الشريط الإخباري

أكثر من نصف سكانها من المغتربين.. نجران إحدى أقدم القرى بمنطقة اللجاة

السويداء-سانا

تعد قرية نجران الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة السويداء بحوالي 20 كيلومترا من أقدم القرى المسكونة في منطقة اللجاة الصخرية حيث تقع فوق صبة بازلتية تنتشر حولها فسحات ترابية خصبة صالحة للزراعة إلى جانب نبع ماء غزير يفيض في السنوات المطيرة.

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين إلى أن نجران غنية بالآثار التي تروي قصة حضارات غابرة مرت على هذه المنطقة وتركت أوابد أثرية هامة من العصور النبطية والرومانية والغسانية حيث تضم آثارا نبطية من أبرزها كتابات صفائية نبطية موجودة في الكثير من بيوتها القديمة والتي أشار إليها القنصل البروسي فيتزشتاين عام 1875 م إذ كان الصفائيون وهم من اللخميين الذين عاشوا في الفترتين اليونانية والرومانية يكتبون بحروف نبطية متأخرة زينوا بها معظم بيوتهم وقبورهم وأماكن عباداتهم والتي يمكن أن نلحظها بوضوح على بعض الآثار في بلدة نجران.

ويقول زين الدين.. إن نجران فيها العديد من الآثار الرومانية القديمة من بينها دار رومانية تسمى دار مقري الوحش وتحوي الكثير من الغرف والدهاليز تحت الأرض والتي يقال أنها تبلغ 360 غرفة ويوجد أسفلها ما يسمى المشنقة التي لها درج دائري نازل بالإضافة إلى قوس حجري في أحد الغرف الظاهرة للعيان ويصل قطر دائرته إلى تسعة أمتار ويعتقد أنه أكبر قوس حجري في منطقة حوران وكذلك ما يسمى بدار الريس الأثرية وعددا من الأقنية الرومانية المستخدمة للري والاستفادة من مياه الأمطار إلى جانب موقع دير الأسمر الذي يقع بين قرية نجران ومزرعة أم العلق المجاورة.

ويلفت رئيس دائرة آثار السويداء إلى أن القرية تحتوي على آثار تعود للعصر الغساني حيث سكنها الغساسنة في العصور السالفة وكانت تتبع آنذاك إلى بصرى ومئذنتها المبنية على دير شاهدة على ذلك وقد تهدم قسم منها بسبب قصفها بالمدفعية من قبل المستعمر الفرنسي أثناء احتلاله للمنطقة كما يقال إن جرجس الغساني سكنها أيضا بالإضافة لذلك يوجد في نجران كنيسة مار جريس الخضر حيث كانت مركزا دينيا مسيحيا هاما في ذلك الوقت مبينا أن أهم ما يميز نجران طبيعيا هو ما يسمى المكن وهو عبارة عن حفرة طبيعية ضخمة تحوي المغر ونبع مياه دائمة.

وفيما يخص تسمية نجران فتشير احد المصادر التاريخية المتوفرة إلى أنها كانت تسمى جران الذهب لكثرة الأجران الحجرية الموجودة فيها فيما تنسب مصادر أخرى التسمية إلى حاكم روماني كان اسمه ران وقد نجا من محاولة قتل فقيل وقتها نجا ران وما يعزز هذه الرواية وجود بيت روماني كبير في القرية قيل أنه مقر الحكم آنذاك.

وتشتهر نجران بأن أكثر من نصف عدد سكانها البالغ حوالي سبعة آلاف نسمة هم من المغتربين خاصة في دول أمريكا اللاتينية وعلى وجه الخصوص فنزويلا حيث ساهم هؤلاء المغتربون في النهضة العمرانية وتحسين الوضع الاقتصادي في القرية فيما يعمل القسم الآخر من أهالي نجران بالزراعات التقليدية المعتادة من زراعة القمح والشعير والحمص والعدس إلى جانب زراعة الأشجار المثمرة وفي مقدمتها الزيتون وكذلك تربية الثروة الحيوانية.

يشار إلى أنه يتبع لقرية نجران مزرعة تسمى أم العلق وهي تبعد عنها حوالي 5ر3 كم شرقا حيث توءلف الأبنية القديمة المبنية بالحجر البازلتي نواة هذه المزرعة.

سهيل حاطوم