخذ الى بيت العروس أو مكان إقامة الحفل بعراضة كبيرة حيث تقوم الفتيات بالتناوب على حمل الحنة والرقص بها حتى يصلون إلى بيت العروس فترقص هي وصديقاتها ومن ثم يقوم أكبر شخص بالسن من طرف العريس بطلاء الاصبع الصغير فقط من يد العروسين بالحناء وليس اليدين كما كان متعارفا في السابق ويتم لفهما بمحارم ورقية وقطعة نقدية تكون بمثابة نقوط هدية من قبله للعروسين وفي بعض الاحيان يتم لف أصبع العروس أيضا بسلسة ذهبية وترتبط هذه العادة بامكانيات العريس.

أما في يوم العرس فلا يزال العديد من أهالي الوادي يقومون بأعداد وجبة الغداء قبل العرس ودعوة المقربين والناس إليه وتكون الوليمة الأساسية اكلة الهريسة وهي مصنوعة من القمح والدجاج وتطبخ بالحلل الكبيرة حتى يأكل الجميع ويوزع أهل العريس سكبة على الجيران والاقارب الذين لم يتمكنوا من المجيء إضافة إلى أكلة المحاشي كما يقول أبو ميشيل.

ويتابع “في القديم عندما يحين موعد العرس كان الناس يذهبون إلى الكنيسة أما سيرا على الاقدام خلف العروسين اذا كانا من نفس الضيعة أو ركوبا على الخيل ومن ثم في السيارات ولا يزال بعض الناس يحبون فكرة ركوب الخيل للعروسين وسير الناس خلفهما أما الأغلب فقد استعاض عن تلك العادات بالسيارات على انواعها القديمة او الحديثة”.

ومن أبرز معالم العرس الشعبي القديم كما يذكر أبو ميشيل قرع الطبل الذي لايزال حاضرا بقوة في جميع الأعراس وقرع الطبل في بيت العريس أو العروس هو بمثابة اعلان للتجمع والتهيؤ ايذانا ببدء الاحتفال الذي قد يمتد حتى ساعات الفجر الأولى.

ويشير أبو ميشيل إلى أنه قديما كانت تتم دعوة الناس إلى العرس شفهيا أما اليوم فعبر بطاقات يتباهى الناس بأشكالها وألوانها ولا تزال قلة قليلة من الناس لا تؤمن بهذه المظاهر وتلجأ إلى دعوة الناس المقربين عبر إرسال شخصين من طرف العروسين لدعوة الناس وإرسال البطاقات فقط إلى الناس البعيدين.

ويرى أبو ميشيل أن العودة إلى التراث وإحياء العادات القديمة البسيطة يزرع الفرح في النفوس أكثر لانها تحوي البساطة والمحبة بعيدا عن التكلف ولولا الماضي لما كان الحاضر ولا المستقبل لذلك من واجب أي سوري أن يورث عادات وتقاليد آبائه واجداده ليبقى تاريخ سورية الذي هو بمثابة الكنز الثمين متألقا عبر السنين.

مي عثمان