أكاديمية إعداد القادة تفتح أبوابها من جديد

اللاذقية-سانا

مجموعة من القيم والايجابيات تهتم أكاديمية “إعداد القادة” بترسيخها بشكل أعمق في نفوس الأطفال الذين نجحوا في الوصول إلى المستوى الثاني منها بعد أن اجتاز الأكاديميون الصغار بنجاح المرحلة الأولى وقدموا عرضا متميزا على مسرح دار الأسد للثقافة بداية شهر حزيران الماضي حمل خلاصة ما تعلموه ضمن الأكاديمية على مدى ستة أشهر.
وفي الوقت ذاته تستقبل الأكاديمية مجموعة جديدة من الأطفال الجدد في المستوى الأول اعتبارا من سن السادسة للاستفادة من أنشطتها التي تعتمد على أدوات علمية تركز على العصف الذهني والرسم والألعاب والأحاجي إضافة إلى المسرح التفاعلي والسرد القصصي.
وأوضحت ريم خضور مسؤولة الأكاديمية في حديث لنشرة سانا الشبابية أن المستوى الثاني سيشمل نفس المجموعة التي خاضت المستوى الأول وسيعتمد على الأسس التي تم العمل عليها في تلك المرحلة كبرنامج القيم والباحث الصغير لافتة إلى أن برنامج الأكاديمية يقوم على متابعة الأطفال حتى بلوغهم سن الثامنة
عشرة ليكونوا قادرين على انتقاء الخيارات المناسبة لهم في الحياة والدخول لسوق العمل بثقة ومسؤولية.
وتقول مسؤولة الأكاديمية “اجتمعنا مع أهالي الأطفال قبل إطلاق الموسم الجديد للأكاديمية لمناقشة ملاحظاتهم والتغيرات التي لمسوها بسلوكيات أطفالهم بعد اجتياز المرحلة الأولى ليكون الفريق العامل محيطا بشكل كامل بنتائج ما تم العمل لأجله وناقشنا تأثير القيم التي ركزنا عليها كقيمة تحمل المسؤولية والصبر والتعاون وغيرها من القيم التي سنعمل على تثبيتها بشكل أكبر ضمن هذا المستوى لتنعكس بشكل إيجابي على سلوكهم وتعاملهم مع محيطهم”.
أما بالنسبة لموضوع البحث العلمي في هذا المستوى تتابع خضور “سنعمل على مساعدة كل شخص منهم لتأسيس بحث علمي خاص به بعيدا عن البحث العلمي الجماعي الذي نفذوه معا في المستوى الأول بحيث نترك لهم حرية اختيار المواضيع التي يرغبون إجراء ابحاث حولها”.
ويغطي كل مستوى في الأكاديمية فئة عمرية معينة تشمل سنتين متتاليتين ويستمر المستوى الثاني على مدى ستة أشهر بحيث تقسم المدة إلى قسمين تبدأ بثلاثة أشهر تليها عطلة لمدة شهر ليصار بعدها إلى إكمال الجزء الثاني وسيتم العمل على مجموعة أخرى من القيم كالمواطنة والصدق والانجاز بالإضافة إلى تعميق انتمائهم للمكان الذي سيحتضنهم طوال هذه الفترة في رحاب مركز العروبة للأنشطة الثقافية يومي الجمعة والسبت لمختلف المستويات.
وتشير خضور إلى أن تلك المدة ستكون كافية لتعزيز القيم المذكورة ليكون الطفل جاهزا للمستوى الثالث.
وتقول مسؤولة الأكاديمية “عندما بدأنا بالتعامل مع اليافعين ووجدنا أنهم غير جاهزين للحياة وخوض غمارها بشكل جيد لأنهم يعانون مشاكل نفسية وتعليمية ودراسية وعدم امتلاكهم لمهارات الحياة المختلفة ما يخلق فجوة بينهم وبين محيطهم لذلك يعتمد برنامجنا على فكرة متابعتهم من سن السادسة حتى وصولهم لسن الثامنة عشرة لمساعدتهم على تجاوز هذه المشاكل ليكونوا جاهزين للحياة وسنحاول أن نكون أكثر دقة في التعامل مع الشرائح العمرية المختلفة مراعين الفروق الفردية وتشابه الذكاءات المتعددة بحيث ننوع قدر الإمكان ليستفيد الأطفال من بعضهم البعض”.
وتعتمد الأكاديمية في عملها وفق خضور على آليات للتعامل جزء منها مستوحى من تجارب عالمية وجزء منها صمم خصيصا للأكاديمية التي تعتمد على حقيبة تدريبية ترتكز على قيم تدرس باليابان لكننا أخذنا منها ما يلائم مجتمعنا واستخدامنا خلال هذا المستوى نفس الأدوات التي اعتمدناها مسبقا لكن سنضيف عليها فلسفة الأطفال ليعبروا عما بداخلهم إضافة إلى رحلات استكشافية تخدم محور البحث العلمي.
ولفتت خضور إلى أن الأطفال سيقسمون إلى فرق ستقوم بتحمل مسؤولياتها بنفسها كإعداد وجبات الطعام والتزامهم بالفترات والاستراحة بحيث يجري تقييم لتحسين أداء كل فريق.
من جهتها قالت ميس اسماعيل مدربة في الأكاديمية “إنها تحمست بشكل كبير لتكون واحدة من الأعضاء العاملين في صفوف الأكاديمية ولاسيما أنها ستقوم بتوظيف خلفيتها العلمية كخريجة تربية على ارض الواقع لتنفيذ إسقاطات عملية للنظريات التي تعلمتها في كليتها”.
وتتابع “يتكون فريقنا من أربعة مدربين وخمسة أفراد مسؤولين عن الأمور اللوجستية ونعتبر من المحظوظين كوننا حصلنا على فرصة التدريب ضمن الأكاديمية فجميعنا متطوعون نمتلك المعايير التي تبحث عنها والتي تتلخص بالتركيز على روح الإنسان والتعاطي الصادق مع الأطفال”.
وتشير ميس إلى أن هذا المستوى سيعمل على توزيع الأطفال ضمن فرق جديدة بحيث يبتعدون عن التشبث ببعضهم كأفراد ويتعلمون معنى روح الجماعة والتعاون مع الغير بشكل أقوى كما سينتبه المدربون إلى الفروقات الفردية بينهم لتلافي التأثيرات السلبية التي يمكن أن يتركها تفوق طفل على آخر لكن في هذا المستوى يمكن أن نقول ان التحديات انخفضت بشكل ملحوظ ولا سيما أن الأطفال اعتادوا على أسلوب الأكاديمية وخرجوا من النمط المدرسي في تلقي المعلومات ليبحثوا عنها بأنفسهم ولاسيما بعد إدخالهم في جو تدريبي يعتمد على الخيال لإمتاعهم وكسر الجمود ويراعي في الوقت نفسه التفاصيل السمعية والبصرية والحسية التي تشكل الأنظمة التمثيلية لكل طفل.
وكان لذوي الأطفال رأي إيجابي بما حققه أطفالهم بعد انضمامهم للأكاديمية على المستويين العلمي والسلوكي حيث أكدت نسرين محمد والدة علي ونايا غانم أن أطفالها باتوا أكثر قدرة على تحمل المسؤولية وتعلموا الصبر وتنظيم واحترام الوقت وأصبح لديهم هدف يسعون اليه بغض النظر عن حجمه كما أن موضوع البحث العلمي إعطاهم الدافع للتعلق بالمطالعة كوسيلة لتحقيق بحث ناجح ومتميز كما لاحظت ان فكرة بطاقات الاعتذار التي يخطها الأولاد لمن هم أكبر منهم سنا في حال قاموا بأي خطأ تعتبر لفتة جميلة جعلتهم مميزين في التعامل.
أما ميسون محمد والدة رنيم وحسين عبود فأكدت بدورها أن الأهل يجب أن يأخذوا دورا مكملا لدور الأكاديمية عن طريق متابعة الأطفال في المنزل.
وتضيف “يبرز ما يكتسبه الأطفال بشكل جلي أثناء التصرف في مواقف معينة تعترضهم ولعل أكثر ما نعانيه كأهل هو موضوع رفضهم لقرار نتخذه يقضي بمنعهم من القيام بعمل معين أو معاقبتهم على تصرف ما وهنا يأتي دور الأكاديمية في توعية الطفل لاستيعاب قرارات الأهل وتقبلها دون أن تترك أثرا نفسيا لديهم”.
ياسمين كروم

انظر ايضاً

7 شهداء على الأقل جراء قصف الاحتلال أحياء عدة بمدينة غزة

القدس المحتلة-سانا استشهد 7 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون مساء اليوم جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي …