انطلاق مشروع سوري اغترابي للأطفال واليافعين في طرطوس

طرطوس-سانا

انطلق في محافظة طرطوس مؤخرا مشروع دعم العائلات الوافدة وخاصة الأطفال واليافعين نفسيا واجتماعيا بخبرات اغترابية سورية وبمشاركة فريق الدعم النفسي الاجتماعي في المحافظة.

وفي حديث لنشرة ساناالشبابية اكدت المغتربة السورية الدكتورة / مهى حماض/ اختصاصية بعلم النفس عند الاطفال واليافعين ان عودتها الى وطنها خلال الفترة الحالية هدفها تنفيذ مشروع أولي لتدريب وتعزيز إمكانيات المشرفين على الاطفال واليافعين المتضررين نفسيا ومعنويا من الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية.

وترى حماض أن هناك مستلزمات عمل يجب القيام بها لبناء أجيال صاعدة منها العمل على قواعد حياة الاطفال وشبكتهم العائلية والاجتماعية والنفسية مشيرة الى ان فريق الدعم النفسي لا الاجتماعي يولي اهتماما خاصا بالأطفال واليافعين الذين فقدوا ذويهم ورفاقهم وحتى اقرب الناس الى قلوبهم ومن هنا يأتي دور الجهات المعنية والجمعيات والمنظمات الأهلية والإنسانية للانطلاق بمشاريع مجتمعية لإعادة الاطفال لحياتهم الطبيعية ودعمهم ماديا ومعنويا.

ولفتت /حماض/ الى ان فرق الدعم يجب ان تعتمد الوصول الى أعماق الاطفال ومساعدتهم على تفريغ طاقاتهم وتنمية مواهبهم ورسم مشروع فردي لكل طفل مضيفة ان المشروع الذي تشرف عليه بالتعاون مع وزارة الثقافة يشمل أربع محافظات سورية / اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق/ ويتضمن لقاء فرق الدعم النفسي والاجتماعي وزيادة ورشات العمل ونشاط الاطفال والتعرف على احوالهم النفسية خلال تعاملهم مع المجتمع المصغر الذي تشكله مجموعة أطفال الورشة والمشرفون وتصوير علاقة الطفل مع الاخر وطريقة تعامله مع المصاعب التي تعترضه.

وحول اهم ما لاحظته خلال لقائها بالاطفال قالت الاختصاصية.. // ان الأمل ينبثق من عيونهم بالرغم من الحزن الذي يعتلي وجوههم فهم يقولون من خلال أحاديثهم أو رسوماتهم أو أغنياتهم أنهم سيرجعون الى منازلهم والى اللعب مع أصدقائهم كما لاحظت الحنان والحب لمدربيهم وأساتذتهم وهذا يعتبر أمرا في غاية الأهمية لتسهيل عمل الفريق ولكن يتوجب الانتباه الى اليافعين الذي وجدوا أنفسهم وبشكل مفاجئء في تحول وتغيير جسماني ونفسي لم يعتادوا عليه //.

واوضحت / حماض/ // ان ظروف الحرب التي تتعرض لها سورية وما يسمعه اليافعون من الاخبار تحرك لديهم دوافع عدوانية على حساب الألفة والتصالح وهنا من الضروري ان يراعي العاملون على صحتهم النفسية الحالات التي يتعرض لها هوءلاء اليافعين والتعامل معهم بين الليونة والصرامة دون العنف//.
وبينت ان الازمة الراهنة أثبتت ان كل فرد منا له دور في بناء وطنه وقالت .. // انني كمغتربة سورية استطيع ان اقدم خبرتي لبلدي في مجال الدعم النفسي والاجتماعي من خلال المبادرات وورشات العمل المتخصصة وتدريب الكوادر العاملة في هذا المجال//.
واشارت الى ان مشاركتها في مبادرة / حضنك سورية/ الاغترابية تاتي تاكيدا من فريق المبادرة على ان الحصار الذي تفرضه الدول الغربية على سورية لن يوءثر على السوريين في المغترب داعية كل المغتربين الى القدوم لسورية والمساهمة في بناء مجتمع متفاعل ومتماسك.

بدورها أوضحت الدكتورة /هيام ناصيف/ طبيبة نفسية أنها تشارك بشكل تطوعي لدعم فريق الدعم النفسي والاجتماعي في طرطوس، موءكدة ضرورة ان يعتمد مشروع الدعم على الفن والإبداع لأنهما وسيلتان لتعزيز مكانة الطفل وتمكينه في المجتمع.

وبينت /منال ظلاط/ مدرسة رسم في فريق الدعم أنها استطاعت من خلال الرسم اكتشاف الخفايا النفسية لكل طفل في مركز الاقامة الموءقتة حيث استعمال اللون أو المواضيع التي يختارها في رسوماته حيث يذكرون بيوتهم ورفاقهم ويستعملون الألوان القاتمة في التعبير عن حزنهم ومن هنا كان دورنا في بث الثقة في نفوس هوءلاء الاطفال وجعلهم يستخدمون الألوان الفاتحة لازالة /السوداوية من قلوبهم/.

واشارت الى ان فريق الدعم ينظم العديد من الورشات في مجالات الرسم والموسيقا والمسرح التفاعلي والاعمال اليدوية والرياضة وغيرها بشكل مستمر.

وقالت الشابة /سلوى فوطي/ وافدة من حلب.. // انها تشارك في ورشة /توالف البيئة/ واستطاعت خلال فترة قصيرة إتقان عمل الكثير من اللوحات التي ستساعدها في ايجاد مصدر رزق لها//.

بدورها اوضحت الشابة /منال السعيد/ وافدة من الرقة أنها تشارك في ورشات العمل التي يقوم بها فريق الدعم واستطاعت من خلالها تنمية موهبتها في الرسم، متمنية ان تعود الى منزلها وان يعم السلام والأمن ربوع سورية الغالية.

ديمة الشيخ