الشريط الإخباري

خمسون يوما من العدوان الصهيوني على غزة والاحتلال يصعد مجازره دون أن يحرك العالم ساكنا

غزة-سانا

دخل العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة أمس يومه الخمسين وسط تصعيد لمجازره وانتهاكاته لحقوق الإنسان بحق الأطفال والنساء والشيوخ الغزاويين العزل دون أن يحرك العالم ساكنا لوقف هذه الجرائم الارهابية ويكتفي بمشاهدة اجساد الاطفال والنساء تتحول الى أشلاء.

وفي اخر الاحصائيات التي وثقتها المنظمات الحقوقية لحصيلة العدوان الاسرائيلي بعد خمسين يوما من بدئه في الثامن من تموز الماضي تشير الأرقام والمعطيات إلى استشهاد 2134 فلسطينيا بينهم 577 طفلا و261 امرأة و101 مسن بينما بلغ عدد الجرحى أكثر من 11 ألف جريح بينهم ثلاثة الاف طفل تظهر الإحصائيات أن ثلثهم سيعانون من إعاقة دائمة.

وحسب الأرقام فإن 16 صحفيا استشهدوا خلال تغطيتهم للعدوان الاسرائيلي المستمر على القطاع كما استشهد 23 من أفراد الطواقم الطبية العاملة في القطاع إضافة إلى 11 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/ التابعة للأمم المتحدة.

وفيما يخص الخسائر التي ألحقت بالممتلكات والمنشات العامة والخاصة تشير الاحصائيات إلى أن حصيلة المنازل المهدمة وصلت إلى 16002 منزل منها 2358 منزلا دمرت بشكل كلي و13644 منزلا دمرت بشكل جزئي إضافة إلى عشرات الالاف من المنازل التي ألحقت بها أضرار بينما عدد المساجد المستهدفة بالقصف الهمجي الاسرائيلي فبلغ 169 مسجدا دمر 61 منها بشكل كلي.

وفي دليل على همجية كيان الاحتلال وجرائمه واستهدافه لحياة الغزيين قدرت تقارير المنظمات الحقوقية الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بقطاع غزة بنحو 3 مليارات و460 مليون دولار نتيجة استهداف 324 مصلحة تجارية وصناعية وقصف المنازل ومحطات المياه ومعالجة المياه العادمة والمقار الحكومية والمدارس وقوارب الصيادين ومحطات ومحولات الكهرباء والمراكز الصحية والطرق وخطوط المياه والكهرباء والأراضي الزراعية والموءسسات الأهلية والمساجد والكنائس والقبور.

ويعزو المراقبون هذا التصعيد للعنف الهمجي الاسرائيلي الى حالة الهلع والرعب التي يعيشها الكيان الاسرائيلي بفعل الصمود الأسطوري الذي أبداه الفلسطينيون وفصائلهم المقاومة في وجه هذا العدوان الغاشم حيث حافظت المقاومة الفلسطينية على وتيرة ردها على العدوان الاسرائيلي عبر تواصل إطلاق الصواريخ والقذائف ضد المستوطنات والتجمعات الاحتلالية على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لتطول مواقع وتجمعات في عمق الكيان الغاصب وتصيب مستوطنيه بالصدمة والخوف.

واعتبرت العديد من وسائل الاعلام الاسرائيلية أن صواريخ المقاومة باتت تهدد كل أنحاء كيان الاحتلال لتصل الأمور إلى مرحلة قضى فيها نحو خمسة ملايين مستوطن إسرائيلي لياليهم في الملاجئء وخارج المناطق المأهولة فضلا عن الشلل الذي أصاب مستوطنات بأكملها وخاصة عسقلان التي تعتبر أحد أهم المراكز الصناعية في الكيان.

وليس بعيدا عن عمليات إطلاق الصواريخ نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية بطولية مثل التصدي لمحاولات التوغل البرية التي قامت بها قوات الاحتلال في قطاع غزة ما وجه ضربة موجعة لكل الخطط التي وضعها جنرالات الاحتلال وقادته في تحطيم بنية المقاومة وهيكليتها حيث تمكن المقاومون من إحباط جميع هذه المحاولات وتكبيد قوات الاحتلال خسائر كبيرة في العدد والعتاد.

وأدت المفاجات التي حققتها المقاومة الفلسطينية الى المزيد من الخلخلة في تفكير وتصورات مسوءولي كيان الاحتلال ومستوطنيه ما دفع عددا منهم إلى إطلاق حملات للدعوة إلى محاسبة حكومة بنيامين نتنياهو ووزارة حربه على “الورطة الكبرى” التي أوقعوا بها الكيان الغاصب ومستوطنيه.

بدوره اعترف المسؤول العسكري الصهيوني السابق موشيه ارش في مقابلة نشرتها صحيفة /هاارتس/ اليوم باستحالة تحقيق اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بضرب فصائل المقاومة الفلسطينية من خلال المزيد من الغارات داعيا متزعمي كيانه الى عدم الانجرار وراء حرب استنزاف في غزة طويلة الاجل.

كما طالب ارش كيانه بالاستجابة لعدد من مطالب المقاومة الفلسطينية لوقف هذه الحرب ومنع الدخول بحرب استنزاف طويلة.

وتعترف وسائل الاعلام الاسرائيلي بأن قذائف وصواريخ المقاومة الفلسطينية التي سقطت على مواقع مختلفة من كيان الاحتلال والتي قدرت عددها ب4382 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون نجحت في جعل مستوطني التجمعات والمستعمرات الصهيونية يهربون مرتعدين من مستوطناتهم الواقعة حول قطاع غزة او ما يعرف باسم “غلاف غزة” وأحدثت حالة هلع وعدم يقين وشكوكا بادعاءات مسؤولي كيانهم.

وتحت عنوان “عشنا حالة ارباك حقيقية غير مسبوقة” يقر الكاتب بأحد أعمدة صحيفة /يديعوت احرونوت/ الصهيونية والمدعو غيورا ايلند بأن الحالة التي وقع فيها كيانه في حربه على غزة لا يمكن وصفها الا بالارتباك معتبرا ان حالة الارتباك تعود الى تقديرات مغلوطة للمسوءولين الصهاينة والخطأ بتقدير الوضع في غزة وبالتسرع في الحكم بامكانية تحقيق انتصار سريع لـ/اسرائيل/ من خلال هذا العدوان.

وفي المقابل ومع استمرار العدوان تتواصل الجهود للتوصل إلى تهدئة جديدة طويلة الأمد في القطاع بعد أن أفشل الاحتلال كل محاولات التهدئة السابقة بسبب تعنته ورفضه للشروط التي وضعتها فصائل المقاومة الفلسطينية.

كل هذه المعطيات تشير إلى أن الاحتلال الاسرائيلي سيستمر في عدوانه على قطاع غزة بحثا عن انتصار موهوم يعيد لزعمائه بعضا من ماء الوجه الذي فقدوه بينما المقاومة الفلسطينية تزداد إصرارا على مواجهة العدوان والتمسك بمطالبها المحقة لوقفه.

انظر ايضاً

شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة

القدس المحتلة-سانا استشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون اليوم جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم …