الإرهاب المحشور.. والنهايات المحسومة-صحيفة تشرين

في الوقت الذي يغيّر فيه «السلطان» العثماني المريض أردوغان، ما تحت لسانه من تصريحات استفاقت عليها المناقشات الصباحية للصحف، عندما أعلن عن ماهية طبيعة الإرهاب الذي سيقوم عاجلاً أم آجلاً بلدغ اليد التي امتدت له بالرعاية.. فإنه يقدم دليلاً إضافياً على ما ينتابه من قلق حالياً، في ظلّ المتغيّرات الدولية، وضربات الميدان السوري الموجعة الذي شلّت فيه قبضة أردوغان بفعل الانتصارات العسكرية للجيش العربي السوري وحلفائه، وإن كان أردوغان مازال يقاوم التيار، ويسبح على عكسه في مسير ريح إرهابي، بات ينذر بالهبوب عليه دفعةً واحدةً.

فكيف سيستقيم الأمر، وهو الذي موّل الإرهاب، ودعمه، ودرّبه، ومرّر عناصره ومرتزقته، وسانده مساندةً قوية خطوةً خطوةً، بالسلاح والعتاد الحربي، واستقبله مرحِّباً على أراضيه، ووفّر له التغطية والحماية، مع الأدوات الأمريكية؟! فهل يا ترى أراد القول إنه ومن بعد استقالة مهندس سياسته الثعلب أوغلو، لابدّ له من أن ينحو باتجاه آخر، على نحو يحمله على تغيير بعض من سيناريو سياسته، حتى ولو كان ذلك مرهوناً بالاستعانة اللفظية بحركة التصاريح والألفاظ، على شاكلة إن من يزوّد الإرهابيين بالسلاح سيرتد عليه.. مع أنها محاولة مفضوحة ومكشوفة، فتورّطه في الحرب الإرهابية على سورية مثبت وواضح وضوح الشمس، وكذلك التخطيط لها، وانخراطه الكامل في مشروع التقسيم الذي تنبئ كل خطوة من خطواته «بفلسفة» الرجل المريض فيما يخص المنطقة وسورية، وأحلامه العثمانية فيها.

فيما يبدو، أن الرجل المريض المنافق للتعمية فقط، جنّ وفقد عقله، وبخاصة بعدما صار موضوعاً للتندّر والسخرية في المسابقات الشعرية التي كان آخرها ما جرى في بريطانيا، إذ فاز عمدة لندن الأسبق بقصيدة تهكمية على أردوغان، عرّاه فيها بما استحق من أوصافٍ، على نحوٍ يتحدى فيه منظمو هذه المسابقة أن يجرؤ «صاحب العصمة العثمانية» على التعرّض له ولغيره، كما يتعرّض للصحفيين والأدباء والكتّاب والشعراء داخل تركيا وخارجها، في إشارة لتعرّض شاعر ساخر سابقاً إلى الأذية والمساءلة من دولته كرمى عيون «السلطان».

الموضوع برمته، قد لا يكون مكانه هنا في هذا الحديث، إلا بمقدار ما فيه من تباينات صارت تحسب في سباق المرشحين الأمريكيين إلى كرسي البيت الأبيض، وفي الوقت الذي يعوّل فيه أردوغان على اهتزاز الأرض التي جعل مرتزقته الإرهابيين يعيثون فيها سرقةً ونهباً وتدميراً وقتلاً في سورية، تحت إمرة اللوبي الصهيوني، وأمريكا، والأدوات التابعة لهما.. وإنما بالارتدادات القادمة المحتملة… فما هو بفاعل إذاً؟ وهل يتخلّى الذئب عن واديه؟!

الإجابة عن السؤال، على سذاجة طرحه، تقول باستحالة مسح شفاه الذئب من الدماء التي سفكتها يداه على الأرض السورية، وما يدلي به بشفاه مرتجفة ما هو إلا بعض من أحمر شفاه فرضه حديث الميدان السوري الذي وضع أصحاب المشروعات الاستعمارية في خانة «اليكّ»، بعد الصمود المذهل الذي أبدته الدولة السورية، والحنكة السياسية التي تدير بها الأمور، إن كان سياسياً، في محادثات جنيف، أو عسكرياً في ميدان مكافحة الإرهاب.

إذاً، القادم آتٍ، وستحدده معارك الميدان السوري الذي يشتعل بانتصارات متلاحقة تؤكد على اقتلاع الإرهاب من جذوره، وقطع كل الأيدي التي امتدت له بالدعم والتسليح والتمويل.. على الرغم من كل ما قيل ويقال عن مناورات عسكرية في تركيا، أبطالها الغرب وأدواته الذين لم يتوقفوا لحظةً عن دعم الإرهاب.

ومن هنا، فإن الإرهاب المحشور بين سندان صمود الجيش العربي السوري وبسالته، ومطرقة قدرة الشعب السوري وقيادته الحكيمة على صنع الانتصار وتعاون الحلفاء، سيلدغ داعمه، سواء طال الوقت أم قصر.. والنهاية محسومة، تؤكدها البراهين الماثلة على الأرض.

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency